بروكسل: تشكل قرارات منطقة اليورو لانقاذ روما ومدريد من الاختناق المالي quot;مفاجأة سارةquot; لكنها تساهم في كسب الوقت ليس اكثر بحسب محللين، اعتبروا ان البنك المركزي الاوروبي سيضطر في نهاية المطاف الى مساعدة الدول المتعثرة.

وقالت مؤسسة اوريل بي جي سي للاستثمار ان الاتفاق الذي تم التوصل اليه ليل الخميس الجمعة بصعوبة في بروكسل، يشكل quot;بالنسبة الى الاسواق التي توقعت فشلا تاما للقمة الاوروبيةquot;، quot;مفاجأة سارةquot;. ويعتبر المحللون ان quot;ايطاليا واسبانيا احرزتا تقدما قد يساهم على الاجل القصير في طمأنة الاسواقquot;.

وبناء لطلب هذين البلدين، اضاف القادة الاوروبيون الى quot;معاهدة النموquot;، تدابير عاجلة لخفض الفوائد المرتفعة على القروض لكل من ايطاليا واسبانيا.

وفي اطار الوحدة المصرفية مع quot;جهة مراقبة واحدةquot;، ستتمكن صناديق الانقاذ لمنطقة اليورو من اعادة رسملة المؤسسات المالية التي تواجه صعوبات بشكل مباشر من دون المرور عبر الدول وبالتالي من دون زيادة حجم ديونها.

وقال برونو كافالييه من quot;اودو سيكيوريتيزquot; انها quot;النقطة الايجابية الوحيدةquot; في الاتفاق مع مرونة اكبر للقروض الممنوحة للمصارف الاسبانية التي ستتطمئن المستثمرين الخاصين.

وقطع لايطاليا وعدا بان صناديق الانقاذ ستساعد بمرونة اكبر الدول التي تلتزم بواجباتها لكنها لا تكافأ في الاسواق مثل شراء الدين لتخفيف الاعباء.

وحول هذه النقطة اعرب خبراء الاقتصاد عن تشكيكهم.

وقال كارستن بريزسكي من مصرف اي ان جي quot;علينا ان نفهم ما يعني ذلك تحديداquot;. واضاف كافالييه انه اضافة الى ذلك فان قدرة تدخل صناديق الانقاذ quot;لا يمكن ان تتجاوز 700 مليار يورو منها 200 تستخدمquot; لليونان وايرلندا والبرتغال وquot;توسيع هذا المبلغ حاليا غير واردquot;.

ويرى quot;كومرسبنكquot; ان quot;نداءات استغاثة جديدة قد تطلق قريبا: فوفقا لحسابات البنك الالماني اذا اضيفت ايطاليا الى لائحة الدول التي تحتاج الى مساعدة وفي حال احتاجت البرتغال وايرلندا الى اموال اضافية فان المبلغ الاجمالي سيصل الى الف مليار يورو.

وقال خبراء لدى مؤسسة اوريل التي تعد الاكثر تفاؤلا انه quot;على الاجل القصير قد يشعر المستثمرون بالاطمئنان بان اوروبا ستضخ القليل من السيولة في سوق السندات في كلا البلدين لكننا ما زلنا نفتقر الى تفاصيل محددة لنشعر بالبهجة ونستخلص بانه تم انقاذ اليورو!quot;.

وكالعادة في ختام هذه القمم يرى المحللون ان مصير منطقة اليورو بايدي البنك المركزي الاوروبي الهيئة الوحيدة القادرة على لجم المضاربات ضد الدول.

وقال هولغر شميدينغ من برنغر بنك quot;في حال حض الاتفاق البنك المركزي الاوروبي على التدخل لتقديم دعم جدي لاسواق السندات قد يكون ذلك نجاحا باهرا. وفي حال عدم تدخله فقد تتصاعد الازمة بشكل خطير خلال فصل الصيفquot;.

ووراء هذا التقدم، اعرب كافالييه عن الاسف في عدم احراز مشاريع دمج الموازنة او المشاريع السياسية quot;اي تقدمquot; في حين طالب المستثمرون بمقاربة متوسطة وطويلة الاجل حول مستقبل الوحدة النقدية.

وقارن بريزسكي ما حصل بفوز المنتخب الايطالي على الالماني مساء الخميس في كأس اوروبا 2012 بالقول quot;للوهلة الاولى يبدو ان القرار بمثابة فوز ايطالي ثان على المانيا (...) لكن عن كثب انه اقرب الى تعادل سلبي ادخل ازمة اليورو في التمديدquot;.