القاهرة: أكد ميرفين كينغ، محافظ بنك إنكلترا، أن التوقعات الخاصة بالاقتصاد البريطاني قد ساءت على مدار الأسابيع القليلة الماضية، بسبب الاضطرابات التي تشهدها منطقة اليورو.

وجاء هذا التصريح في الوقت الذي ارتفع فيه اقتراض القطاع العام الصافي بصورة فاقت ما كان متوقعاً الشهر الماضي مع انخفاض بنسبة 7.3 % في الإيرادات الضريبية.

وفي كلمة له أمام لجنة الخزانة بالبرلمان الإنكليزي، قال ميرفين كينغ :quot; نحن في منتصف أزمة محتدمة، في وقت نواجه فيه تحديات كبرى من أجل تصحيح مسار نظامنا المصرفي، بالإضافة إلى تحديات تواجهها بقية دول العالم ولا تزال تتصارع معهاquot;.

وتابع كينغ حديثه بالقول quot; اندهشت جداً خلال الأسابيع الستة الماضية بمدى التغيير الذي حدث منذ التقرير الذي أصدرناه بشأن التضخم في أيار/ مايو الماضي. وأنا متشائم إزاء التوقعات الخاصة بمنطقة اليورو. ويزداد قلقي لأننا رأينا أن الأوضاع تزداد سوءً في آخر عامين داخل منطقة اليورو بينما لا تزال المشكلة قائمة كما هيquot;.

وفي هذا الصدد، ذكرت صحيفة التلغراف البريطانية أن التعليقات التي أدلى بها كينغ بهذا الخصوص جاءت في الوقت الذي ارتفع فيه اقتراض القطاع العام الصافي بمبلغ قدره 17.9 مليار إسترليني خلال شهر أيار/ مايو الماضي مقارنةً بارتفاعه بقيمة 15.2 مليار إسترليني في نفس الشهر من العام الماضي، وذلك طبقاً لما ورد من معلومات في البيان الذي أصدره بهذا الشأن مكتب الإحصاءات الوطنية.

وقال فيكي ريدوود، كبير الخبراء الاقتصاديين البريطانيين لدى مجموعة كابيتال ايكونوميكس للبحوث quot; لا تزال المشكلة الأساسية هي حدوث تباطؤ حاد في الإيرادات الضريبية. ويحتمل أن تُكَثِّف التركيبة التي تجمع بين تدهور الشؤون المالية العامة وتجدد الركود المطالب التي تدعو الحكومة إلى تغيير مسارها بشأن برنامج التقشفquot;.

وأضاف هووارد أرشر، كبير الخبراء الاقتصاديين البريطانيين والأوروبيين لدى آي إتش إس غلوبال انسايت :quot; سجلت الشؤون المالية العامة خلال الشهر الماضي قراءة قاتمة للغاية بالنسبة لوزير المالية. وبعد مرور شهرين فقط في السنة المالية، بات من الواضح أن جورج أوسبورن يواجه معركة كبرى لتحقيق أهدافه المالية بالنسبة للعام 2012 / 2013 وها هو معرض بشكل كبير لخطر خسارة تلك المعركةquot;.

وأعقبت الصحيفة بلفتها إلى أن الاقتصاد البريطاني ينزلق في تلك الأثناء صوب موجة ركوده الثانية منذ بداية الأزمة المالية مع بداية العام، بالاتساق مع بدء ظهور مخاوف من احتمالية حدوث ركود على المدى الزمني البعيد، في الوقت الذي بدأت تكبح فيه الشركات الاستثمارات وبينما بدأت تعاني الصادرات من أزمة منطقة اليورو.

وعاود كينغ ليقول :quot; ما أثار قلقي على وجه الخصوص خلال الأشهر الماضية هو تخوفي بشأن التدهور الذي لمسته في الأوضاع بآسيا وغيرها من الأسواق الناشئةquot;.

وأضاف قائلاً :quot; أما زملائي في الولايات المتحدة فقد أضحوا أكثر قلقاً عما كانوا عليه في مطلع العام بخصوص ما يحدث للاقتصاد الأميركي وما يطرأ عليه من مستجداتquot;.