واشنطن:ركّز الرئيس الأميركي باراك أوباما على التحديات الإقتصادية التي تواجهها الولايات المتحدة، متعهداًً بإصلاح ضريبي يطال الأغنياء والشركات الكبرى بغية التوصل إلى إنتاج أكبر، داعياً إلى إستعادة القيم الأميركية.وخصص أوباما الجزء الأكبر من خطاب 'حالة الإتحاد' الذي ألقاه ليل الثلاثاء/الاربعاء (بالتوقيت المحلي) للشأن الإاقتصادي الأميركي، فرأى أنه لا بد من البناء على الإنجازات التي تحققت حتى الآن بغية مواجهة التحدي الإقتصادي في أميركا التي من الممكن الوصول إليها وهي بلد يقود العالم في مجال تعليم شعبه وبلد يجذب جيلاً جديداً من وظائف التصنيع عالية التقنية وذات الأجر المرتفع.
وشدد على أنه من الممكن الوصول إلى مستقبل 'نسيطر فيه على طاقتنا وعلى أمننا وازدهارنا لا يكون مرتبطاً بأجزاء غير مستقرة من العالم'، مضيفاً أن من الممكن تحقيق 'إقتصاد مبني ليستمر حيث يلقي العمل الحثيث نتيجة والمسؤولية مكافأة'.


وشدد على أن كل ما قاله ممكن لأنه سبق وحصل، مذكراً بأنه 'بعد الحرب العالمية الثانية، يوم عاد جيل جديد من الأبطال من ساحات القتال، بنوا الإقتصاد الأقوى وأكبر طبقة وسطى في العالم'.
واعتبر أوباما أن المسألة الأهم هي معرفة كيفية الحفاظ على الوعود، مضيفاً أن الخيار هو بين بلد يعيش فيه عدد صغير من الناس بخير فيما الغالبية لا تحصل على ما تريده أو بناء إقتصاد يحظى الجميع فيه بفرصة عادلة ويلعبون بمجموعة القواعد عينها.وشدد على أن 'ما هو على المحك ليس القيم الديمقراطية أو الجمهورية، بل القيم الأميركية التي علينا إستعادتها'.وأسهب أوباما في الحديث عن إعادة إنعاش الإقتصاد الأميركي والإعتماد على القوى العاملة الأميركية، مشيراً إلى قطاع صناعة السيارات الذي كان على شفير الهاوية عند وصول إدارته، لكن المراهنة على العمال الأميركيين أعاده إلى السكة الصحيحة.وقال 'أود وضع مخطط تفصيلي لإقتصاد بني على الصناعة الأميركية والطاقة الأميركية ومهارات العمال الأميركيين وعلى تجديد القيم الأميركية'.وانتقل للحديث عن القانون الضريبي فقال إن الشركات تعفى من الضرائب مقابل نقل أعمالها وأرباحها إلى الخارج فيما الشركات التي تختار البقاء في أميركا تدفع أعلى ضرائب في العالم، وأكد أن هذا امر 'لا يصح ولا بد من تغييره'.


وشدد على أهمية عمل الشركات الأميركية على الأراضي الأميركية، وقال 'حان الوقت لوقف مكافأة الشركات التي تشحن أعمالها إلى الخارج والبدء بمكافأة الشركات التي تخلق وظائف في أميركا، أرسلوا إلي هذه الإصلاحات الضريبية وسأوقعها على الفور'. وأعرب أوباما عن إستعداده للتوجه إلى أي مكان في العالم بغية فتح أسواق للمنتجات الأميركية، والوقوف في وجه المنافسين عندما لا يلتزمون بالقواعد.
وأوضح أن منع إغراق السوق الأميركي بالسلع الصينية ترك إيجابيات، وان آلاف الأميركيين وجدوا وظائف لهذا السبب، لكنه رأى أنه 'لا بد من بذل المزيد من الجهد، فمن غير العادل السماح لدولة أخرى بقرصنة أفلامنا وموسيقانا وبرامجنا ومن غير العادل أن يهيمن مصنّعون أجانب علينا لأن لديهم عوناً مالياً ضخماً فقط'.وأعلن الرئيس الأميركي عن تأسيس وحدة خاصة مهمتها التحقيق في الممارسات التجارية غير العادلة في دول مثل الصين، وأكد أنه سيتم إجراء أعمال تفتيش أكبر لتفادي تقليد السلع أو عبور سلع غير آمنة للحدود الأميركية.


ودعا الكونغرس إلى الحرص على ألا يكون لأي شركة أجنبية أولوية على الشركات الأميركية عندما يتعلق الأمر بدخول أسواق جديدة مثل روسيا. وقال 'أميركا ستربح دوماً'.ورأى أوباما أنه لا بد من تمديد إعفاء الشركات الصغيرة، التي ترفع الأجور وتخلق وظائف جيدة، من الضرائب.وأكد إلتزامه بعدم زيادة الضرائب على أصحاب الدخل الذي لا يتجاوز 250 ألف دولار سنوياً، وطالب بأن يدفع كل من يزيد دخله على مليون دولار سنوياً ضريبة لا تقل عن 30'.واعتبر أنه لا بد من التوقف عن تقديم عون ضريبي لأصحاب المليارات. وأضاف أن 'الأولوية الأولى المباشرة الآن هي وقف زيادة الضرائب على 160 مليون أميركي عامل، فيما عملية التعافي الإقتصادي ما زالت هشّة'.


وتابع 'عندما يتعلق الأمر بالعجز، إتفقنا على إدخارات واقتطاعات بأكثر من تريليوني دولار، لكن لا بد من بذل المزيد.. ونحن مصممون على إنفاق قرابة تريليون دولار على ما يفترض أن يكون إقتطاعاً مؤقتاً لضرائب أثرياء أميركا الذين يشكلون 2'' من الشعب'.وسأل 'هل نريد المضي في الإقتطاعات الضريبية للأثرياء؟'، وشدد على أن 'الشعب الأميركي يعرف ما هو الخيار الصحيح.. وأنا مستعد لمزيد من الإصلاحات... لكن في المقابل لا بد من تغيير القانون الضريبي'.وقال إنه اقترح أيضاً تقديم تسهيلات ضريبية للشركات لتوظيف جنود قدامى، لافتاً إلى أن السيدة الأولى ميشيل أوباما و جيل زوجة نائبه جون بايدن عملتا مع شركات أميركية للحصول على تعهّد بتوظيف 135 ألف وظيفة للجنود القدامى وعائلاتهم.كما قال أوباما إنه لا بد من وضع حد للهجرة غير الشرعية.وتوقف عند مسألة الطاقة. فبعدما أشار إلى أن أحتياطي أميركا من النفط لا يتعدى الـ2' من الاحتياطي العالمي، قال أوباما إن النفط ليس كافياً، داعياً إلى إعتماد إستراتيجية أكثر نظافة وأقل كلفة وتوفر وظائف جديدة.


ولفت إلى أن لدى أميركا غاز يكفي قرابة 100 سنة 'وإدارتي ستتخذ كل خطوة ممكنة لتطوير هذه الطاقة بأمان'، مشيراً إلى أن الخبراء يتوقعون أن هذا الأمر سيدعم 600 ألف وظيفة على الأقل مع نهاية هذا العقد.
وقال 'لقد دعمنا شركات النفط طوال عقد وهذه فترة طويلة بما يكفي وحان الوقت لوضع حد لتخصيص أموال دافعي الضرائب لقطاع قلما يربح'.وشدد على أن 'الطريقة الأسهل لإدخار المال هي تبديد كمية أقل من الطاقة'. واعتبر أنه 'لا بد أن يكون بناء مستقبل الطاقة الجديد جزءً من أجندة شاملة لتحسين البنية التحتية في أميركا، فالكثير في أميركا بحاجة لإعادة بناء.. وما من وقت أفضل من الآن لفعل ذلك'.وقال الرئيس الأميركي إن بلاده تحتاج حكومة أكثر ذكاءً وفعالية، وأكد أنه مع الكونغرس أو من دونه سيواصل إتخاذ الخطوات التي ستساعد في نمو الإقتصاد، لكنه أضاف موجهاً كلامه للجمهوريين 'ولكن بمساعدتكم يمكنني القيام بأكثر من ذلك بكثير لأننا حين نتعاون، لا يعود هناك شيء لا يمكن أن تحققه أميركا'.