لعقود مضت، عاني قطاع التعدين في مصر من مشاكل عدة، تسببت في عدم استغلال ثروات البلاد المعدنية بالشكل الأمثل. لكن يبدو أن الحكومة المصرية الجديدة اتخذت تدابير وقرارات جادة لإعادة الحياة لهذا القطاع الحيوي، كان آخرها تأسيس شركة قابضة للتعدين، تتبعها ثلاث شركات تمارس كل شركة منها نشاطًا مختلفًا في هذا المجال.


القاهرة: يبدو أن قطاع التعدين المصري على أبواب مرحلة جديدة يخطو فيها إلى الأمام، خصوصًا بعد الإعلان عن اتفاق بين الجهاز التنفيذي بوزارة الصناعة المصرية وجمعية نهضة وتعدين على تأسيس شركة قابضة للاستثمار في مجال التعدين بمصر وافريقيا، برأس مال 100 مليون جنيه، على أن يطرح نصف رأس مالها للاكتتاب العام في البورصة. وهذا ما عدّه الخبراء قفزة نحو نمو القطاع وجذب الاستثمارات إليه، ليحتل المكانة التي تناسبه، خصوصًا أن مصر من الدول الغنية بالمعادن الطبيعية.

ثلاثة شركات

أوضح المهندس ممدوح سعد الدين، أمين عام جمعية نهضة وتعدين وأحد مؤسسي الشركة القابضة، أن البداية ستكون بإنشاء ثلاث شركات، quot;تنتج إحداها خام اوكسيد التتالوم الذي يعتمد عليه في العديد من الصناعات، والاخرى تقوم بتدوير مخلفات الرخام الموجودة في جبل الجلالة والشيخ فضل لتدخل في صناعة الطوب والبلاط والبويات بعد ذلك، والتي يصل حجمها إلى 400 مليون طن، بينما ستتجه الشركة الثالة نحو السوق الأفريقية التي تعد سوقًا واعدةquot;.

وأعتبر سعد الدين أن قطاع التعدين في مصر quot;قادر على تحقيق قفزة نوعية ليكون قاطرة للتنميةquot;. واعتبر أن دخول صغار المستثمرين إلى القطاع عن طريق البورصة والتوسع في إنشاء المناجم والمحاجر الصغيرة، يساهم إلى حد كبير في علاج مشكلة الفقر، مشيرًا إلى أن الصناعات التعدينية توفر مئات الآلاف من فرص العمل للشباب، quot;فمصر تتمتع بإمكانيات تعدينية ضخمة لكنها لا تستغل بالشكل الأمثلquot;.

خريطة جيولوجية لمصر

من جانبه، أكد الدكتور أحمد دردير، رئيس هيئة المساحة الجيولوجية الأسبق، لـ quot;إيلافquot; وجود 52 خامة تعدينية في الاراضي المصرية، تتمثل في معادن ثمينة كالذهب، وأخرى ترتبط بصناعات الشرائح الالكترونية كالتتالوم والكورتز.

أضاف: quot;لدى هيئة الثروة المعدنية العديد من الدراسات العلمية والاقتصادية حول المعادن الموجودة على سطح التربة، ويجري حاليًا تخصيص بعض المنح لإجراء أبحاث حول المعادن الموجودة في باطن الارض، لرسم خريطة جيولوجية لمصر لتعظيم الاستفادة من الثروات المعدنيةquot;. وأعتبر دردير أن تأسيس شركة قابضة يدفع الروح من جديد إلى هذا القطاع الحيوي، بعد أن عاني لسنوات من سلطة المحافظات التي ساهمت في تدهوره بشكل كبير.

لجذب استثمارات جديدة

واتفق معه في هذا أيمن حمدون، عضو مجلس إدارة المجلس التصديري للتعدين، الذي قال لـquot;إيلافquot; إن مشكلة قطاع التعدين quot;تكمن في غياب استثمارات جديدة بالقطاع خصوصًا أن الخامات متوافرة بشكل كبيرquot;.

وأكد حمدون أن إنشاء شركة قابضة يُطرح جزءٌ منها في البورصة يشكل quot;فرصة لدخول استثمارت جديدة للقطاع وتحقيق الأرباح بشكل منتظم، ما يعود على قطاع التعدين بمردود ايجابي، ويشجع القطاع الخاص على الاستثمار في الصناعات المرتبطة بالتعدينquot;.

ودعا حمدون للاهتمام بمشروعات صغار المستثمرين في هذا المجال، ولإنشاء تجمعات لصناعات التعدين الصغيرة لجذب الشباب الجيولوجين لاقامة مشروعاتهم الخاصة، التي تصب في صالح الناتج المحلي. أضاف: quot;لو أحسنت مصر استغلال ثرواتها المعدنية، يمكن أن تتحول لقوة اقتصادية كبيرةquot;.

كما رحب حمدون بالخطوات الاخيرة التي اتخذتها الدولة المصرية لمساندة قطاع التعدين، كإنشاء مجلس تصديري للخامات والصناعات التعدينيةrlm;، الذي يعد العدة للوصول بصادرات القطاع التعديني إلى 50 مليار جنيه بحلول العام 2015، وطالب بتكملة هذه الخطوات بإلغاء إشراف المحافظات على المحاجر والمناجم، وتسهيل الحصول على التراخيص.