بدأت مخاطر إعادة تقويم اليورو نزولياً تلوح في الأفق إثر أزمة الثقة اجتاحت بعض دول أوروبا.


برن: بعد أزمة الثقة، التي اجتاحت بعض دول منطقة اليورو في فبراير (شباط) الماضي، بدأت مخاطر إعادة تقويم اليورو نزولياً تلوح في الأفق.

هكذا، يسارع المستثمرون إلى الهرب بجزء من أموالهم بعيداً من اليورو. بالنسبة إلى الخبراء السويسريين فإن المستثمرين الأوروبيين عليهم تخصيص من 20 إلى 30 % من ثرواتهم، كحد أقصى، في شراء كميات من العملات الأخرى، غير اليورو. وإلا فإن المفاجآت الآتية من أسواق العملات، التي يعجز الجميع عن وضع مسارات لها أبعد من الأسبوع الواحد، قد تكون مُرّة الطعم.

على صعيد الدولار الأميركي، فإنه يبقى الأهم عالمياً. بيد أنه أضحى كذلك العملة التي لا يمكن لأحد التوقع بشأن قوتها المستقبلية. بالنسبة إلى المصارف المركزية، الأوروبية وغيرها، فإنها سجلت فائضاً في احتياطاتها بالدولار الأميركي، ما جعلها تتحرك لتخفيض هذا المخزون المالي بعض الشيء.

وبرغم موجة العصبية، التي تعانيها الأسواق المالية وأسواق الصرف، إلا أن الدولار الأميركي أثبت للعالم قوته في استعادة بعض الخسائر في قيمته أمام اليورو. كما إنه ساعد في استرجاع بعض التوازن، وبالتالي تعويض قسم من الخسائر، في الحقائب الاستثمارية. هذا ويبقى المردود الناجم من الاستثمار في السندات الأميركية أدنى، لو بصورة طفيفة، من سندات الخزينة الألمانية quot;بوندquot; (Bund).

علاوة على ذلك، تتجه أنظار المستثمرين حالياً إلى الجنيه الاسترليني، بما أن بريطانيا الاقتصاد الأوروبي الوحيد غير المعني بمشاكل اليورو. ما يعني أن الاستثمار في الجنيه الإسترليني في العام المقبل سيكون فكرة جيدة، لأن التقشف في الإنفاق العام في بريطانيا لن يكون له آثار سلبية للغاية على النمو الاقتصادي هناك.

مرة أخرى، يتوقف الخبراء السويسريون للإشارة إلى أن مردود سندات الخزينة البريطانية أعلى بقليل من مردود سندات الخزينة الألمانية.

في سياق متصل، يشير الخبير كريستوف غوبسر لصحيفة quot;إيلافquot; إلى أن الفرنك السويسري، الذي يصنف بامتياز بالعملة الدفاعية، أي الملجأ الآمن للمستثمرين، استعاد في الشهور الـ 12 الأخيرة دوره التاريخي، بعدما أهملته الأسواق المالية في عامي 2008 و2009.

ومنذ مطلع العام، وبسبب أزمة اليورو، توطدت قيمة الفرنك السويسري أمام اليورو حوالي 16 %. وها هي اليوم ترسو على أعلى مستوياتها أمام العملة الأوروبية الموحدة منذ ولادة الأخيرة.

وينوه الخبير غوبسر بأنه نظراً إلى قوة الفرنك السويسري أمام اليورو منذ بداية العام الحالي، وفي ضوء المردود المتدني جداً (2 %) لسندات الخزينة السويسرية طويلة الأجل، فإن الاستثمار في أي سندات، بالفرنك السويسري، لها مخاطر عالية.

في ما يتعلق بأسوأ السيناريوهات المحتملة، فإن الخبير غوبسر يتوقع أن تواصل قيمة الفرنك السويسري التحليق جواً حتى تصل قيمته إلى يورو واحد فقط.