تستعد الحكومة الفرنسية لفرض ضرائب على آبل وغوغل بهدف تمويل المشاريع الخاصة بإنتاج الفنون والأفلام والموسيقى في البلاد، في خطوة يحتمل أن تعمل على تدهور العلاقات بين رجال الأعمال وبين حكومة الرئيس فرانسوا هولاند الاشتراكية.

القاهرة: مع استمرار تدهور ومعاناة القطاع الاقتصادي في فرنسا، أفادت صحيفة التلغراف البريطانية بأن الرئيس الفرنسي طلب من رجل الأعمال، بيير ليسكور، البحث عن ثمة طرق يمكن الارتكاز عليها بشكل جدي في سبيل تمويل المشروعات الخاصة بالفنون.
وأشارت الصحيفة في هذا الصدد إلى أن فرنسا دخلت موجة الركود خلال الربع الأول من العام الجاري وتتوقع المفوضية الأوروبية انكماش الاقتصاد بنسبة 0.1% عام 2013.
وأوضح ليسكور من جانبه أن فرض ضريبة بنسبة 4% على مبيعات أجهزة الهواتف الذكية والحواسيب اللوحية، وتحديداً آيفون وآيباد من شركة آبل ومنتجات أندرويد من شركة غوغل، قد يدعم ويعزز العائدات الحكومية، في الوقت الذي بدأ يزيد فيه المستهلكون من إنفاقهم على الأجهزة بصورة تفوق تركيزهم على المحتوى.
ونقلت الصحيفة في الإطار عينه عن وزيرة الثقافة الفرنسية، اوريلي فيليبيتي، قولها :quot; يجب توجيه الشركات التي تقوم بتصنيع تلك الحواسيب لكي تساهم بشكل محدود بجزء من العائدات التي تتحصل عليها من وراء مبيعاتها في مساعدة المبدعينquot;.
وأضافت الصحيفة أن تلك الخطوة سيكون من شأنها وضع آبل وغوغل جنباً إلى جنب مع محطات البث الإذاعي والتلفزيوني ومزودي خدمات الإنترنت الذين يساهمون بالفعل بجزء من الأرباح التي يتحصلون عليها في تمويل الفنون في فرنسا.
غير أن تلك الخطوة جاءت لتثير ضجة كبرى في البلاد، لاسيما وأنها جاءت في أعقاب القرارات التي أصدرها هولاند لزيادة الضرائب على الأثرياء ولخفض مكافآت المصرفيين.
فيما قالت شركة ديجيتال يوروب، التي تمثل صناعة التكنولوجيا الرقمية في أوروبا والتي تعمل في بروكسل لصالح مصنعي الهواتف الذكية، إن تلك الضرائب خطوة في الاتجاه الخاطئ، وأنها تهدد بزيادة تنفير الشركات الرائدة بمجال التكنولوجيا بعدما تصدى وزير النهوض بالإنتاج الصناعي الفرنسي، ارنو مونتبورغ، للمحاولات التي كانت تقوم بها شركة ياهو لشراء نسخة يوتيوب الخاصة ببلاد الغال.
هذا وما يزال يضغط المسؤولون الفرنسيون كذلك من أجل ضمان أن تبقى منتجاتهم الفنية معافاة من قواعد التجارة الحرة أثناء محادثات سيتم إجرائها بخصوص اتفاقية تجارة مزمعة بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة. ومن المقرر أن يسافر الرئيس الأميركي، باراك أوباما، الشهر المقبل لأوروبا لكي يبدأ تلك المحادثات، التي ستتمخض عن أكبر تكتل للتجارة الحرة في العالم إذا نجحت تلك المحادثات.