طوال اربعة قرون وحتى الحرب الاسبانية الاميركية عام 1898 كان المواد الخام الهامة جدا مثل الذهب والفضة وقصب السكر والتوابل تصدر من اميركا اللاتينة الى اوروبا، وفي القرن العشرين اخذت الولايات المتحدة مكان اوروبا في استيراد هذه المواد، لكن مع حلول القرن الواحد والعشرين ازاحت الصين هذه الاخيرة لتكون في مقدمة البلدان الاكثر استيراد. فالعلاقات التجارية بين الصين وبلدان هذه المنطقة ان كانت حكوماتها يسارية ام محافظة تسير على افضل وجه، فهي ترحب بكل استثمار اجنبي وبالاخص اذا كان من الصين، فهذا يدخل الى خزائنها نقدا صعبا ليس من السهل الحصول عليه في ظل الازمة الاقتصادية العالمية اليوم.
وحسب تقرير مصرف انتراميركا لتنمية ومركزه في واشنطن تحتل حاليا الصين موقعا ماليا كبير في بلدان اميركا اللاتينية، ففي الاشهر الاولى لوحدها من عام 2010 انجزت الصين اكبر ثماني عمليات نقل مصرفي مع بلدان في اميريكا اللاتينية بقيمة 22,7 مليار دولار ، حيث اشترت شركة النفط الوطنية الصينية الكثير من المؤسسات منها شراء 50 في المئة من اتحاد مصانع بيرداس الارجنتيني، وبذلك بمبلغ قدره 3،1 مليار دولار. وأسس هذا الاتحاد الارجنيتيني عام 1948 وهو ملك لعائلة بولغروني ويعتبر من اكبر منتجي النفط في المنطقة. اما المؤسسات الثانية التي تملك الصين حاليا جزءا كبيرا منها فهي شركة سينوبيك البرازيلية وهي فرع من شركة النفط العالمية الاسبانية ربسول وقدرت قيمة الصفقة ب7،1 مليار دولار، وهذا مهد الطريق لظهور اتحاد شركات صيني برازيلي برأس مال يقدر ب17.1 مليار دولار.
وترعى الصين علاقاتها بشكل خاص مع فنزويلا حيث وصل حجم التبادل التجاري بين البلدين الى اعلى مستوى،. وفي عام 2010 تم توقيع اتفاق مقايضة، حيث حصلت فنزويلا على 20 مليار دولار مقابل حصول الصين مجانا على مائتي الف برميل نفط يوميا ورفع العدد هذا العام ال250 الف برميل وسيصل العام المقبل الى 300 الف برميل يوميا ليقارب بعد ثلاثة اعوام المليون برميل، وهذا يقارب حجم ما تصدره فنزويلا من النفط الى الولايات المتحدة. كما تستمثر الصين في فنزويلا في خمسين مشروع لاستخراج المواد الخام والثمينة مثل الذهب والفضة والحديد والفحم الحجري والالمينوم، ووقع البلدان العام الماضي على عقد قيمته 16 مليار دولار يسمح للصين بالمشاركة في استخراج النفط من حقول اورينوكو الفنزويلية.
التعليقات