ثمة من يرى أن قرار رفع الدعم عن quot;بنزين 95quot; أصاب سوق السيارات المصرية في مقتل، بينما يقلل آخرون من تأثيره، لكن الواضح أن المصريين يطلبون السيارات الصغيرة ويفكرون بالسيارات الهجينة، بعد تخفيض رسومها الجمركية بنسبة 25 في المئة.

القاهرة: قررت الحكومة المصرية رفع الدعم عن بنزين 95، ليصل سعر اللتر الواحد منه إلى ستة جنيهات (دولار واحد) بدلًا من جنيهين ( 0.33 دولار). ومنذ بدء تطبيق التسعيرة الجديدة، يسود سوق السيارات المصرية جدل واسع بشأن الأثر الذي تركته على مبيعات السيارات، خصوصاً تلك التي تتجاوز قوة محركها 1600 سي سي، التي يتوقع بعض العاملين بالسوق أن تصاب مبيعاتها بالركود خلال الفترة المقبلة.
ويأمل آخرون أن تشهد سوق السيارات إنتعاشاً في الفئات التي تقل قوة محركاتها عن 1600 سي سي أو تساويها، والتي تعتمد غالبيتها على بنزين 90 و92.
فاخرة ومتوسطة
قال اللواء عفت عبد العاطي، رئيس شعبة وكلاء وموزعي السيارات بالغرفة التجارية المصرية لـquot;إيلافquot;: quot;رفع الدعم عن بنزين 95 اصاب سوق السيارات في مقتل، لأنه سيدفع المواطنين للإحجام عن شراء السيارات، في الوقت الذي تعاني فيه السوق ركوداً حاداً بسبب الأوضاع الاقتصادية في فترة ما بعد الثورةquot;.
أضاف: quot;تعمل معظم محركات السيارات الجديدة ببنزين 95، سواء كانت سيارات فاخرة أو متوسطة، مثل فولكس فاغن وسكودا اللتين أعتبرهما أكثر المتضررين من القرار الأخير، بعد تجهيز سياراتهما بمحركات TSI ذات الشاحن التوربيني، والتي تسير ببنزين 95quot;.
وتابع عبد العاطي قائلًا:quot;سينعكس رفع الدعم عن بنزين 95 على قطاع النقل، على الرغم من اعتماده بشكل أساسي على أنواع أخرى من البنزين، فالارتباك يسود الشارع المصري عقب كل قرار برفع الأسعارquot;.
السوق لن تتأثر
توقع علاء السبع، عضو الشعبة العامة للسيارات، ألا يكون لرفع الدعم عن بنزين 95 في مصر مردود كبير، مؤكداً أن حصة السيارات التي تسير ببنزين 95 من السوق المصرية ليست بالكبيرة، quot;فأغلب السيارات الجديدة تسير على العديد من شرائح البنزين متعدد النقاء، كما هناك إتجاه في السوق حالياً لزيادة الطلب على السيارات التي تعمل بالغاز الطبيعي، أو تغيير المحركات بعد رفع سعر بنزين 95quot;.
وأكد السبع لـquot;إيلافquot; أن تأثير القرار على حجم مبيعات السيارات quot;طفيف، لأن السيارات الفارهة هي أكثر السيارات إعتماداً على هذا النوع من الوقود، ومن يمتلكها لا يهتم بإرتفاع سعر الوقود نظراً لإرتفاع قدراته الماليةquot;.
توجّه نحو الهجينة
أما خالد حسني، المتحدث الرسمي لمجلس معلومات سوق السيارات (أميك)، فقال لـquot;إيلافquot; إن شركات السيارات العالمية quot;تتجه الآن نحو السيارات الهجينة، وإن مصر خفضت الجمارك على هذه السيارات بنسبة 25 في المئةquot;.
وأوضح حسني أن الشريحة الأكبر في السوق المصرية تتجه نحو السيارات الصغيرة، كما أن شريحة واسعة من المستهلكين ستتجه للسيارات المستعملة.
كما أشار حسني إلى أن شركة فولكس فاغن مدت ضمانات سياراتها بما يشمل إستخدام وقود 92 في محركات TSI بدلاً من بنزين 95.
أضاف: quot;سوق السيارات في مصر مستقرة نسبياً اليوم مقارنة بالفترة السابقة، وأتوقع نمواً في المبيعات هذا العام ما بين 10و15 في المئة، ليصل حجم المبيعات إلى 200 ألف سيارة، فيما بلغت مبيعات العام الماضي 170 ألف سيارة، بسبب الإرتفاع في الطلب بعد إنخفاض خلال أحداث الثورة وبعدهاquot;.