اضطرابات تشهدها أسواق النفط العالمية

جاء القرار الذي اتخذته شركة quot;سونوكوquot; الأميركية، التي تعمل منذ 126 عاماً، لإنهاء أعمالها في مجال تكرير النفط، بمثابة أحدث الإشارات الدالة على الاضطرابات التي تشهدها أسواق الوقود والمتزامنة مع التحول العالمي في استخدام النفط.


القاهرة: قالت صحيفة فاينانشيال تايمز البريطانية إنه ومع تراجع معدلات الاستهلاك في الاقتصاديات المتقدمة ونموها في الأسواق الناشئة، بدأ يتراجع نشاط المصافي من اليابان وحتى بنسلفانيا، الولاية المقر لشركة quot;سونوكوquot;، التي دشنت فيها آبار النفط التي حُفِرت في خمسينات القرن التاسع عشر بداية عصر البترول.

وأضافت الصحيفة أن تلك الاضطرابات جاءت لتلقي الضوء على التحديات التي تواجه صناع السياسة، في الوقت الذي بدأت تُعَرِّض فيه أسعار البترول المرتفعة النمو في أكبر الاقتصاديات العالمية للخطر. ومن المتوقع، بحسب الصحيفة، أن يختفي نصف طاقة التكرير في الساحل الشرقي للولايات المتحدة. وقد أغلقت quot;سونوكوquot; بالفعل مصفاتين، وقالت إن مصفاة ثالثة في فيلادلفيا سيتم إغلاقها في تموز/ يوليو المقبل، إذا لم يظهر مشتري ويبادر بشرائها. ولفتت الصحيفة أيضاً إلى أن شركة quot;كونوكوفيليبسquot; تسعى إلى بيع مصفاة في بنسلفانيا، متوقفة منذ العام الماضي.

وقالت وكالة الطاقة الدولية، إن المصافي التي كانت قادرة على تكرير أكثر من 3 ملايين برميل من النفط يومياً قد أغلقت في بلدان غربية، منذ حدوث الأزمة المالية العالمية.

في حين أضافت الاقتصاديات الناشئة 4.2 ملايين برميل يومياً، في وقت يتوقع أن تضيف فيه 1.8 مليون برميل آخر خلال العام الجاري. ومضت الصحيفة البريطانية تنقل في هذا الإطار عن توريل بوسوني، محلل شؤون النفط البارز لدى وكالة الطاقة الدولية، قوله :quot; إنها حقاً قصة سوقين. فنحن لدينا صور في غاية التناقض للنمو الاقتصادي والطلب، وتعكس عمليات التكرير ماذا يحدث في الأماكن الأخرىquot;.

وقد قامت شركة quot;سونوكوquot; نهاية العام الماضي بعرض محطة quot;ماركوس هوكquot; للبيع في المزاد العلني وتوقفت عن تزويدها بالخام بعد خسارة ما يقارب المليار دولار خلال السنوات الثلاث الماضية في مصافيها الواقعة على الساحل الشرقي للولايات المتحدة. وتابعت الصحيفة بنقلها عن دينيس ستيفانو، رئيس اتحاد العمال في مصفاة شركة كونوكوفيليبس المجمدة في ولاية بنسلفانيا، قوله :quot; لديك نفط خام في هذا البلد. والمسألة متعلقة فحسب بتوصيله إلى الأماكن التي تتواجد فيها المصافيquot;.

والجدير بالذكر أن أسعار النفط الخام قد ارتفعت مرة أخرى العام الماضي فوق حاجز الـ100 دولار للبرميل، بعد أن تسببت الثورة التي شهدتها ليبيا في وقف الإنتاج. وتفوقت المكاسب الخاصة بالنفط الخام على ارتفاع أسعار البنزين، التي لم تبدأ في الارتفاع بشكل جدي إلا بعد الحديث عن إغلاق المصافي في الولايات المتحدة وأوروبا.

وواصلت فاينانشيال تايمز حديثها بالإشارة إلى أن القصة الأميركية بدأت تتكرر في جميع أنحاء البلدان الغربية، حيث تقلص الطلب على النفط في أوروبا بمقدار 320 ألف برميل يومياً خلال العام الماضي، على حسب ما ذكرته في هذا الصدد وكالة الطاقة الدولية.

وقد تعامل الساسة بحدة مع أسعار البنزين في الولايات المتحدة، حتى إن ظلت وفقاً للمعايير الدولية، من بين الأرخص في العالم. وهو ما يمكن إدراكه بوضوح من خلال السياسات التي يرتكز عليها حالياً أوباما ومنافسوه قبيل انتخابات الرئاسة المقبلة.

وأعقبت الصحيفة بقولها إنه في حال إغلاق المصافي في الولايات المتحدة، كما هو مخطط، فإن الساحل الشرقي سوف يصبح أكثر ارتكازاً على البنزين المستورد. وقد يلحق بأوروبا، التي توجد فيها كميات إضافية من البنزين، مصدران آخران، إلى ميناء نيويورك، الذي يعتبر نقطة التسعير التقليدية للبنزين في الولايات المتحدة الأميركية.

وبينما تبحث مدن أميركية كبرى في الساحل الشرقي عن موارد بديلة للوقود، فإن ولاية غوجارات في الهند قد تتفوق على خليج المكسيك في ما يتعلق بهذا الأمر. وقالت الصحيفة هنا إن الأسباب التي تقف وراء ذلك بعضها قانوني وبعضها متعلق بالبنية التحتية.

وورد بسرد لتاريخ صناعة النفط في بنسلفانيا أعدّه ارنست ميلر: quot; وجد أصحاب المصافي أنفسهم في مأزق خطير. وبلغت طاقة التكرير أكثر من ضعف إنتاج النفط الخام. بالطبع،القليل من المصافييعملبكامل طاقاته،بينما الكثير منها خسرالأموال ثم أُغلِقَquot;.