وصلت قيمة ايجار العقارات في دبي والشارقة إلى نظيرتها في أبوظبي، إذ تضاعفت قيمة الإيجارات منذ فوز الامارات بشرف تنظيم quot;إكسبو 2020quot;، بنحو 4 مرات في 6 أشهر، وارتفع متوسط سعر الشقة المكونة من غرفة وصالة في دبي من نحو 30 ألف درهم إلى نحو 120 ألف درهم.


أحمد قنديل من دبي: في تصاعد سريع وغير متزن، وصلت أسعار إيجار الوحدات السكنية في إمارتي دبي والشارقة، وكذلك عجمان المجاورة للشارقة، إلى معدلات قياسية غير مسبوقة على الإطلاق، حتى في أيام الطفرة العقارية التي شهدتها دبي والإمارات الشمالية قبل وقوع الأزمة المالية العالمية في 2008.

أسعار باهظة

وصلت قيمة الإيجارات في دبي والشارقة تحديدًا إلى نظيرتها في أبوظبي، حيث تضاعفت قيمة الإيجارات بنحو 4 مرات في 6 أشهر وارتفع متوسط سعر الشقة المكونة من غرفة وصالة في دبي من نحو 30 ألف درهم إلى نحو 120 ألف درهم في بعض المناطق، كما وصل ايجار الشقة المكونة من غرفتين وصالة الى أكثر من 150 ألف درهم، وهي نفس معدلات الأسعار الحالية في مدينة أبوظبي، وذلك وفق مستأجرين تحدثوا لـquot;إيلافquot;.

المستأجر متضرر وحيد

أصبح المستأجر الذي كان ينعم بانخفاض الإيجارات في دبي والامارات الشمالية طوال الأربع سنوات الماضية هو الخاسر الوحيد، وبدا غير قادر على مجاراة الارتفاع الخانق في إيجار الوحدات السكنية التي تزداد يومًا تلو الآخر دون أي تدخل لكبح جماح ذلك الارتفاع من قبل المسؤولين.

الرواتب ثابتة والإيجارات نحو السماء

أكد نضال عمر quot;مستأجرquot; أن quot;الإيجارات في امارات دبي والشارقة وعجمان شهدت ارتفاعًا كبيرًا غير متناسب مع رواتب معظم المقيمين في تلك الإمارات، حيث ظلت الرواتب ثابتة وارتفعت الإيجارات بشكل تصاعدي يومًا تلو الآخر، وكأنها تسير بقوة الصاروخ نحو السماءquot;.

ونوّه بأن الوضع أصبح quot;سيئًا للغاية وغير متناسب مع دخول الموظفين على الاطلاق، حيث أصبحت قيمة الإيجارات السنوية تزيد بمعدل الضعف عمّا يمكن أن يدخره الموظف في سنة كاملةquot;.

وقال: quot;ما الداعي اذاً للغربة والعمل طالما أن ما نحصل عليه من راتب يتم انفاقه تماماً على الإيجارات والمعيشة؟quot;

وأضاف عمر أن ايجارات الوحدات السكنية في الشارقة شهدت ارتفاعات خيالية جعلت من الاستمرار في استئجار شقة في الشارقة امرًا صعبًا للغاية ويكاد يكون مستحيلاً، حيث في منطقة التعاون في الشارقة وصل الايجار السنوي للشقة المكونة من غرفتين وصالة الى أكثر من 80 ألف درهم بعد أن كانت أسعارها تتراوح بين 30 و35 ألف درهم قبل نحو 5 او 6 أشهر فقط، فيما وصلت نفس الوحدة السكنية الى أسعار تتراوح بين 50 و75 ألف درهم في بقية المناطق التي كانت أسعارها تتراوح بين 20 و25 ألف درهم. ووصلت ايجارات الغرفة وصالة الى نحو 40 و45 ألف درهم بعد أن كانت 15 ألف درهم فقط.

أزمة خانقة

يكشف أحمد حسين وهو quot;مستأجرquot; في عجمان عن أنه بالرغم من أن المسافة الزمنية بين عجمان ودبي تصل الى نحو ساعة الا أن الحياة في عجمان تأثرت بشكل كبير جداً بفوز دبي بإكسبو 2020 خاصة في القطاع العقاري، حيث ارتفعت ايجارات quot;الاستديوquot; من 8 الاف درهم الى 20 ألف درهم حاليًا، وارتفعت ايجارات الشقة المكونة من غرفة وصالة من 13 ألف درهم الى 25 و30 ألف درهم، اما ايجارات الغرفتين وصالة فوصلت الى 60 ألف درهم بعد أن كانت 20 ألف درهم وتختلف نسبتها من منطقة لأخرى.

وأشار حسين إلى وجود ازمة كبيرة وخانقة تواجه المستأجرين الآن وتؤثر على حياتهم المعيشية بشكل كبير لأن الإيجارات أصبحت لا تحتمل ومعاناة كبيرة تلتهم رواتب المقيمين في الدولة، مبينًا أن الإيجارات أصبحت تلتهم أكثر من 40% من دخل الموظفين الآن ومازالت في تصاعد مستمر دون أي توقف، هذا ناهيك عن الارتفاعات الأخرى في السلع الاستهلاكية ورسوم المدارس وغيرها من متطلبات المعيشة. مطالبًا بسرعة تدخل الحكومة لوقف معاناة المستأجرين وعائلاتهم وحمايتهم من جشع الملاك.

حد أقصى للزيادة

وأشار عبدالله عبدالكريم quot;مستأجرquot; إلى أن آثار فوز دبي بتنظيم معرض اكسبو الدولي 2020 انعكست على كافة مظاهر الحياة والمعيشة في الامارات، سواء كانت أسعار سلع استهلاكية أو مواصلات أو ايجارات الوحدات السكنية أو حتى أسعار المأكولات والمشروبات في المطاعم والفنادق. لافتًا إلى أن هذه الارتفاعات ستظل في تصاعد مستمر طوال السنوات الستالقادمة حتى بعد انتهاء تنظيم دبي لإكسبو 2020.

تداعيات اكسبو

وأوضح عبدالكريم أن فوز دبي بإكسبو لم تقتصر آثاره على نطاق إمارة دبي فقط، بل امتد الغلاء والزيادة الجزافية في الأسعار الى الامارات المجاورة لها خاصة امارتي الشارقة وعجمان اللتين ارتفعت فيهما إيجارات الوحدات السكنية بمعدلات تصل الى 4 اضعاف عمّا كانت عليه في شهر أكتوبر الماضي من العام 2013. فإيجار الوحدة السكنية المكونة من غرفة واحدة quot;استديوquot; تضاعف على مدى الأشهر الستةالأخيرة في دبي من نحو 20 الف درهم سنوياً الى نحو 75 ألف درهم حاليًا.

كما وصل ايجار الشقة المكونة من غرفة وصالة الى نحو 100 الف درهم في بعض مناطق دبي بعد أن كانت تتراوح ما بين 30- 40 الف درهم قبل أكتوبر الماضي. كما وصلت ايجارات الغرفتين وصالة الى 150 ألف درهم سنويًا.

وطالب الجهات المختصة بضرورة التدخل لحماية المستأجر واحتواء الأسعار التي انفجرت في وجه المستهلكين، وكذلك ضرورة تحديد حد اقصى للزيادات على الوحدات السكنية والا يترك الخيار لمالكي البنايات لتحديد قيمة الوحدات السكنية، والعمل على وضع ضوابط وعقوبات قاسية لردع المخالفين.

تعويض خسائر الأزمة المالية

قال صالح شاهين وهو مالك احدى البنايات السكنية إن الإيجارات المنخفضة التي كانت السمة الغالبة في السنوات الأربع الماضية كبدت ملاك البنايات السكنية خسائر فادحة، من حيث أن مالك البناية قام بدفع أموال كثيرة من اجل انشاء تلك البناية وتجهيزها وفق أفضل المعايير وتوفير احسن سبل الامن والسلامة، ولكن في المقابل كانت قيمة الإيجارات التي يدفعها المستأجرون ضعيفة للغاية مقارنة بالمبالغ التي انفقت بالفعل من اجل انجاز تلك البناية.

وأضاف أن الازمة المالية التي وقعت في عام 2008 كبدت الملاك خسائر من كافة الجوانب من حيث التزام أصحاب البنايات بالقروض التي حصلوا عليها من البنوك من اجل البناء، هذا فضلاً عن أن انهيار أسعار الإيجارات جعل مالك البناية لا يقدر على سداد القروض البنكية التي حصل عليها لإنجاز تلك البناية.

ولفت شاهين الى أنه الان فقط بدأت أسعار الإيجارات تحقق مكاسب للملاك وبدأ الملاك يعوضون خسارتهم التي تعرضوا لها طوال السنوات الأربع الماضية بعد وقوع الازمة المالية العالمية وانهيار القطاع العقاري.