هونغ كونغ:شهدت البورصات الآسيوية أمس تراجعاً كبيراً بسبب الأزمة في ldquo;منطقة اليوروrdquo;، وسط مخاوف متزايدة من خروج اليونان منها وانتقال العدوى إلى إسبانيا، البلدان اللذان عاقبتهما من جديد وكالات التصنيف الائتماني. وفتحت البورصات الآسيوية على انخفاض كبير بلغ لبعضها 3% في نهاية الجلسة، بينما واصل اليورو تراجعه مقابل الين العملة الملاذ للمستثمرين.

وخسر مؤشر ldquo;نيكيrdquo;، لأسهم الشركات اليابانية الكبرى، 3% ليسجل سابع أسبوع من الخسائر على التوالي وهي أطول فترة هبوط للمؤشر منذ الربع الثالث من 2001. وحدث التراجع في وقت يحد فيه المستثمرون من تعرضهم للأصول التي تنطوي على مخاطرة بسبب المخاوف من تباطؤ النمو وتفاقم أزمة اليورو.

ونزل مؤشر ldquo;نيكيrdquo; 265,28 نقطة ليغلق عند 8611,31 نقطة في أكبر خسارة له بالنسبة المئوية في يوم واحد منذ أغسطس. وانخفض مؤشر ldquo;توبكسrdquo; الأوسع نطاقاً، 2,9% ليغلق على 725,54 نقطة بعد صعوده أكثر من 17% في الفترة من يناير إلى مارس، مسجلاً أفضل أداء خلال الربع الأول منذ 24 عاماً. وتراجعت بورصة سيؤول، 3,40% بدورها عند الإغلاق وسيدني 2,67%. وخسرت هونج كونج 2,30% وشنغهاي 0,97%.

وبذلك تأثرت البورصات الآسيوية بأسواق المال في أوروبا وبورصة نيويورك التي سجلت كلها تراجعاً. فقد خسرت بورصة باريس 1,20% عند الإغلاق ولندن 1,24% وفرانكفورت 1,18% ومدريد 1,11% وميلانو 1,46%.

وشهد الخميس سلسلة من الأنباء السيئة لـrdquo;منطقة اليوروrdquo; وخصوصاً لإسبانيا واليونان. فقد خفضت وكالة ldquo;فيتشrdquo; للتصنيف الائتماني تصنيف الدين السيادي لليونان درجة واحدة إلى ldquo;سي سي سيrdquo;. وقالت إن هذا القرار ldquo;يعكس الخطر المتزايد لعدم تمكن اليونان من مواصلة مشاركتها في الاتحاد الاقتصادي والنقديrdquo;.وشهدت الانتخابات الأخيرة في اليونان صعود الأحزاب المعارضة للتقشف. ويمكن أن يؤثر وصولها الممكن إلى السلطة بعد الانتخابات التشريعية الجديدة في 17 يونيو على بقاء اليونان في منطقة اليونان وهو احتمال يثير قلق المستثمرين.

وقد حذر رئيس البرلمان الأوروبي مارتن شولتز من أن خروج اليونان من ldquo;منطقة اليوروrdquo; لن يكون ldquo;نهاية تطورات سلبيةrdquo; بل ldquo;بداية تطورات أكثر سلبيةrdquo;. وقال شولتز، الاجتماعي الديمقراطي الألماني، للإذاعة الألمانية العامة من أثينا حيث يلتقي الرئيس اليوناني كارولوس بابولياس، ldquo;إن العديدين يرون (في الخروج من اليورو) نهاية تطورات سلبية، لكنه بنظري (سيشكل) بداية تطورات أكثر سلبيةrdquo;. وتابع ldquo;لست أقول إن هذا الخيار غير مطروح، لكنني ارى أن فيه مجازفة كبرىrdquo;.

وتعتبر اليونان التي كانت اول ضحية لأزمة الدين في 2010 ولا تمثل سوى حوالي 2,5% من إجمالي الناتج الداخلي لـrdquo;منطقة اليوروrdquo;، أن هذه الأزمة هي السبب الرئيسي للاضطرابات في العملة الموحدة. ويأمل معظم اليونانيين في البقاء في ldquo;منطقة اليوروrdquo; وإن كان 47% منهم بدأت تتشكل لديهم قناعة باحتمال الخروج منها، وفقاً لاستطلاع نشر أمس في الصحافة اليسارية.

وأعلن صندوق النقد الدولي الذي تبلغ بالتطورات اليونانية الجديدة، تعليق اتصالاته مع هذا البلد حتى تشكيل حكومة حقيقية بعد الانتخابات التشريعية الجديدة. وهذا سيؤخر حتى يونيو على الأقل تسديد دفعة ثانية من القرض الذي وافقت عليه اليونان مع صندوق النقد الدولي والبالغة قيمته 1,6 مليار يورو. وكانت هذه الدفعة مقررة في نهاية مايو. كما أعلنت وكالة التصنيف المالي ldquo;موديزrdquo; عن تخفيض تصنيف القروض على المدى الطويل الخاصة بـ16 مصرفاً إسبانياً بسبب صعوبات الاقتصاد والقطاع المالي بشكل عام وأزمة المالية العامة وrdquo;إمكانية محدودة للحصول على تمويلrdquo;.