سعت الدول الأعضاء في صندوق النقد الدولي السبت إلى وضع خلافاتها الواضحة جانبًا في مواجهة الأزمة الاقتصادية والمالية العالمية، ووعدت بأن تفعل ما بوسعها للحدّ من quot;تفاقمquot; الأزمة.


المديرة العامة لصندوق النقد الدولي كريستين لاغارد

واشنطن: قال الدول الـ187 الأعضاء في صندوق النقد الدولي إن quot;ظروف كل منا مختلفة، لكن اقتصاداتنا وانظمتنا المالية مرتبطة ببعضها البعض. لذلك سنعمل بشكل جماعي لإعادة الثقة والاستقرار المالي وإنعاش النمو العالميquot;.

وعددت الدول الاعضاء في الصندوق مشاكل عميقة عدة، من بينها quot;الدين العامquot; وquot;هشاشة النظام الماليquot; وquot;ضعف النمو الاقتصاديquot; وquot;ارتفاع معدل البطالةquot;، بينما يبدو هامش تحركها ضيق. وقال ثارمان شانموغارثام رئيس اللجنة المالية والنقدية للصندوق quot;سنفعل ما بوسعنا لمنع تفاقم الأزمةquot;.
من جهتها، قالت المديرة العامة للصندوق كريستين لاغارد إن الاجتماع quot;لم يشهد إنكارًا (لحدة الازمة) ولا اتهاماتquot;.

وكانت منطقة اليورو محور اهتمام اجتماع اللجنة المالية والنقدية الهيئة التي تحدد التوجهات السياسية لهذه الهيئة المالية الدولية. وقالت اللجنة في بيانها ان quot;دول منطقة اليورو ستفعل ما بوسعها لتسوية ازمة الدين العام وضمان الاستقرار المالي لهذه المنطقة بكاملها ولدولها الاعضاءquot;. وتضمن البيان وعودا اخرى.

ففي الدول المتطورة قطعت وعود بمصارف تتم رسملتها وتمويلها بشكل جيد ودعم السياسة النقدية للنشاط الاقتصادية واصلاحات بنيوية لتحسين لنمو وقطاع الوظيفة. اما بالنسبة إلى الدول النامية، فيتعلق الأمر بإعادة التوازن إلى النمو عبر تشجيع الطلب الداخلي. لكن بعيدًا عن الاطار العام، كانت الخلافات بين الدول الأعضاء واضحة.

في ما يتعلق بمنطقة اليورو، كل الخلافات مرتبطة بتطبيق الاتفاق الذي تم التوصل اليه بين رؤساء دول حكومات المنطقة في 21 تموز/يوليو في بروكسل لضمان فاعلية الصندوق الاوروبي للاستقرار المالي. ويفترض ان تصادق برلمانات هذه البلدان على انشاء الصندوق قبل منتصف تشرين الاول/اكتوبر. وترى الولايات المتحدة ان هذا لا يكفي.

وقال وزير الخزانة الاميركي تيموتثي غايتنر ان quot;اجراءات اضافية لزيادة القدرات الفعلية لهذه الخطوات ضرورية من اجل اقامة درع في وجه عدوى اكثر خطورةquot;. وتلقى هذه الفكرة تأييد الصين. وقال حاكم المصرف المركزي الصيني جو تشياوشوان ان quot;ازمة الدين في منطقة اليورو تحتاج حلاً سريعًا من اجل تثبيت الثقة في الاسواقquot;.

لكن بكين ترى ان مشكلة الديون لا تقتصر على منطقة اليورو. وصرح جو ان الصين تأمل في وضع quot;خطط واضحة وتتمتع بالصدقية لتحقيق التوازن الميزانيquot; في quot;الاقتصادات المتطورةquot;. والمحت البرازيل الى ان فرص نجاح اقتراح اميركي يدعو الى تدخل اكبر للبنك المركزي الاوروبي ضئيلة.

وذكر وزير المالية البرازيلي بان quot;السياسات النقدية السخية في الدول التي تصدر عملات احتياط لم تحقق الكثير لدعم انتعاشها الاقتصاديquot;. وفي خضم هذا الجدل، قدمت لاغارد quot;خطة للتحركquot;. وهي تريد ان quot;تناقش قريبًا احتياجاتquot; مؤسستها، معتبرة ان مواردها quot;لا تكفي في مواجهة احتياجات التمويل المحتملة للدول الهشّة او لضحايا الأزمة الجانبيينquot;.