كشفت تقارير إقتصادية حديثة أن دول شرق آسيا استأثرت بنحو 54 بالمئة من صادرات النفط السعودي، في مقابل 12بالمئة ذهبت إلى الولايات المتحدة، التي كانت أكبر مستورد للنفط السعودي في الماضي.

لندن: كشف تقرير صادر عن وكالة الطاقة الأميركية أن السعودية أكبر منتج ومصدر للنفط في العالم، حيث صدّرت 54% من نفطها الخام إلى دول شرق آسيا مثل اليابان والصين وكوريا الجنوبية، فيما بلغت واردات الولايات المتحدة من نفط حليفها الاستراتيجي السعودية 1.4 مليون برميل يومياً خلال العام 2012، بما يعادل 16 في المئة من الاستهلاك الأميركي، و 12% من صادرات السعودية النفطية.
ويعد هذا التحوّل في ارتفاع الطلب على النفط السعودي من قبل دول شرق آسيا نقطة إيجابية لصالح السعودية في حال تراجع الطلب الأميركيحيث تشير تقديرات الإنتاج الأميركي إلى أن الولايات المتحدة ستصل إلى الاكتفاء الذاتي بحلول العام 2030.
وعلى الرغم من أن التقارير الأخيرة شككت كثيراً في هذه المعلومات، وعدّلت توقعاتها من الاكتفاء إلى انخفاض الإستهلاك خلال فترة زمنية ثم العودة إلى الارتفاع مجدداً، أشار التقرير إلى أن اعتماد الولايات المتحدة على النفط السائل المستورد سيتراجع هذا العام، راسماً خطاً بيانياً للاستهلاك الأميركي حين وصل إلى 60% في العام 2005، وتراجع إلى ما دون 50% في العام 2010، وسيصل إلى 34% في العام 2019 ، ثم يعود للتصاعد إلى 37% في العام 2040، بالإضافة إلى تراجع نسبة الإنتاج بعد العام 2019.
وأشار التقرير إلى أن الاقتصاد الأميركي يستفيد من تراجع الاستهلاك للنفط، فالقانون الفيدرالي يطلب من صانعي السيارات زيادة فعاليتها من 32 ميلاً في الغالون إلى 47 ميلاً، أي عملياً من 12 كلم في الليتر إلى 19 كلم في الليتر الواحد.
ولا تزال السعودية وفقاً للتقرير تتربع على خُمس الاحتياطي العالمي من النفط بما يعادل 265 مليار برميل من النفط، وأن السعودية لا تزال تنتج بمستويات قريبة من طاقتها القصوى، إذ يبلغ إنتاجها حالياً نحو 11.6 مليون برميل يومياً من النفط الخام منها 1.8 مليون برميل من الغاز الطبيعي، وأن النفط السعودي لا يزال مصدراً مهمًا للولايات المتحدة، رغم أنه أشار إلى أن انتاج الولايات المتحدة من النفط الخام سيرتفع من 5.7 ملايين برميل يومياً في 2011 إلى 7.5 ملايين برميل في 2019، وسيعود إلى مستويات 6 ملايين برميل يومياً حتى 2030 و2040، وأن انتاج الولايات المتحدة من النفط والغاز من الحقول الترابية سيتصاعد بسرعة خلال هذا العام وصولاً إلى العام 2020، حيث تعود معدلات الإنتاج إلى الثبات أو الانخفاض.
يأتي ذلك متزامنًا مع تصريحات مصادر مطلعة في قطاع النفط قالت لرويترز إن السعودية ستزود اثنين على الأقل من المشترين الآسيويين بكامل كميات النفط الخام المتعاقد عليها لشهر مارس آذار، وذلك من دون تغيير عن فبراير، وهي خطوة متوقعة نظراً لأن السعودية اللاعب الرئيس في سوق النفط ولا تزال تمد معظم المشترين الآسيويين بالكميات المتعاقد عليها كاملة منذ أواخر 2009. وكشفت أحد المصادر أن الإمدادات التي حصلنا عليها لا تختلف عمّا طلبناه، وأن شركات النفط التي تشتري الخام السعودي لم تطلب إمدادات إضافية.
فيما أكدت مصادر سعودية أن سياسة الإنتاج لم تتغيّر مما يشير إلى إستقرار الإنتاج رغم قفزة في الأسعار إلى 118 دولاراً للبرميل.