على وقع ارتفاع أسعار المواد الغذائية في السعودية وصوت أنين الناس من الاكتواء بلهيبها المتصاعد، تتعرض الطبقة الوسطى في المملكة لهزات متتالية تهدد وجودها، وهذا ما يرفض بعض الاقتصاديين الاعتراف بحصوله.


الرياض: لا نقاش مجتمعي داخل السعودية اليوم يعلو على واقعة quot;الغلاءquot; التي ضربت لبّ استهلاكهم الغذائي، بل والمعيشي عمومًا.

السعوديون تجاوزوا تقارير وقياسات مستوى غلاء المعيشة الشهرية والسنوية، التي تثبت ارتفاع الأسعار في سلع عديدة، في مستويات زمنية متفاوتة، إلى حملات مقاطعة، كردود فعل على زلزال الأسعار المخيف والمقلق لسكينة ورخاء الطبقة الوسطى ذات الأكثرية المجتمعية.

وأشعلت الأسعار التي ضربت عشق السعوديين الغذائي؛ نيران اللحوم الحمراءوامتد الحال إلى بديله من لحوم الدجاج ومشتقاتها، وسط دعوات تجوب الفضاءات الإلكترونية بمقاطعة الدجاج واللحوم الحمراء التي أصبحت حلماً من الأحلام الغذائية.

وتعلق الحديث عن ارتفاع الأسعار للمواد الغذائية، مع توقعات اقتصادية صحافية مبنية على دراسات أكاديمية عن تآكل في الطبقة الوسطى السعودية، ساهمت فيه عدة عوامل، فهل يكون ارتفاع الأسعار جزءاً من المشكلة التي تقرب الطبقة الوسطى نحو الطبقة الفقيرة؟

أبو داهش: الدعم الحكومي للسلع يصب في مصلحة الأغنياء

الخبير الاقتصادي الدكتور عبدالوهاب أبو داهش شكك في معلومة أن الطبقة الوسطى السعودية تتقلص، واعتبر أن المؤشرات الاقتصادية تشير إلى عكس ذلك، وأن نسبة الاستهلاك تتزايد، مستشهدًا بالسحب والسداد عبر منافذ البيع التي تشير إلى إنفاق الشخص لأكثر من ٦٦٠ دولاراً (٢٥٠٠ ريال سعودي).

وأشار أبو داهش في سياق حديثه أن نسبة الطبقة الوسطى في السعودية تصل إلى أكثر من ٤٠٪ ، وهو عكس ما تشير إليه التقارير الصحافية التي تستند إلى آراء عدد من الاقتصاديين وأنها أصبحت في حدود الـ(٣٠٪) ، وهو ما توصل له بعد قراءات عديدة في أرقام الادخار والودائع التي وصفها بـquot;العاليةquot;.

الطبقة الوسطى تكتوي بلهيب الأسعار في السعودية

وإن كانت الأرقام التي ذكرها الدكتور أبو داهش مبنية على أرقام شمولية، إلا أنه لا يستبعد تآكل هذه الطبقات خاصة وأن مصلحة الإحصاءات العامة والمعلومات، وكذلك الصندوق الخيري لمعالجة الفقر في السعودية لا يصرحان بتفاصيل الأرقام وأعداد الفقراء، بل حتى مفهوم الفقر وخطوطه حتى يتسنى لصانع القرار والعاملين اتخاذ السياسات المناسبة.

الفجوة التي تتسع بين الطبقات الثلاث (الغنية والوسطى والفقيرة) يساهم في اتساعها الغلاء، والتضخم بحسب ما ذكره أبو داهش، مشيراً إلى أن الفجوة تتزايد في ظل عدم وجود سياسات لمواجهة زيادة الأسعار، بل حتى الإعانات وفق الدكتور عبدالوهاب لا تخدم الطبقتين الوسطى والفقيرة، بل تخدم حصرًا الطبقة الغنية.

وللقضاء على ارتفاع الأسعار، في ظل تحديات عديدة طالب الدكتور أبو داهش بإصدار بطاقات غذائية واستهلاكية للطبقات الفقيرة، إضافة إلى رفع قيمة الريال السعودي مع الحفاظ على ارتباطه بالدولار، وكذلك ترشيد الاستهلاك عبر نشر ثقافته مجتمعيًا عبر وسائل الإعلام.

الأسر السعودية فقدت ٣٥٪ من دخلها

تقارير صحافية اقتصادية عديدة أشارت إلى ارتفاع معدل تضخم مجموعة الأطعمة والمشروبات في السعودية بنسبة ٣٥٪ منذ يناير ٢٠٠٧ إلى تموز/ يوليو ٢٠١٢ وخلال ذات الفترة سجل معدل التضخم لتكاليف المعيشة في ٣٥٪ ، وهو ما تشير إليه التحليلات الاقتصادية أن الأسر السعودية ذات النسبة من إجمالي دخلها على ذات الفترة.