أكد الشيخ أحمد محمد بن راشد آل مكتوم، رئيس مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم - التي تنشر المعرفة والتنمية وتدعم المشاريع الواعدة - أن المعرفة هي ثروة هذا العصر وإحدى أبرز دعائم تقدمه وازدهار وتنمية مجتمعاته ودوله، وهي الباعث على الحراك الفكري والثقافي والاجتماعي، وهي من سمات القوة والتفوق التي تصوغ أنماط الحياة وتشكل منظومة القيم وتحرك النمو الاقتصادي وتضمن ديمومته.

دبي: أفاد الششخ أحمد أن المعرفة تعتبر في إطارها المفاهيمي منتجًا تجاريًا يمكن تسويقه وبيعه، من خلال إتاحة قواعد البيانات ونتائج الأبحاث والخدمات الاستشارية وتراخيص البرامج التقنية في إطار حماية حقوق الملكية الفكرية. جاء ذلك في كلمته الافتتاحية للعدد الجديد من مجلة "ومضات" -& إحدى مبادرات مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم الهادفة إلى نشر المعرفة والتنمية المستدامة.

ركز العدد الجديد من المجلة على "مؤتمر المعرفة الأول 2014" في تغطية موسعة للحدث، تناولت الموضوعات التي ناقشها، وأهم الاستراتيجيات التي طرحها لتطوير طاقات الشباب وتحويلها إلى قوة ايجابية تبني وتنمي المجتمع على جميع الصُعد. كما سلطت التغطية الضوء على المحاور التي اقترحها المؤتمر لتأسيس مجتمعات المعرفة والتي تضمنت: تعزيز نظم تمكين الشباب العربي، وتقوية نظم توطين المعرفة، وتوفير بيئات حاضنة وداعمة لذلك. إضافة إلى أبرز المفاهيم التي أثارها المتحدثون خلال جلسات المؤتمر.

إلى جانب ذلك شملت التغطية الفائزين بجائزة الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة، والتي بلغت قيمتها مليون دولار، وذهبت مناصفة إلى مخترعي الويب وموسوعة ويكيبيديا. أيضًا تضمنت المجلة خلاصة عن تقرير الشباب وتوطين المعرفة، الذي تم إطلاقه خلال فعاليات المؤتمر، وأبرز ما خرج به تقرير المعرفة العربي 2014 من نتائج.

وفي موضوع منفصل تحدثت المجلة عن مؤشر المعرفة العربي، الذي أُطلق خلال مؤتمر المعرفة الأول، وعناصره والغاية من إطلاقه، وآليات ومؤشرات القياس الفرعية والتي تم وضعها وفقًا لمتطلبات وتحديات وطموحات الدول العربية.

وضم العدد الجديد لمجلة ومضات مجموعة من الحوارات مع شخصيات مؤثرة من داخل وخارج الدولة، كان أبرزها مع رئيس هيئة الفجيرة للثقافة والإعلام، الشيخ الدكتور راشد بن حمد الشرقي، تحدث فيه عن النهضة الثقافية والإعلامية التي تشهدها إمارة الفجيرة ودورها الاقتصادي وجاذبيتها العمرانية والسياحية. وأشار خلال الحوار إلى أن الإمارات من أوائل الدول في مؤشرات التقدم والنمو الاقتصادي والاجتماعي وصولاً إلى التنمية المستدامة.

وعن أهمية موقع إمارة الفجيرة قال "وصف الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي الفجيرة بأنها "رئة الإمارات" لموقعها& الجيوسياسي المهم، ونرى فيها اليوم عشرات المشاريع الاستراتيجية، التي تخص دولة الإمارات، ومنها خط حبشان البترولي، الذي يتيح تصدير البترول من خلال ميناء خارج مضيق هرمز، وقد بدأت الكثير من الشركات العالمية بإقامة مناطق تخزين للبترول وصناعات بتروكيميائية فيها، ومع هذا الانتعاش الاقتصادي فإننا نعمل بشكل متواز على خلق تنمية ثقافية وطنية شاملة، من خلال تفعيل الطاقات الشبابية والإبداعية والارتقاء بمؤسسات العمل الثقافي والإعلامي، وتوفير بنية تحتية ملائمة".

الدكتورة سيما بحوث، مساعد الأمين العام للأمم المتحدة، ومدير المكتب الإقليمي للدول العربية في برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، تحدثت في حوار لها عن إشكاليات دمج الشباب في عمليات إنتاج ونقل وتوطين المعرفة، واستراتيجية برنامج الأمم المتحدة في هذا الإطار. وتحدثت لانا مامكغ وزيرة الثقافة الأردنية في حوار آخر معها عن تجربتها العملية في الوصول إلى منصبها الحالي، كما سلطت الضوء على حياتها الخاصة كأم ومربية أجيال.

وحول استراتيجية الابتكار ومتطلبات تطويرها، حدد الدكتور عيسى البستكي رئيس جامعة دبي ونادي الإمارات العلمي في لقاء مع مجلة ومضات، كل من زيادة ميزانية البحث العلمي ودعم القطاع الخاص كأهم متطلبات التطوير، في ظل توجه الدولة نحو اقتصاد المعرفة واعتماد استراتيجيات الابتكار والمدن والخدمات الذكية، كما تحدث عن مبادرات الجامعة وتطوير تخصصاتها ومخرجاتها التعليمية بما يواكب متطلبات سوق العمل.

شملت تغطيات العدد الرابع عشر للمجلة تغطية خاصة لمبادرة "بالعربي"، التي أطلقتها مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للعام الثاني على التوالي، والهادفة إلى تمكين اللغة العربية وترسيخ مكانتها الرائدة بين لغات العالم. واستعرضت التغطية الفعاليات والأنشطة التي صاحبت المبادرة والتي شهدتها الأجنحة التي أقامتها المؤسسة في مراكز التسوق في كل من دبي وأبوظبي والشارقة.

من جهة اخرى أفردت المجلة تغطية أخرى لمنتدى الرائدات وسيدات الأعمال في نسخته السادسة عشر، وتناولت القضايا التي بحثها المنتدى، حول تمكين المرأة ودورها في الاستثمار وتحفيز مشاركتها في الأبحاث العلمية.

وناقشت المجلة مشروع "سلامة الأطفال في النقل المدرسي" الذي تعمل عليه وزارة الداخلية، وآخر مستجداته "السوار الذكي"، وهو عبارة عن بطاقة متصلة بجهاز تتبع مرتبط بالأقمار الصناعية، ويوفر زر استغاثة وميزات اتصال عن قرب، تؤمن السلامة لطلاب المدارس أثناء ركوبهم للحافلات.

وتحدث جمال بن حويرب، العضو المنتدب لمؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم في مقاله للعدد الجديد من مجلة ومضات عن نتائج مؤتمر المعرفة الأول، حيث قال إن أهم ما ميز الحدث بشهادة المشاركين والمتابعين، وجلهم من رواد الفكر في عالمنا العربي، أنه ناقش القضايا المطروحة رغم حساسية بعضها، بشفافية الفاحص وصراحة الواثق وحكمة العارف وثقة المبادر الطامح إلى خلق واقع جديد، تتسم فيه الرؤية بالعملية ويسمو فيه الحلم إلى معانقة السماء.

وأضاف: "إن نجاح مؤتمرنا يكمن في دقة تقاريره الملتزمة بشروط البحث العلمي الجاد، والتي تلامس احتياجات ومتطلبات جيل عربي كامل عانى غياب التخطيط الاستراتيجي السليم والرؤية المستقبلية المستندين إلى مطالب الشباب في التقدم والرفاه، بتحليل علمي للواقع المعاش وإدراك واع لمطالب الشباب في التقدم والرفاه".&

&