برن: بدأ اليورو يخترق عتبة 1.45 مقابل الدولار الأميركي، ما يجعله يعود إلى المستويات التي سجلها في 12 يناير (كانون الثاني) من عام 2010.

الى جانب ذلك، يلاحظ خبراء المال في سويسرا أن اليورو بدأ يفرض قوته على الجنيه الإسترليني. إذ ها هو يقترب من عتبة 0.89 مقابل كل جنيه إسترليني واحد، وهذا أعلى مستوى له منذ شهر أكتوبر (تشرين الأول) من عام 2010. هنا، يكفي النظر إلى الأرقام للاستنتاج بسهولة أن اليورو ارتدى ثوب سوبرمان، وها هو يطير فوق كل العملات الصعبة المتداول بها في الأسواق العالمية التي تربح من وراء حركات الشراء والبيع بلايين الدولارات يومياً.

في الحقيقة، فإن التفسير السويسري لأسباب تحليق اليورو بهذا الشكل موجود وأكثر من منطقي. قبل كل شيء، عمد المصرف الأوروبي المركزي على رفع نسبة الفائدة، في 7 أبريل (نيسان) الماضي، للمرة الأولى منذ شهر يوليو (تموز) من عام 2009، من واحد إلى 1.25 %.

كما إن الأسواق المالية تتوقع سلسلة من القيود المصغرة التي ستفرض عليها في الشهور القليلة المقبلة. من جانبهما، سيعمد مصرفا سويسرا وأوروبا المركزيان على تبني المناورات الضرورية لردع موجة التضخم المالي التي تزحف اليوم من دون أن تلاقي الخطوط الدفاعية اللازمة لإطفائها. وبمساعدة ارتفاع أسعار المواد الأولية، فإن التضخم المالي في الاتحاد الأوروبي وسويسرا، يتقدم بمعدل 1.75 % هذا العام.

في هذا الصدد، يشير الخبير المالي كريستوف غوبسر لصحيفة quot;إيلافquot; إلى أن اليورو استعاد زخمه، مجدداً، لكونه لم يواجه أي منافسة من دولار أميركي، ضعيف جداً حالياً. ويعزو الخبير غوبسر هذا الضعف إلى سيناريو مالي أميركي متناقض مع نظيره الأوروبي الراهن، الذي يرى نسب الفوائد الأميركية ترسو على الصفر.

علاوة على ذلك، ينوه الخبير غوبسر بأن أسعار المواد الأولية، من النفط إلى الأحجار الكريمة، ومن ضمنها الذهب والفضة، التي تتنامي باستمرار، ساعدت في تراجع قوة الدولار الأميركي. إذ بما أن تسعير هذه المواد يتم بالدولار الأميركي، فإن ارتفاع أسعارها يتطلب كمية دولارات أكبر لشرائها. ما يولد دوامة، مختلفة تماماً عن التوقعات السابقة، تجعل الدولار الأميركي يخسر المزيد من لمعانه.