برلين:قال غيدو فيسترفيله وزير الخارجية الألماني إن أي مساعدات مالية أخرى من أوروبا لليونان مرتبطة بالتزام حكومة أثينا المقبلة بسياسة التقشف والإصلاح المتفق عليها مع المانحين الدوليين. وفي مقابلة مع صحيفة (دي فيلت) الألمانية الصادرة يوم السبت قال فيسترفيله 'إذا ألغت الحكومة المقبلة في أثينا الاتفاقات من جانب واحد فمن غير الممكن أن يكون هناك مساعدات مالية أخرى من أوروبا لليونان'. وأوضح الوزير الألماني أن بلاده ترغب في أن تنجح اليونان في تجاوز أزمتها المالية الخانقة 'لذلك فنحن نساعد''ولكن شريطة أن يلتزم اليونانيون بوعود الإصلاح. وفي سياق متصل قال فولكر كاودر زعيم الكتلة البرلمانية لتحالف المستشارة أنغيلا ميركل المسيحي الديمقراطي إن الشروط 'التي على أساسها نحن مستعدون لتقديم المزيد من المساعدات واضحة وغير قابلة للتفاوض'.


من جانبه, هدد الكسندر دوربنت الأمين العام للحزب المسيحي الاجتماعي في بافاريا شريك حزب ميركل في التحالف المسيحي بإخراج اليونان من مجموعة اليورو (17 دولة) قائلا 'إذ لم تؤد الانتخابات الجديدة في اليونان إلى حكومة فاعلة فثمة منظور آخر لليونان يتمثل في عودتها إلى الدراخما'. في الوقت نفسه دعا فيسترفيله إلى أن تتحلى بلاده بقدر كبير من 'الحساسية' في التعامل مع الحالة اليونانية مشيرا إلى أنه لم يلحظ بعد هذه الصفة وأضاف أن 'دعوة اليونانيين إلى بيع جزرهم كانت أمرا سيئا للغاية'. واختتم فيسترفيله حديثه بالدعوة إلى التزام 'الهدوء والموضوعية في التفاوض مع اليونان'. من جهته أكد فولفجانج شويبله وزير المالية الألماني على أن بلاده غير مستعدة لإجراء أي شطب في المعاهدة المالية لضبط الموازنة التي أقرتها دول الاتحاد الأوروبي (27 دولة) في آذار/مارس الماضي باستثناء بريطانيا والتشيك.

وفي مقابلة مع صحيفة (فيلت آم زونتاغ) الألمانية الصادرة امس قال شويبله إن 'من المعتاد أن تحتفظ المعاهدات التي تم التوقيع عليها بسريانها حتى بعد الانتخابات، ويسري هذا الأمر كذلك على المعاهدة المالية'.
تأتي هذه التصريحات للوزير الألماني قبيل الزيارة المرتقبة للرئيس الفرنسي المنتخب فرانسوا أولاند إلى العاصمة الألمانية برلين غدا الثلاثاء لعقد قمة مع المستشارة أنجيلا ميركل وذلك بعد وقت قصير من تسلمه مهام منصبه بشكل رسمي في قصر الاليزيه في باريس. كان أولاند دعا مرارا خلال حملته الانتخابية إلى إعادة التفاوض بشأن المعاهدة التي ستوقع عقوبات تلقائية بحق الدول الأعضاء التي لا تلتزم بمعايير ضبط ميزانياتها غير أن ميركل أكدت بشكل واضح و بعد يوم من فوز أولاند أنه لا مجال لإجراء مفاوضات جديدة حول هذه المعاهدة.


كما هدد أولاند بعدم مصادقة بلاده على المعاهدة ما لم يتم استكمالها بتدابير تهدف إلى إنعاش النمو الاقتصادي. وفي سياق متصل أكد شويبله على موقف بلاده الرافض بشدة لبرامج التحفيز الاقتصادية المستندة إلى الديون مشددا على أن 'الديون العالية لن تؤدي إلى مزيد من النمو'. في المقابل دعا شويبله إلى برامج أوروبية تركز على تعزيز التدريب المهني بغرض تحسين فرص العمل بالنسبة للشباب 'التي هي أهم كثيرا من إنشاء طرق سريعة جديدة'.