كوالالمبور: قال الرئيس التنفيذي لشركة الطاقة الوطنية الجزائرية سوناطراك امس الأربعاء إن الشركة تنوي زيادة استثماراتها إلى 80 مليار دولار على مدار السنوات الخمس المقبلة لأن الدولة العضو في أوبك تسعى لزيادة مواردها من الغاز ورفع طاقة التكرير والبتروكيماويات. وتزيد الاستثمارات نحو 12 مليار دولار عما أعلنته الجزائر من قبل وهي مورد رئيسي للغاز الطبيعي إلى أوروبا.وقال عبد الحميد زرقين أمام مؤتمر لصناعة الغاز 'تركز الزيادة في الاستثمار بصفة أساسية على قطاع التكرير والتسويق لزيادة طاقة المصافي وقاعدة صناعة البتروكيماويات'. وتحتاج الجزائر لاستيراد كميات كبيرة من الوقود المكرر مثل البنزين وزيت الغاز لعدم كفاية طاقة التكرير بينما ينمو الطلب المحلي.


وفي العام الماضي اشترت سوناطراك 1.3 مليون طن من الوقود. وقال زرقين إن جزءا من الاستثمارات يستخدم لبناء مصاف جديدة لكنه لم يذكر تفاصيل. وقال إن الجزائر لديها احتياطي ضخم من الغاز الصخري وأظهرت دراسة أولية أن الجزائر تملك 600 تريليون قدم مكعبة من احتياطي الغاز الصخري ولم يذكر تفاصيل. وتنتج الجزائر حاليا 1.2 مليون برميل يوميا من الخام وقال زرقين 'ننتج بالحد المسموح وفق حصة أوبك' مشيرا إلى حصص الانتاج التي تحددها المنظمة لأعضائها. وحسب زرقين فإن احتياطات البلاد من النفط والغاز تقدر ب 4 مليارات طن مكافئ نفط. وتسعى سوناطراك من خلال هذه الإستثمارات إلى 'تجديد احتياطي النفط والغاز'.وأوضح زرقين أن 'توسيع حقيبة نشاطات الإستكشاف انتقلت من 30 مجال بحث سنة 2011، إلى 57 مجالاً و15 مجال تنقيب سنة 2012' مشيرا إلى أن '79 مجال بحث مقررة في 2014'.


وأضاف أن 'البرنامج التوقعي للاستكشاف للفترة 2012 - 2016 يشمل ما يعادل 10 آلاف كلم مربع بخصوص الإرتدادات الثنائية الأبعاد، و18 ألف كلم مربع بخصوص الإرتدادات الثلاثية الأبعاد'.وقال زرقين أن 'أكبر جزء من هذا البرنامج التوقعي أي 86' ستتكفل به سوناطراك بجهودها الخاصة'.وأضاف'إن البرنامج سيتعلق بإنتاج أولي للمحروقات يقدر بـ234 مليون طن مكافئ نفط سنة 2016 أي بارتفاع تقدر نسبته 11''، مشيرا إلى أن الحجم الإجمالي المسوق للمحروقات يقدر بـ 148 مليون طن مكافئ نفط تم تصديرها.وقدّر زرقين حجم النفط المكرر بمحطات التكرير بشمال البلاد بـ 21 مليون طن.واستثمرت سوناطراك 12 مليار دولار خلال العام 2011 في مجال توسيع شبكات النقل والتسويق الداخلي والخارجي بارتفاع بلغت نسبته 3' مقارنة بعام 2010، وهي تسعى إلى رفع قدرات الإنتاج إلى 246 مليون طن مكافئ نفط العام 2012.


وأنتجت سوناطراك 206 ملايين طن معادل نفط العام 2011، منها 148 مليون طن أنتجته بقدراتها الخاصة.وبلغت عائدات سوناطراك الإجمالية 72 مليار دولار العام 2011، مقابل 57 مليار دولار العام 2010، بارتفاع قدر بـ26'.من جهة ثانية قال زرقين إن سوناطراك التي تعد عملاق الصناعة النفطية الجزائرية، تسعى مع شركة الغاز الروسية غازبروم إلى رفع مبيعاتهما من الغاز الطبيعي السائل في العالم.وقال زرقين في تصريح لوكالة الأنباء الجزائرية الحكومية إن هذا التعاون سيتم عبر تبادلات تسمح للمجمعين بتسويق مبيعات كل منهما، مشيرا إلى أن المجمعين قد قبلا بمبدأ هذا النوع من التعاون.وأضاف'لقد أجريت مشاورات مع الرئيس المدير العام لغاز بروم، ألكسي ميلر، حول تبادل الغاز وتحدثنا عن السبل الكفيلة برفع المبيعات من الغاز الطبيعي المميع عبر العالم من خلال هذا النوع من التبادلات'.


وأوضح أن 'هذه التبادلات ممكنة بعد أن شرعت المجموعة الروسية التي يعبر غازها المصدر عبر أنابيب نقل الغاز في إنتاج الغاز الطبيعي المميع (السائل) لمضاعفة أسواقها'.وقد تمكنت روسيا في السنوات الأخيرة من الحصول على حصص في الأسواق التقليدية للغاز الطبيعي السائل مثل آسيا التي تستحوذ عليها قطر إلى حد الآن.وسيسمح هذا النوع من التبادل للجزائر بتزويد زبائنها في آسيا عبر غازبروم التي ستقوم بدورها بتزويد زبائنها في أوروبا من خلال سوناطراك.وقال زرقين 'إن هذا التبادل سيساعد المجمعين على رفع مبيعاتهما من الغاز الطبيعي المميع عبر العالم وتحقيق عائدات من وراء صادراتها من خلال الإقتصاد في التكاليف المرتفعة لنقل الغاز الطبيعي المميع'.ولفت إلى أنه 'لم نحدد بعد قائمة الزبائن الذين سنموّنهم من خلال هذا النوع من التبادل لكننا اتفقنا على مبدأ التعاون بين مصالحنا الخاصة بالتسويق'.


وبخصوص إمكانية تفعيل الطرفين لمذكرة التفاهم التي تربطهما والتي انقضى أجلها العام 2007 قال زرقين 'إن الطرفين قد يعدان بروتكول اتفاق أخر لكن مع تحديد المشاريع'.وأشار إلى أن مذكرة التفاهم الأولى المبرمة بين سوناطراك وغازبروم 'قد فشلت بسبب عدم تحديد المشاريع...نحن نفكر في إعداد مذكرة تفاهم أخرى مع تحديد المشاريع'. وقال 'إنني اليوم أحبذ التوجه نحو إنضاج المشاريع لإدراجها في مذكرات التفاهم، لا يجب أبدا أن ندير ظهرنا للتاريخ لأنه في مجال الأعمال يجب أن نظل متفائلين وأن نخطط لعمليات تخدم المصالح المتبادلة للطرفين'.