يطرح منتدى "بوابة الاستثمار الإسلامي العالمي"، الذي تستضيفه البحرين في أوائل آذار (مارس) المقبل نموذجًا جديدًا للاستثمار الإسلامي، من خلال مشاركة رفيع الدين شيكو، الرئيس التنفيذي لشركة "دينار ستاندرد" المتخصصة في الاستشارات البحثية.
المنامة: يرى شيكو أن قراءةً تحليليةً متأملة لما وراء واقع انخفاض أسعار النفط ستكون كافية لاكتشاف خياراتٍ واسعة ومهمة من الأعمال التجارية، تقودها طاقاتٌ بشرية شابة وآلياتٍ استثمارية متينة وطويلة المدى في الاقتصادات الإسلامية على مستوى العالم.
&
يقول شيكو: "إن المعركة التنافسية التي تصدرتها شركة "كيلوجز - Kelloggs" العالمية للاستحواذ على كامل أسهم الشركة المصرية للأغذية "بسكو مصر" المتخصصة في تصنيع الكعك والبسكويت، ليست سوى واحدةٍ من الصفقات والعمليات التي تعكسُ الرغبة المتنامية للشركات الدولية للاستثمار في الأسواق الإسلامية الشرق-أوسطية التي تمتازُ بتنوع كبير في المجالات الاستثمارية.
&
نمو متسارع
أضاف: "تعتبر الشركات ذات الأصول المرتفعة مثل "بسكو مصر" و"كودو" و"العوجان الصناعية" جزءًا من إمكانات النمو الكبيرة في القطاعات الاستهلاكية المتنوعة في الأسواق ذات الغالبية المسلمة بسبب تركيبتها السكانية الكبيرة والمتنامية، خصوصًا في الفئات العمرية الشابة. كما إن إقامة مشروعات البنية التحتية الحكومية الكبرى والإنفاق على التنويع واستجلاب الكفاءات والقوى العاملة من أندونيسيا وتركيا والمغرب إلى دول الخليج، تشكل بمجملها عواملَ إضافية تدعم من معدل هذا النمو".
&
وبرأي الرئيس التنفيذي لشركة "دينار ستاندرد"، فإن ثمة عاملًا محوريًا آخرَ مهمًا يتجسّدُ في طبيعة العلاقة المترابطة التي تتّسمُ بها الاقتصادات الإسلامية، علاوةً على أن هناك 57 دولة عضو في "منظمة التعاون الإسلامي" (OIC) بغالبية سكانية مسلمة تمثّلُ السوق الإسلامية العالمية، وكان أن بلغ ناتجها المحلي الإجمالي مجتمعةً 6.7 تريليون دولار أميركي في العام 2013.
ولا يخفى على أحد أن هذه البلدان تحقق نموًا متسارعًا يفوق مثيله في بقية دول العالم إلى حدٍّ كبير، كما إن غالبية مواطني هذه الدول من فئة الشباب، وهو مؤشر آخر إلى واقع أسواق النمو المستقبلية، حيث سيبلغ متوسط معدل نمو الناتج المحلي الإجمالي لهذه الدول 5.4% خلال العام 2019 مقارنة بـ 3.6% بالنسبة إلى جميع البلدان الأخرى، وسيكون متوسط الأعمار فيها 30 عامًا بحلول العام 2030 مقارنة بـ 44 عامًا في أميركا الشمالية وأوروبا.
&
هذا "الترابط" الذي يُعدُّ أبرز سمات هذه البلدان تجسَّد في "البنك الإسلامي للتنمية" متعدد الأطراف، والذي يبلغ رأسماله 150مليار دولار، ويضم 56 دولة ذات غالبية سكانية مسلمة. وكان أن حقق البنك الإسلامي للتنمية نجاحاتٍ وإنجازاتٍ استثمارية كبيرة، إضافةً إلى أن صناعة التمويل الإسلامي الأوسع تعزز أيضًا من قوة هذا الترابط، حيث بلغت قيمة تعاملاتها تريليونات الدولارات، وتركزت على الأسواق ذات الغالبية المسلمة.
&
رابط الدين
وأضاف: "لقد آن الأوان لنرى نمطًا استثماريًا آخرَ للاقتصادات الإسلامية. ومن أجل ذلك وضعت شركة "دينار ستاندرد" نموذجًا جديدًا يمكّنها من تعزيز والنهوض بمختلف مكونات البنية المترابطة للبلدان ذات الغالبية السكانية المسلمة، فهي تتمتع بعلاقات سياسية قوية ولديها مقومات تجارية وسكانية لا يُستهان بها. إلا أن المقوّم الأساسي الذي يربط ضمنًا السوق الإسلامية العالمية هو الرابط الديني، الذي يضم تحت مظلته 1.6 مليار مسلم في العالم، والذين من المتوقع أن يصل حجم استثماراتهم على مستوى العالم حاجز تريليونَي دولار أميركي في قطاعات الأغذية الحلال، ومستلزمات الحياة الفاخرة، مثل الملابس المحتشمة، السفر، وسائل الإعلام والترفيه، صناعة الأدوية ومستحضرات التجميل".
&
لقد ركزت معظم استثمارات السوق الإسلامية على الفرص المتوافرة على المستويين المحلي أو شبه الإقليمي (أي دول مجلس التعاون الخليجي وجنوب شرقي آسيا، وآسيا الوسطى). وفي الوقت الذي سيتوافر فيه دائمًا العديد من الفرص في هذين المستويين، ستكون هنالك أيضًا آفاقٌ أخرى جديدة عند استشراف الفرص الاستثمارية في سلسلة القيمة لقطاعاتٍ صناعية مختارة وعمليات الاستيراد/ التصدير في مختلف ألوان الطيف الجغرافي للسوق الإسلامية.
&
"وخلافًا للمناطق الصناعية المعروفة والموجودة في نطاق جغرافي محدد، مثل وادي السيليكون، فإن شركات أخرى مثل "بروكتر أند غامبل" تدرك تمامًا قيمة إجراء الأبحاث والتطوير على المستوى العالمي، ما يمكنها من الانطلاق وتجاوز الحدود وعدم التقيُّد بنطاقاتٍ جغرافية محددة. يُذكر أن رفيع الدين شيكو سيكون المتحدث الرئيس في منتدى "بوابة الاستثمار الإسلامي العالمي"، الذي سيُعقد في البحرين يومي 2 و 3 آذار/مارس 2015.
&
&
&
التعليقات