أصيب الدولار الأميركي، سوية مع اليورو، بفيروس مصدره المعارك في البرلمان الأميركي بشأن الديون المتراكمة على موازنات حكومة واشنطن. ما يدفع المصارف المركزية العالمية الى دراسة جدوى الاستمرار في ابقاء احتياطاتها بالدولار الأميركي. أما عجز الدول الأوروبية، عن ايجاد مخرج لديونها السيادية، فانه يطرح سلة من الشكوك حول فرص اليورو لمواصلة البقاء على قيد الحياة.


برن: في أقل من عام، خسر الدولار الأميركي واليورو حصتهما في خزائن الاحتياطات النقدية العالمية بعدما كان يستأثران بحصة الأسد. أما اليوم، فان المصارف المركزية تبحث عن بدائل لهذين العملتين اللتين أصابهما المرض.

يعجز عمالقة الاقتصاد عن العثور على بدائل للدولار واليورو. أما سوق الذهب، فهي محدودة وتتعرض، يومياً، للتقلبات. بينما يبقى الوصول الى سندات الخزينة الصينية مستحيل. وبالنسبة للعملات، من الفئة الثانية، كما الفرنك السويسري والدولار الكندي والدولار الأسترالي، فان مسألة ترقيتها، لتضحي عملات من الفئة الممتازة، متعثرة حالياً. فالاحتياطات المالية العالمية بالدولار الأميركي واليورو تستأثر بحوالي 80 في المئة من مجموع العملات التي ترتكز عليها هكذا احتياطات. لذلك، فان استبدالهما بعملات أخرى فكرة جنونية ومرفوضة، أساساً، من الجميع.

في سياق متصل، يشير الخبير بول آيشنغرين الى أن فكرة تأسيس كيان ابداعي يحل محل الدولار الأميركي واليورو جيدة. ويتمثل هذا الكيان، أو الأداة المالية الجديدة، على شكل سندات ترتبط بالناتج الاجمالي العالمي. أما مردود هذه السندات العالمية فانه منوط بمعدل نمو اقتصاديات العالم، سنوياً. في الحقيقة، فان هذه السندات العالمية مشابهة لسندات خزينة، تصدرها الأرجنتين وكوستاريكا، يرتبط مردودها بمدى النمو السنوي، الذي يحققه الاقتصاد في هذين البلدين.

في حال تأسيس هذه السندات الدولية (Global Bond) فان المصارف المركزية ستربح أداة مالية نوعية تحتضن محفظة من السندات التي تتنوع عالمياً. كما أن هذه السندات، وفق رأي الخبير، ستنجح في التعويض عن التضخم المالي وتآكل قوة الدولار الأميركي واليورو. اذ ان مردود هذه السندات سيتعلق بمسار الناتج المحلي الاجمالي لاقتصاديات أوروبا وأميركا.

ان فكرة طرح سندات دولية مرتبطة بالناتج الاجمالي العالمي أم سندات وطنية، مرتبطة بالناتج الاجمالي المحلي لكل دولة، طريقة لابعاد مخاطر تراكم الديون. الى الآن، فان الدول الغربية لم تقتنع بهذه السندات، لسبب من الأسباب، الغامضة!