القاهرة: أطلقت وزارتا البحث العلمي في مصر وتونس مشروعًا مشتركًا يهدف إلى توفير فرص عمل للشباب من الدولتين، من خلال تطوير المشروعات الصغيرة القائمة في المناطق الريفية، واستحداث أفكار جديدة لمشروعات أخرى.

يتم تنفيذ المشروع ضمن اتفاقية التعاون العلمي والتكنولوجي الموقّعة بين الدولتين في تشرين الأول/أكتوبر عام 2010، ويشارك فيه من مصر المركز القومي للبحوث، ومن تونس مركز الدراسات الاقتصادية والاجتماعية.

وقال محمد جمال أبو العزائم، الباحث الرئيس في المشروع، إن اختيار مشكلة البطالة ليتم البدء بها في الاتفاقية الموقعة بين الدولتين، جاء لكونها من الأسباب الرئيسة التي دفعت الشباب المصري والتونسي إلى الثورة على الأنظمة الحاكمة بها.

واندلعت شرارة الثورة التونسية عندما أقدم الشاب quot;العاطلquot; محمد بوعزيزي على حرق نفسه في 17 كانون الأول/ديسمبر 2010 بعدما قامت السلطات البلدية في مدينة سيدي بوزيد بمصادرة عربة كان يبيع عليها الخضر والفواكه لكسب رزقه، وللتنديد برفض سلطات المحافظة قبول شكوى أراد تقديمها في حق شرطية صفعته أمام الملأ.. كما كان توفير فرص العمل أحد المطالب الرئيسة التي رفعها الشباب المصري في ثورة يناير التي أطاحت بالرئيس السابق حسني مبارك.

وأوضح أبو العزائم أن فكرة المشروع تعتمد على تبادل الزيارات بين شباب الباحثين في مصر وتونس ليشاهدوا عن قرب المشروعات الريفية الصغيرة، والإمكانيات المتوافرة في البيئة المحلية في كل دولة، ويقدم كل منهم رؤيته لإمكانية التطوير أو اقتراح أفكار لمشروعات جديدة.

يزور وفد من شباب الباحثين التونسيين مصر حاليًا، حيث أبدوا اهتمامًا بمشروعات الإنتاج الحيواني في إحدى القرى المصرية، وتساءلوا عن سلالة الأبقار الموجودة في إحدى المزارع الخاصة، والتي بسببها يزيد إنتاج المزرعة اليومي من كميات الألبان.

والتفت التونسيون أيضًا إلى مشروع صغير في إحدى القرى، نفذه أحد الشباب في مصر، ويدور حول إنتاج أعلاف تغذية للحيوانات باستخدام المخلفات الزراعية، ومنها مخلفات محصول القمح والمسمى محليًا باسم quot;تبن القمحquot;.

ويعدّ القمح أهم منتج زراعي في تونس، وبلغ معدل إنتاجه هذا العام 25 مليون قنطار، وهو ما دفع الوفد التونسي ndash; بحسب أبو العزائم ndash; إلى طلب التدريب على طريقة التصنيع.