مع استمرار الأوضاع كما هي في منطقة اليورو، وسط جهود حثيثة يتم بذلها من فترة لإحتواء الأزمة، أضحت الاحتمالات الخاصة بما إن كانت ستخرج اليونان من منطقة اليورو أم لا، ترتكز الآن على الخيارات الصعبة المتاحة أمام المواطنة اليونانية، ايفي موريتي، وباقي رفاقها من مواطني اليونان البالغ عددهم 11 مليون نسمة.


اليونان على المحك مع استمرار تفاقم الأزمة

القاهرة: بات اليونانيون الآن أمام وضعيات صعبة، سواء إذا قرروا إيداع أموالهم من اليوروهات في أي من البنوك اليونانية، ومن ثم تعريضها لخطر التحول إلى عملة وطنية منخفضة القيمة، أو إذا قرروا سحبها والالتحاق بما قد يصبح ذعراً يجبر اليونان على الخروج من منطقة اليورو بأي شكل عن طريق إسقاط النظام المالي.

وتساءلت في هذا الصدد صحيفة quot;واشنطن بوستquot; الأميركية عن أي الأشخاص الذين ستمنحهم موريتي صوتها في الانتخابات التشريعية التي ستشهدها بلادها في السابع عشر من الشهر المقبل، في ظل الاضطرابات السياسية التي تهيمن هناك على الأجواء؟.

مع هذا، لفتت الصحيفة إلى أن القرار الذي ستتخذه موريتي في هذا الشأن لم يعد يحظى بقدر كبير من الأهمية بالنسبة إلى اليونان وكذلك بالنسبة إلى أوروبا. ومضت تنقل عن موريتي قولها quot;نحن أمة صغيرة. لكننا إن سقطنا، فهذا سيكون سيئاً بالنسبة إلى الجميعquot;.

ثم نوهت الصحيفة بأن دولاً سبق لها مغادرة الاتحادات النقدية من قبل، مثلما فعلت أيرلندا، حين أبعدت نفسها عن الجنيه الإسترليني، في طريقها صوب الاستقلال خلال القرن العشرين. لكن إن أُجبِرت اليونان على الخروج من منطقة اليورو، فقد يتم إقحام الأسواق العالمية في مناطق اقتصادية مجهولة خلال العصر الحديث.

وأعقبت الصحيفة بقولها إن الضرر سيطال أولاً حافظات أشخاص من أمثال موريتي، التي شأنها شأن كثيرين من المذعورين من خطر فقدان استقرار اليورو، يراقبون انخفاض قيمة العملة اليونانية الجديدة باندفاع، وكذلك ارتفاع أسعار الفائدة والتضخم.

كما لفتت الصحيفة إلى أن أسعار البضائع المستوردة، كالأدوية التي يتم تناولهالداء البول السكري والهشاشة، سوف ترتفع هي الأخرى.

ومع دخول اليونان حالة انهيار اقتصادي كامل، بدأت تتزايد احتمالات نشوب أزمة اجتماعية حادة. في الوقت الذي يؤكد فيه كثيرون أن الشلل الاقتصادي قد يخلق دولة شبه فاشلة على جبهة أوروبا الجنوبية الشرقية الحيوية على الصعيد الاستراتيجي، التي قد يتسلل منها المزيد والمزيد من المهاجرين غير الشرعيين من الشرق الأوسط وآسيا إلى الاتحاد الأوروبي.

في الوقت نفسه، قد تواجه أوروبا تهديداً أكبر في النطاق، في الوقت الذي يعمل فيه الشق الحاصل في درع اليورو على تقويض التطمينات التي أطلقها قادة أوروبيون بأن الاقتصاديات الكبيرة المضطربة كإسبانيا وإيطاليا لن يأتي عليها الدور لتخرج.

ومضت الصحيفة تقول إن هناك إشارات متزايدة تدل على أن التمزق الحاصل في اليورو سوف يكون مدمّراً. وبدأ المستثمرون المذعورون هذا الأسبوع، على سبيل المثال، يقومون بإغراق أسهم مصرف بنكيا، ثاني أكبر مصرف إسباني من حيث الودائع المحلية، وسط مخاوف من سحب الودائع.

وبينما تواجه هي الأخرى أسرع أزماتها المصرفية تصاعداً، قد تحتاج قبرص قريباً السير على خطى اليونان وأيرلندا والبرتغال في المساعي الرامية إلى طلب الحصول على خطة إنقاذ تعينها في عثرتها.

وختمت الصحيفة بالقول إن تأثير الأزمة كان حاداً للغاية لدرجة أن المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل فتحت الباب أمام quot;التحفيزquot; في اليونان، في محاولة واضحة لخطب ود الناخبين الذين يهددون باستقدام حكومة يمكنها خرق بنود اتفاق الإنقاذ كلياً.