تسعى الامارات لتكون بين أفضل الدول في العام 2021، بفضل quot;رؤية الامارات 2021quot;، التي تؤسس لاقتصاد إماراتي معرفي وتنافسي منيع، تبنيه السواعد الاماراتية الماهرة، من خلال اتحادها في المسؤولية والمصير والمعرفة والرخاء.


دبي: يكثر الحديث في الإمارات عن رؤية الإمارات 2021، إذ يأتي ذكرها في غالبية المشاريع التنموية التي تطلقها الدولة، فهي تطمح من خلال quot;رؤية الإمارات 2021 - متحدون في الطموح والعزيمةquot;، إلى أن تكون من أفضل دول العالم بحلول العام 2021، يخطو نحوها الإماراتيون بثقة وطموح، متسلحين بالمعرفة والإبداع لبناء اقتصاد تنافسي منيع في مجتمع متلاحم متمسك بهويته، ينعم بأفضل مستويات العيش في بيئة معطاءة ومستدامة.

عن أهم العناصر الأساسية في رؤية الإمارات 2012، قال الخبير الاقتصادي خلفان الكعبي، نائب رئيس مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة أبوظبي، لـquot;إيلافquot; إن هذه الرؤية مشتملة على أربعة بنود أساسية، تعتبر العناصر المحورية التي تتكون منها، وهي: متحدون في المسؤولية، ومتحدون في المصير، ومتحدون في المعرفة، ومتحدون في الرخاء.

تشمل تلك العناصر عددًا من الأهداف التفصيلية المتعلقة بالهوية الوطنية والاقتصاد والتعليم والصحة، إذ تسعى إلى تأسيس شعب طموح واثق ومتمسك بتراثه، واتحاد قوي يجمعه المصير المشترك، واقتصاد تنافسي بقيادة إماراتيين يتميزون بالإبداع والمعرفة في ظل حياة رغدة.

اقتصاد معرفي متنوع

أشار الكعبي إلى أن رؤية2021 قائمة على استراتيجية اقتصادية، تعتمد على اقتصاد معرفي متنوع مرن، تقوده كفاءات إماراتية ماهرة وتعززه أفضل الخبرات بما يكفل الازدهار بعيد المدى للإماراتيين، من خلال الطاقات الكامنة لرأس المال البشري المواطن الذي يتم توظيفه في القطاعين الحكومي والخاص، ومن خلال جذب أفضل الكفاءات المواطنة والحفاظ عليها وتأهيل القيادات الشابة لبناء المستقبل.

وقال: quot;في ظل توافر المال وغياب الأيدي العاملة الوطنية في الدولة، يتم التركيز على نوعية الانتاج القائم بسواعد وطنية وحجمه ومدى مساهمته في الاقتصاد الوطني، الذي من شأنه أن يكون اقتصادًا مستقرًا ومتنوعًا ومرنًا، بقيادة إماراتيين ذوي خبرة ومهارة ترتكز على الإنجازات التي تم تحقيقها حتى الآن مع التطلع إلى تحقيق المزيد منها بسواعد وطنيةquot;.

وبين الكعبي أن مقومات الصناعة تختلف بين دولة وأخرى، quot;فهناك دول تتوافر لديها الايدي العاملة والموارد المالية اللازمة، وهناك دول يتوافر لديها الايدي العاملة ولكن لا يتوافر لديها المال والعكس، ولهذا تقوم كل دولة بتكييف اقتصادها وفق ما تمتلكه من مقوماتquot;.

وأوضح أن هذه الرؤية هي في أساسها خطوة توعوية مهمة موجهة في المقام الأول إلى أبناء دولة الامارات، مؤكدًا أنها وضعت بناءً على دراسة مستفيضة ومعرفة عميقة بمتطلبات الاقتصاد الاماراتي واحتياجاته المستقبلية، من أجل تحقيق التنمية الشاملة في المجتمع، في ضوء فهم دقيق للتأثيرات الاقتصادية العالمية وانعكاسها على الاقتصاد المحلي.

ونوّه الكعبي بأن التنوع الاقتصادي في الإمارات يعد افضل الحلول لتحقيق تنمية مستدامة في مستقبل أقل اعتمادًا على الموارد النفطية، ما يتطلب تفعيل قطاعات استراتيجية جديدة في الصناعة والخدمات، لتتمكن الدولة من بناء ميزات تنافسية طويلة المدى.

الجوانب الاجتماعية والأسرية

وعن الجوانب الاجتماعية والأسرية لهذه الرؤية، أوضح الكعبي أنها تقوم على تحقيق الاقتصاد المعرفي، الذي يعمل على توفير وظائف ذات دخل عالٍ، حيث يتم تعيين موظفين مؤهلين برواتب مرتفعة، ما يتيح الفرصة أمام توظيف المواطنين في كافة المجالات بمزايا كبيرة، quot;وهذا يساهم في تحقيق الاستقرار الأسري والمجتمعي وبناء أسر مهنية متماسكةquot;.

وقال إن الصلات الاجتماعية القوية والحيوية تسهم في نسج مجتمع إماراتي متماسك نابض بالحياة، ما يؤكد معاني الوحدة والترابط بين مواطني الدولة بروح يسودها الود والانفتاح تجاه الجميع.

كما أشار إلى أن رؤية الإمارات 2021 تمثل الكثير من الطموحات، quot;وأن حكومة الإمارات تعي أن الفرد هو الثروة الحقيقية التي يجب أن تستثمر فيها، من أجل تحقيق مصلحة الدولة وتحقيق التنمية الشاملة في المجتمع الاماراتيquot;.

متحدون في المسؤولية والمصير

لفت الكعبي إلى أن شعار quot;متحدون في المسؤوليةquot; يستشرف وجه المواطن الإماراتي المسؤول في أسرة متماسكة، يكون أفرادها دعائم مجتمعية تحافظ على عاداتها وتراثها وجذورها العربية الإسلامية، وتقوي أواصرها الاجتماعية وحسها الوطني ومسؤوليتها الاجتماعية.

أما عنصر quot;متحدون في المصيرquot;، فيعني التمسك برؤية الآباء المؤسسين لدولة الاتحاد، والمحافظة على منجزات الرعيل الأول، في ما يقوي الحس بالمصير المشترك الذي يجمع أبناء الدولة، ويحقق التنمية الاقتصادية والاجتماعية ويقارب بين المستويات المعيشية ويعزز قيمة الإحساس بالأمن وواجب الدفاع عن الوطن, رغبة في بناء مجتمع متوازن ومتضامن يجمعه الحس الوطني الوحدوي ويصعد بالإمارات العربية المتحدة كدولة رائدة في الساحة الدولية.

متحدون في المعرفة والرخاء

وأضاف الكعبي أن شعار quot;متحدون في المعرفةquot; يهدف إلى بناء اقتصاد وطني، تقوده سواعد وكفاءات إماراتية، quot;من خلال استثمار الطاقات الكامنة لرأس المال البشري المواطن، في ما يحقق تنمية مستدامة في مستقبل أقل اعتمادًا على الموارد النفطية وأكثر اعتمادًا على المعرفة والابتكارquot;.

كما يهدف أيضًا إلى توفير الخدمات الحكومية، ما يخلق بيئة مؤسسية تعمل كحافز نمو وازدهار تسوق من خلاله أفكارها المبتكرة، حتى تصبح دولة الإمارات من أفضل الأماكن في ممارسة الأعمال على مستوى العالم.

أما شعار quot;متحدون في الرخاءquot;، فيراه الكعبي هادفًا إلى توفير الخدمات الصحية الأساسية وتواصل الاستثمار في البنية التحتية الطبية، بالإضافة إلى توفير نظام تعليمي من الطراز الأول، quot;يغرس في نفوس الطلبة القيم الإسلامية والهوية الوطنية الإماراتية، ويوسع مداركهم ويصقل إمكاناتهم ليساهموا بفعالية في مجتمعهم، كما يهدف إلى توفير أسلوب حياة متكامل للمواطن الإماراتي، ويثري حياة الأفراد في كل جوانبها الثقافية والرياضية والاجتماعية والترفيهية، في بنى تحتية تلبي كافة الاحتياجات للأفراد والأعمال، ما يسهم في تعزيز سمعة الدولة كبيئة جاذبة للأعمال والاستثمار وكدولة يطيب العيش فيها، مع الحفاظ على البيئة ونشر الوعي تجاه المسؤولية الاجتماعية، للحفاظ على أسلوب حياة ملائم ومستدامquot;.