الجزائر:قالت الجزائر الثلاثاء إنها ستطلب عقد اجتماع طاريء لمنظمة اوبك إذا واصلت أسعار الخام هبوطها لتؤيد بذلك تصريحات من أعضاء آخرين في المنظمة ينتابهم القلق بشأن زيادة المعروض.وقال يوسف يوسفي وزير الطاقة والمناجم للإذاعة الرسمية إن بلاده ستؤيد هذه الفكرة إذا استمر تراجع الأسعار.وحثت ايران في مطلع الاسبوع الأمين العام لأوبك على الدعوة لعقد اجتماع طارىء لوقف انخفاض الأسعار.


جاء ذلك عقب دعوة من العراق لخفض امدادات المنظمة وطلب من فنزويلا لعقد اجتماع استثنائي في الربع الثالث من العام إذا بقيت الاسعار منخفضة.وتجاوز سعر النفط 101 دولار للبرميل للمرة الأولى في ثلاثة اسابيع الثلاثاء بعدما زاد التوتر بشأن ايران المخاوف بخصوص الامدادات وفي الوقت الذي يراهن فيه المستثمرون على إجراءات أخرى لدعم النمو الاقتصادي العالمي.
إلا أنه رغم الزيادة الأخيرة في الأسعار لا يزال برنت اقل بنسبة 21 في المئة عن أعلى مستوى له في 2012 سجله في أول اذار (مارس) عند 128.40 دولار. وسجلت الاسعار في الربع الثاني أكبر خسارة فصلية منذ الأزمة المالية في 2008.
من جهة اخرى كشف وزير الطاقة الجزائري يوسف يوسفي الثلاثاء أن الطلب على الكهرباء ارتفع في الآونة الأخيرة بنسبة 15 بالمئة ما يستدعي بناء محطات جديدة لإنتاج الكهرباء ورفع الأسعار لترشيد الإستهلاك.


وقال يوسفي في حديث لإذاعة الجزائر الحكومية 'إن الإستهلاك الفردي حاليا يتراوح مابين 1300 و1400 كيلواط، ونمو الطلب على الكهرباء ارتفع مؤخرا إلى 15 بالمئة مما يتطلب بناء محطات إنتاج إضافية لتدعيم طاقة الإنتاج الحالية المقدرة بـ 11 ألف ميغاواط'.وأوضح أن المشكلة المطروحة 'تتعلق بفترات الذروة في استهلاك الكهرباء والتي ترتفع في الفترة بين الواحدة والثالثة زوالا والسادسة والتاسعة مساء في فصل الصيف بزيادة 50 بالمئة من حجم الإستهلاك العادي بسبب الاستعمال الكبير لأجهزة التكييف والتبريد، وإن شبكة التغطية بالكهرباء على المستوى الوطني تبلغ 300 ألف كيلومتر بنسبة تغطية وطنية تقارب 99 بالمئة'.
وقال إن الجزائر تسعى لبناء محطة جديدة لإنتاج الكهرباء، داعيا الحكومة إلى التفكير في رفع أسعار استهلاك الكهرباء مستقبلا، قائلا 'الآن لا يوجد رفع للأسعار، لكن يجب التفكير فيه مستقبلا لأن التبذير عمل غير لائق'.


وبخصوص استهلاك الغاز محليا أشار يوسفي إلى أنه بلغ 28 مليار متر مكعب العام 2011 ومن المتوقع أن يصل إلى 40 مليار متر مكعب بعد خمس سنوات بنسبة تغطية وطنية تصل إلى 50 بالمئة، حيث بلغ إنتاج غاز البوتان 2 مليون طن سنويا، فيما تنتج الجزائر ما بين 12 و14 مليون طن سنويا من الوقود بأنواعه.وقال إنه لدى الجزائر طاقة تكرير الوقود تقارب 21 مليون طن، مشيرا إلى وجود برنامج لبناء 5 محطات تكرير جديدة.ويبلغ إنتاج الجزائر من المحروقات 240 مليون طن يتم تصدير 110 مليون طن منه إلى الخارج بعوائد بلغت 72 مليار دولار أمريكي العام 2011.


وأشار الوزير إلى أنه لدى الجزائرحاليا 20 وحدة صناعية كبيرة مختصة في المحروقات، فيما يشغل قطاع الطاقة 200 ألف عامل متخصص تم تدريبهم في الجزائر والخارج.من ناحية أخرى، أرجع يوسفي تراجع أسعار النفط في السوق العالمية إلى انخفاض الطلب العالمي نتيجة الأزمة المالية التي تعاني منها الدول الغربية مع ارتفاع المخزون العالمي والضغط على الأسعار، إضافة إلى عدم احترام دول (أوبك) لحصصها الإنتاجية، حيث يقدر إنتاجها بـ 32 مليون برميل يوميا.


وأكد أن بلاده تؤيد انعقاد اجتماع استثنائي إذا استمرت الأسعار في الانخفاض، مشيرا إلى أنه لو انخفضت الأسعار بـ 20 دولارا إضافية ستخسر الجزائر 14 مليار دولار من مداخيلها السنوية من تصدير المحروقات. وحققت شركة النفط الوطنية (سوناطراك) 14 اكتشافا جديدا للنفط والغاز منذ بداية العام 2012، وهو ما اعتبره يوسفي غير كاف، مشيرا إلى وجود مخزونات نفط ومعادن في شمال البلاد وفي البحر تحتاج إلى تكنولوجيا أجنبية نظرا للطبيعة الجيولوجية الصعبة المتواجدة فيها.