نيويورك: ذكرت صحيفة laquo;نيويورك تايمزraquo; الأميركية أمس، أن الولايات المتحدة تزيد من اعتمادها على النفط السعودي، مشيرة إلى أن وارداتها من المملكة خلال العام الجاري ارتفعت بنسبة تزيد على 20٪، حتى في ظل تنامي مخاوف من نزاع عسكري في الخليج، بسبب إيران.

وأفادت الصحيفة بأن ارتفاع صادرات النفط السعودي الى الولايات المتحدة بدأ ببطء في فصل الصيف الماضي، وارتفع بشكل ملحوظ هذه السنة، لافتة إلى أنه وحتى هذه الفترة، كانت الولايات المتحدة تخفض اعتمادها على النفط الخارجي، خصوصاً من الخليج، واعتبرت أن هذا التغير ناجم إلى حد ما عن laquo;المعركةraquo; الدائرة حول البرنامج النووي الإيراني.

وذكرت أن الولايات المتحدة شددت عقوباتها التي أعاقت قدرة إيران على بيع النفط الخام، وأثرت على اقتصادها، فيما وافقت السعودية على زيادة إنتاجها، للمساعدة في ضمان عدم ارتفاع أسعار النفط، لكنها رأت أنه على الرغم من أن الأسعار لاتزال مستقرة إلى حد ما، ومن الضغط على الخزانة الإيرانية، فإن الولايات المتحدة تجد نفسها في وضع يزداد هشاشة تجاه منطقة تعيش حالة من الفوضى.

ولفتت إلى أن حكومات واشنطن وأوروبا رحبت بزيادة إنتاج النفط السعودي، لكن المجتمع السعودي يواجه تحدياته، ما يجعل استقرار سياسات الطاقة، والسياسات السياسية في السعودية غير مؤكدة.

واعتبرت الصحيفة أن زيادة استيراد النفط من السعودية يظهر مدى صعوبة تخفيف الولايات المتحدة من اعتمادها على النفط الأجنبي، وهو أمر يقلق خبراء السياسة الخارجية الليبراليين والمحافظين، خصوصاً أن أسعار النفط والتوتر في الشرق الأوسط يتزايدان في الأسابيع الأخيرة.

وقال مايكل ماكوفسكي، وهو مسؤول في وزارة الدفاع سبق أن انخرط في شؤون الشرق الأوسط خلال عهد الرئيس الأميركي جورج بوش الابن، إنه laquo;في وقت تتزايد فرصة قيام (إيران نووية)، أو توجيه ضربة إسرائيلية للمنشآت النووية الإيرانية، فإنه لابد من أن نحاول خفض اعتمادنا على النفط الذي يمر عبر مضيق هرمز، وليس زيادتهraquo;.

يشار إلى أن إيران هددت بإغلاق مضيق هرمز، الذي تمر عبره معظم شحنات النفط الخليجي، لكن معظم المحللين يستبعدون أن تفعل ذلك لأن هذا قد يعيق صادرات حيوية لاقتصادها.

وقدّرت وزارة الطاقة الأميركية أن الولايات المتحدة استوردت أكثر من 1.45 مليون برميل نفط خام سعودي خلال الأشهر الخمسة الأولى من العام الجاري، مقارنة مع 1.15 مليون برميل خلال الفترة عينها من العام الماضي، وسجل ارتفاعاً أيضاً لوارداتها النفطية من الكويت والعراق.