ألمحت شركة الاتصالات السعودية إلى نيتها التخلص من الاستثمارات الأجنبية التي لا تحقق للمساهمين عوائد مجزية، في خطوة تصحيحية تركز على تقليص التكاليف، في إشارة إلى عدم رضاها عن التوسعات التي اتخذتها إداراتها السابقة، التي كلفت الشركة مبالغ كبيرة لا تتناسب مع العوائد المتحققة من هذه الاستثمارات.


محمد العوفي: بدأت شركة الاتصالات السعودية مراجعة استثماراتها وأصولها الخارجية في خطة شاملة تهدف إلى مراجعة سياساتها الاستثمارية لاستبعاد الأصول الخارجية، التي لا تشكل مصلحة للمساهمين، وبدأت بمراجعة استثماراتها في مجموعة بيناريانج جي إس إم القابضة، بما في ذلك طريقة إدارتها، وتحديد مدى السيطرة الفعلية المشتركة على هذه الاستثمارات.

على أثر ذلك قامت بتعديل في الاتفاقية مع باقي الشركاء في مجموعة بيناريانج في نهاية كانون الأول/ديسمبر الماضي، خصوصًا ما يتعلق بحقوقها التشغيلية في مجموعة إيرسيل (Aircel) بعدما رأت الشركة أنه لم يعد من الملائم معالجة شركة الاتصالات السعودية لحصتها في مجموعة إيرسيل (إحدى الشركات التابعة لمجموعة بيناريانج) بطريقة حقوق الملكية.

استبعاد أصول خارجية غير مجدية
لن تتوقف مراجعة أصول الشركة الاستثمارية عند هذا الحد، بل وفقًا لتصريحات رئيس مجلس الادارة العضو المنتدب لمجموعة الاتصالات السعودية المهندس عبدالعزيز الصقير، فإن الشركة ستستبعد كل الأصول الخارجية، التي لا تشكل مصلحة للمساهمين، وأنه لا توجد أصول مستثناة من هذه الخطة التي ستظهر نتائجها قريبًا.

أشار الصقير إلى أن الشركة التي شهدت استقالة أو إقالة سبعة من أعضاء إداراتها العليا في 2012 في خطوة وصفت وقتها بأنها تهدف إلى تطهير الشركة، أشار إلى أن المجموعة تخضع على الجانب الآخر إلى تقويم داخلي، وذلك يتضمن تحولًا جذريًا ونقلة نوعية تسير بهدوء، لتتحول الاتصالات السعودية وكأنها شركة جديدة تسعى إلى كسب أكبر قاعدة أو حصة من العملاء في السوق.
ولفت إلى أن التوسعات الخارجية والداخلية ستكون مدروسة بشكل يرتكز إلى تقليص التكاليف، بطريقة تختلف تمامًا عن السابق، موضحًا أن مساهمة المجموعة في شركة خدمات الجوال الافتراضية، بنسبة 10%، تعتبر حالة صحية ومكملة للنشاط التشغيلي.

وأضاف أن الشركة ستركز مستقبلًا على خدمات البيانات وخدمات الرسائل النصية مقابل تراجع الطلب على المكالمات الصوتية، مشيرًا إلى أن شركته خصصت ضمن ميزانيتها الرأسمالية، البالغة نحو 10 مليارات ريال، جزءًا مهمًا للاستثمار في خدمات البيانات، سواء البرود باند أو الفايبر للمنازل أو لقطاع الأعمال.

أرباح مرتفعة
وكانت مجموعة الاتصالات السعودية (STC) أعلنت نتائجها المالية الأولية في 2013، بتحقيق أرباح صافية بلغت 9 مليارات و987 مليون ريال، بارتفاع بلغ 37% مقارنة بسبعة مليارات و276 مليون ريال في عام 2012، فيما بلغت أرباحها الصافية للربع الرابع من العام الماضي 3 مليارات و623 مليون ريال، بارتفاع كبير عن أرباح الربع نفسه من عام 2012، ومقابل 3 مليارات و386 مليون ريال للربع الثالث من العام الماضي.

وأوضح رئيس مجلس إدارة مجموعة الاتصالات السعودية (STC) والعضو المنتدب المهندس عبدالعزيز بن عبدالله الصقير وقتها أن النتائج المالية الجيدة التي تحققت خلال الربع الرابع وعام 2013 جاءت لتؤكد قدرة مجموعة الاتصالات السعودية وجهودها المستمرة لتطوير وتحسين استراتيجيتها وعملياتها على المستويين المحلي والدولي.

وأضاف أن الشركة مستمرة في تعزيز تركيزها على السوق المحلية وزيادة حصتها فيها، وتوظيف جهد أكبر مع إتاحة جميع الموارد لضمان الاستمرارية في الاستحواذ على حصة من هذا النمو، كما إنها ستواصل دراسة وتقويم استثماراتها وعملياتها الخارجية للوقوف على كل الاحتمالات الممكنة والمتاحة لاتخاذ أنسب الإجراءات بشأنها بما يحفظ حقوق المساهمين ويحقق أفضل العوائد لهم.