أكد مشاركون في مؤتمر عقد في مسقط عدم تأثير انخفاض أسعار النفط وتراجع الإيرادات العامة لسلطنة عمان على المضي قدماً بمشاريع سكك الحديد والمترو، في وقت تستثمر فيه دول الخليج&200 مليار دولار في الشبكة المتكاملة للسكك الحديدية لدول المجلس على مدى 10 أعوام منها&15.4 مليار دولار لسكة الحديد التي تربط دول المجلس ببعضها البعض.

&
&
مسقط:&انطلقت اليوم في العاصمة العمانية مسقط أعمال مؤتمر توطين صناعات السكك الحديدية والمترو في دول مجلس التعاون الخليجي 2015 / تحت رعاية شهاب بن طارق آل سعيد، مستشار السلطان قابوس بن سعيد ورئيس مجلس البحث العلمي في السلطنة.
&
شارك في المؤتمر أكثر من 500 شخصية من 25 دولة من مختلف دول العالم بهدف البحث في كيفية الاستفادة من الفرص الاجتماعية والاقتصادية لمثل هذه الاستثمارات الضخمة في الصناعات بما يضمن أثراً مضاعفاً ينعكس على الاقتصاد الكلي للمنطقة.
&
ويناقش المؤتمر الذي تنظمه وزارة النقل والاتصالات العمانية بالتعاون مع الأمانة العامة لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربي وعقد بفندق قصر البستان على مدى يومين وضع آليات مشتركة لضمان نجاح تنفيذ المشاريع من المنظور التقني والتنفيذي.
&
مشاركة فعالة للقطاع الخاص
يستضيف المؤتمر مجموعة من المسؤولين الحكوميين من وزارات النقل والتجارة والصناعة والمالية في دول المجلس، إلى جانب وفود على مستوى رفيع من الشركات المسؤولة عن مشاريع السكك الحديدية في دول الخليج مثل الاتحاد للقطارات الإماراتية، وشركة القطارات السعودية، وشركة سكك الحديد القطرية، والشركة العُمانية للقطارات.
&
حيث ستستعرض هذه الشركات وعلى مدى اليومين القادمين آخر التطورات التي وصلت إليها في مشاريعها ومبادرات التوطين الخاصة بها، فضلاً عن المشاركة في جلسات حوارية ديناميكية تستهدف القضايا الرئيسية والصعوبات والفرص بصورة تمكّن من تحقيق مشاركة فعالة للقطاع الخاص في هذا المشروع الحيوي.
&
وتتضمن قائمة المتحدثين في المؤتمر الدكتور عبد اللطيف بن راشد الزياني الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية والدكتور أحمد بن محمد الفطيسي وزير النقل والاتصالات وعبد الرحيم حسن نقي أمين عام اتحاد غرف التجارة والصناعة في دول مجلس التعاون والدكتور رامز العسّار مستشار البنك الدولي في الأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي وفيليب سيتروين المدير العام للرابطة الأوروبية لصناعات السكك الحديدية.
&
تحديات كبيرة
من جانبه أكد مستشار السلطان شهاب بن طارق آل سعيد في بداية المؤتمر على أهمية المشروع الذي تواجه فيه السلطنة ودول مجلس التعاون الخليجي تحديات كبيرة على مستوى كافة القطاعات والجهات، والتي يأتي على رأسها توافر الكادر البشري وتدريب القوى العاملة البشرية، حيث اعتبر سموه أن مشاركة القطاع الخاص في مشروع السكك الحديدية يعد عنصراً أساسياً في نجاح تعزيز اقتصاديات دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، حيث دعا سموه حكومات هذه الدول إلى تفعيل وتمويل إكمال هذه المشاريع الضخمة وربط جميع المناطق بدول المجلس بعضها ببعض.
&
وردا على سؤال حول تأثير انخفاض الإيرادات الحكومية من النفط ومدى تأثيرها على هذا المشروع، أكد مستشار السلطان أن السلطنة ملتزمة بهذا المشروع حتى مع الهبوط المتواصل لأسعار النفط، وذلك لأهميته المطلقة في مستقبل شعوب المنطقة وسلطنة عمان على وجه التحديد، وهذا ما تم التأكيد عليه من الوزير المسؤول عن الشؤون المالية في عُمان.
كما أكد &شهاب بن طارق آل سعيد أن الموقع الاستراتيجي للسلطنة بطبيعته الجغرافية الفريدة يتيح الاستفادة من مثل هذه المشاريع اللوجستية مبيناً أن الشركات المشاركة في المعرض المصاحب للمؤتمر ستسخر مبالغ ضخمة للبحث والتطوير وسيقوم مجلس البحث العلمي بالتعاون مع المختصين لتفعيل البحوث العلمية المختصة بالمشروع.
&
السوق الأسرع نموا
وألقى الدكتور أحمد بن محمد الفطيسي وزير النقل والاتصالات العماني كلمة في بداية المؤتمر أوضح من خلالها أن انعقاد هذا المؤتمر يأتي في توقيت تمثل المنطقة فيه السوق الأسرع نمواً لقطاع سكة الحديد في العالم بدلالة المؤشرات الحالية التي توضح وجود خطط لإنشاء أكثر من 40 ألف كم من سكك الحديد في المستقبل المنظور وأكثر من ذلك بكثير في خطط التطوير بعيدة المدى.
&
وقال إن هذه الخطط تمثل استثمارات تقدر بأكثر من (200) مليار دولار أميركي وهذا يشكل بيئة استقطاب للشركات المنفذة والمصنعين والعقول البشرية ورؤوس الأموال في المنطقة مبيناً أن هذه المعطيات تمثل فرصة سانحة لبناء اقتصاد صلب ومتين قادر على أن تغيير ملامح الناتج المحلي لأي دولة متى ما استثمرت ووظفت التوظيف الصحيح خاصة في المناخ الذي نعيشه الآن في ظل انحسار أسعار النفط والحاجة الملحة لدعم التنمية المستدامة لاقتصاداتنا.
&
وأشار وزير النقل والاتصالات الى أن بعض دول العالم تقوم بتطوير شبكة سكك الحديد والميترو ليس فقط من أجل بناء المنظومة اللوجستية وإنما بهدف بناء قاعدة اقتصادية قوية أساسها الصناعات والخدمات ليشار إليها بعد ذلك بالبنان في مجال صناعة سكك الحديد على مستوى عالمي مؤكداً أن موقع المنطقة الاستراتيجي بين الشرق والغرب يعزز القدرة التصديرية في الوقت الذي أثبتت فيه القدرات البشرية جدارتها في صنع الحضارات وتقدم العلوم والمعرفة.
&
وأعرب الفطيسي عن أمله في أن يخرج هذا المشروع بمشروع عمل موحد وممنهج يضفي صبغة الاهتمام والجدية والمصداقية لتتحول الرؤى إلى واقع ملموس وأن يترجم هذا الطموح إلى واقع وأن توجد خارطة اقتصادية وتجارية تكون دول مجلس التعاون الخليجي في ريادتها.
ويعتبر مشروع السكك الحديدية الخليجية أحد أهم المشاريع الطموحة في دول الخليج العربية وتقدر الاستثمارات المكرّسة لهذا المشروع من دول مجلس التعاون بأكثر من 200 مليار دولار أميركي على مدى السنوات العشر المقبلة، منها 15.4 مليار دولار أمريكي كاستثمارات في خط سكة حديد الخليج التي تربط دول المجلس بطول إجمالي من المقدر أن يبلغ 2200 كيلو متر.
ومن شأن المشروع أن يعزز التكامل بين اقتصاديات دول مجلس التعاون الخليجي ويقدمها إلى العالم كتكتل اقتصادي موحد يستطيع المنافسة في السوق العالمي، إضافة إلى دعم التواصل الاجتماعي بين شعوب المنطقة لتحقيق نمو وتطوير مستدامين.
&