حذرت دراسة نشرت الخميس في الولايات المتحدة من أن مئات آلاف الأشخاص في ولاية جنوب كردفان في جنوب السودان مهددون بالمجاعة، فيما لا تزال الخرطوم تعرقل وصول أية مساعدة دولية.


واشنطن: قال جون برنديرغاست المشارك في تأسيس quot;ايناف بروجيكتquot;، وهي مؤسسة مساعدة دولية، يوجد مقرها في واشنطن، واجرت هذه الابحاث quot;اذا لم ترد المجموعة الدولية على مؤشرات الإنذار هذه الصادرة من جنوب كردفان، فقد يخلف هذا الوضع عواقب مدمّرةquot;.

وتوجه فريق من المتخصصين في مجال الصحة في المجموعة الى المنطقة الخاضعة لسيطرة متمردي جناح الشمال من الحركة الشعبية لتحرير السودان. وقالوا ان العديد من الاشخاص الذين فرّوا من النزاع، الذي اندلع منذ اكثر من سنة، مرغمون على العيش في مغاور في الجبال.

ومراقبو المؤسسة، الذين امضوا اسبوعين في البلاد في اب/اغسطس، فحصوا 2467 طفلاً، تتراوح اعمارهم بين ستة اشهر وخمس سنوات، وخلصوا الى ان 14.9% منهم يعانون سوء تغذية شديدًا.

وتعيش 81.5% من العائلات على وجبة واحدة يوميًا، في زيادة كبيرة مقارنة مع السنة الماضية، حيث كانت هذه النسبة 9.5% فقط. وقبل سنتين لم تكن هناك أية عائلة في المنطقة تواجه هذا الوضع.

ما يزيد من القلق ان 73.2% من العائلات ليس لديها أي مصدر دخل، وان 65.7% من العائلات لا تملك مواد غذائية تكفي لاكثر من اسبوع.

ولم يتمكن فريق quot;ايناف بروجكتquot; من التوجّه الى قرب خط الجبهة، حيث يتواجه جنود الخرطوم والمتمردون، لكن الوضع قد يكون أسوأ هناك كما قالوا.

ويتعرّض حوالى 350 الف شخص في هذه المنطقة بانتظام لقصف من السلطات السودانية. وحوالى 70 الف اخرين يواجهون ظروفا مماثلة في ولاية النيل الازرق المجاورة.

وقال مدير المشروع جوناثان هيوستون quot;انها مجاعة سياسية الاسباب، اذ ان القصف شبه اليومي الذي تقوم به حكومة السودان جعل شعبها غير قادر على الزراعة او جني المحاصيلquot;. واضاف quot;بالتالي حين يصل موسم الجفاف في غضون اسابيع، ستكون المحاصيل ضعيفة جدا، ولن تحسن سوى قليلا هذا الوضع القريب من المجاعة الذي تشهده المنطقةquot;.

وطلب هيوستون من المجموعة الدولية وضع 20 الف طن من المواد الغذائية، وكذلك مساعدة مادية وطبية، قرب الحدود لتمارس بعد ذلك ضغوطا على حكومة الخرطوم كي ترفع حصارها.