يبدو أن المهلة التصحيحية للعمالة الوافدة في السعودية وما تلاها من حملات تفتيشية أمنية قد ألقت بظلالها الداكنة على قطاع المقاولات بشكل كبير، ما أثر على عدد من المشاريع للكثير من الوزارات والقطاعات في السعودية، وهو ما أكده مسؤول في الشؤون الصحية في جدة.


هيفاء الزهراني من جدة: يعد قطاع المقاولات الأكثر حيوية، والذي تعتمد عليه أكثر الوزارات في السعودية لتنفيذ مشاريعها، وهنا يوضح مدير الشؤون الصحية في محافظة جدة الدكتور سامي بن محمد باداود لـquot;إيلافquot; أن تأخر غالبية المشاريع الصحية في مدينة جدة تحديدًا هي بسبب انعدام العمالة، مؤكدًا أنه أمر طبيعي في كل القطاعات، وليس في قطاع الصحة وحده.

قلة اليد العاملة
أضاف: quot;تعرّضنا لمشاكل عدة مع المقاولين، وأبرزها التأخير وعدم توافر اليد العاملة. وفي هذه الحالة نأخذ الإجراءات النظامية بناء على ما تم الاتفاق عليه بين الطرفين في العقد، وذلك لإلزام المقاولين بتسليم المشاريع في الوقت المحدد لها، وتتراوح العقوبات بين الخصومات من قيمة العقد، والذي يتحملها المقاول، وبين تنفيذ بنود وأجزاء على حساب المقاول من قبل شركات أخرىquot;.

وأوضح باداود أن وزارة الصحة ليست لديها مشاريع متعثرة، بل هناك تأخير للأسباب المذكورة سابقًا، وأن جميع مشاريع محافظة جدة تسير وفق الجدول المحدد لها سلفًا، رغم التأخير الحاصل في بعضها نحو شهر أو شهرين، وبيّن أن مستشفى شرق جدة تم الانتهاء منه، وجار تجهيزه بالمعدات والأسرّة والمستلزمات الصحية، ومستشفى الولادة والأطفال في شمال جدة يسير وفق الجدول المعد له.

وحول حظر بعض المقاولين من التعامل مع الوزارة، قال :quot;في حال تكرار المخالفات أو التأخير من المقاول نفسه، يوضع اسمه على اللائحة السوداء، بحيث تمتنع الوزارة من العمل معه في أي مشروع يخصها بعد ذلكquot;.

وعن المعايير، التي من خلالها يتم ترشيح المقاولين للعمل على مشاريع الوزارة، قال :quot;هناك معايير واشتراطات وتصنيفات وضعتها وزارة التجارة للمقاولين. فبحسب التصنيف من حيث حجم المشروع وأهلية المقاول لتنفيذ النشاط من قبل الوزارة لتنفيذ المشروع يتم اختياره من قبل وزارة الصحةquot;.

وأعلن الدكتور سامي بادوود في مطلع هذا الأسبوع أن إجمالي الأموال التي اعتمدتها وزارة الصحة للمشاريع الصحية في المحافظة بلغت 2 مليار و320 مليون ريال.

2 مليار ريال لمجمع طبي متكامل
واعتمد وزير الصحة السعودية الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز الربيعة مبلغ مليارين ريال لإنشاء مجمع طبي متكامل في شرق جدة بسعة سريرية مقدارها 1000 سرير، وسيبدأ طرح مناقصته قريبًا، كما اعتمدت الوزارة مبلغ 150 مليون ريال لإنشاء مركز متخصص ومتكامل للإصابات بسعة 200 سرير.

وأشار باداود إلى أن وزير الصحة اعتمد أيضًا مبلغ 125 مليون ريال لإنشاء خمسة مراكز عيادات تخصصية، إضافة إلى مبلغ 45 مليون ريال لبناء مركز أسنان مكون من 25 عيادة أسنان متخصصة في مشروع الإسكان في محافظة الليث.

وأكد مدير صحة جدة أن هذا الدعم المتمثل في المشاريع الصحية الكبيرة والجبارة التي حظيت بها محافظة جدة سيسهم بشكل كبير في تحقيق قفزة نوعية في تطوير الخدمات الصحية والعلاجية في المحافظة، كما إن النتائج الإيجابية المتوقعة منها مذهلة ورائعة من حيث توفير عدد أكبر من الأسرة في المستشفيات، وتقليص الفترات الزمنية المتباعدة للمواعيد في العيادات الخارجية، وسيسهم أيضًا في توظيف أعداد كبيرة من الشباب، سواء في الوظائف الطبية والفنية والإدارية وغيرها.

ولفت إلى أن المراكز التخصصية المعتمدة ومركز الإصابات سيكون لها كبير الأثر في علاج الحالات المرضية والإصابية الحرجة مما سيؤدي إلى تحقيق الاكتفاء العلاجي الذاتي لصحة جدة في علاج سكان وأهالي المحافظة من دون الحاجة إلى تحويل هؤلاء المرضى إلى المراكز التخصصية في الرياض أو خارج السعودية.