باريس - د ب أ: انطلق معرض باريس الدولي للسيارات امس الخميس في ظل سيطرة الأزمة المالية والاقتصادية في أوروبا على المشاركين في المعرض''حيث حذرت شركات صناعة السيارات الأوروبية من غموض مستقبل الصناعة''في القارة ودعت الحكومات إلى تقديم المزيد من المساعدات إليها حتى تتمكن من المنافسة.
وقد فتح المعرض الذي يقام كل عامين أبوابه للإعلاميين امس وذلك قبل يومين من فتح أبوابه أمام الجمهور.
وقد خطفت شركة جاغوار البريطانية لصناعة السيارات الأنظار مع الكشف عن سيارتها الجديدة التي طال انتظارها من الفئة (إي) وهي أول سيارة جديدة تطرحها جاجوار منذ استحواذ تاتا موتور الهندية عليها في 2008.
في الوقت نفسه حذر رئيسا شركتي بيجو ستروين ورينو الفرنسيتين امس من شطب آخر للوظائف ما لم تساهم الحكومة في خفض تكاليف العمل لمواجهة التراجع الحاد في مبيعات السيارات الأوروبية.
وقال' كارلوس غصن المدير التنفيذي لشركة رينو ورئيس مجلس إدارتها لصحيفة (لوفيجارو) إن 'تحسن القدرة التنافسية الفرنسية هي مسألة حياة لرينو'.
ويتوقع غصن تراجعا بنسبة 8' في مبيعات السيارات الأوروبية هذا العام و'تراجع طفيف' آخر العام القادم.
وفي تصريح لصحيفة (ليز أيكو) قال فيليب فارين رئيس مجلس إدارة بيجو ستروين التي أعلنت عن خطط لإغلاق مصنع لتجميع السيارات في باريس وشطب 8 آلاف وظيفة إن الوضع الحالي 'غير محتمل'.
وتقول شركة فولكسفاغن الألمانية أكبر منتج للسيارات في أوروبا إنها لا تتوقع أن تنتعش السوق لمدة 'عام أو عامين' آخرين.
غير أن فولكسفاغن، التي تعرض أحدث نسخة من طرازها جولف الأكثر مبيعا في المعرض، تقول إنها في وضع أفضل لمواجهة الأزمة عن بعض منافسيها الأوروبيين.
وفي كلمة ألقاها في باريس أمس الاول قال مارتن فينتركورن رئيس مجلس إدارة فولكسفاغن إن المجموعة تهدف هذا العام تحقيق نفس مستوى أدائها القياسي العام الماضي بأرباح بلغت 11.3 مليار يورو (14.5 مليار دولار).
في المقابل خسرت بيجو ستروين ثاني أكبر منتج للسيارات في أوروبا 819 مليون يورو في النصف الأول من هذا العام.
وتقول شركات السيارات الفرنسية إن منافساتها الألمانية تتمتع بمزية خفض التكاليف ومرونة أكبر في قوانين سوق العمل.
ومن المتوقع أن يلقي المأزق الذي يعيشه الكثير من الشركات الأوروبية لصناعة السيارات بظلاله على معرض باريس الذي يقام كل عامين.
يأتي ذلك فيما''استخدم ناشطون الساحة التي وفرها معرض باريس للسيارات امس الخميس لمهاجمة سجل شركة فولكسفاغن الألمانية أكبر منتج للسيارات في أوروبا في مجال البيئة.
علقت مجموعة من الناشطين لافتة كتب عليها 'فولكسفاغن تصنع سحابة سوداء لإخفاء نشاطاتها' فوق جناحها المقرر أن يتم فيه عرض سيارتها غولف 7 الجديدة.
وتتهم منظمة السلام الأخضر فولكسفاغن بتفويت الفرصة من أجل خفض استهلاك الوقود بشكل كبير في أحدث طرح لسيارتها الهاتشباك الأكثر مبيعا.
ولتعزيز رسالتهم أطلق الناشطون قنبلة دخان في سيارة عرض. قالت وسائل الإعلام إن الشرطة اعتقلت ثلاثة من المحتجين.