&نيودلهي: يصل رئيس الوزراء الهندي نارندرا مودي الخميس الى فرنسا في اول زيارة يقوم بها الى اوروبا سعيا للترويج لبلاده كمركز صناعي في وقت لا تزال المفاوضات حول شراء 126 طائرة رافال فرنسية تراوح مكانها.&وسيتوقف مودي بعد ذلك في محطة في المانيا القوة الاقتصادية الاولى في منطقة اليورو لتدشين اكبر معرض صناعي في العالم مغتنما هذا الاطار للترويج لحملته تحت شعار "صنعوا في الهند".&وبعدما قاطعت اوروبا الزعيم القومي الهندوسي بعد اضطرابات معادية للمسلمين عام 2002 في ولاية غوجارات التي كان يحكمها، من المتوقع هذه المرة ان يستقبل بشكل احتفالي في ظل الاداء الاقتصادي الممتاز للهند التي تسجل نموا يفوق النمو الصيني.
ويراهن مودي الذي حقق فوزا كبيرا في الانتخابات التشريعية قبل عام واعدا بتحريك الاستثمار والوظائف، على قدرته على فرض الهند كمركز للانتاج والتصدير.وكتب على صفحته على موقع فيسبوك "انني مسرور لزيارة فرنسا من اجل تعزيز المشاركة الفرنسية في برنامجنا +صنع في الهند+ وعلى الاخص في قطاع الدفاع".ويلتقي رئيس الوزراء الهندي الجمعة رؤساء شركات ويزور السبت موقع ايرباص في تولوز (جنوب).ووعد مودي من خلال حملة "صنع في الهند" بتيسير عمل الشركات من خلال تخفيف القيود البيروقراطية وتبسيط الاجراءات الضريبية.
ورفعت حكومته الى 49% الحصة التي يسمح للمستثمرين الاجانب بامتلاكها في شركات من قطاع الدفاع مع السعي الى تشجيع نقل التكنولوجيا.غير ان الهند مصنفة في المرتبة 142 من اصل 189 بلدا في ترتيب البنك الدولي لسهولة مزاولة الاعمال.وفي باريس سيكون الملف الاكثر حساسية بالتاكيد ملف المفاوضات لبيع الهند 126 طائرة رافال وهو ملف تجري مفاوضات بشانه منذ ثلاث سنوات وسيحتل حيزا كبيرا ايضا في المحادثات بين مودي وفرنسوا هولاند الجمعة في قصر الاليزيه.
وصرح هولاند الثلاثاء "سنجري محادثات حول الموضوع" مشددا على عدم ربط زيارة مودي بمسألة بيع طائرات رافال وحدها.&وستحاول فرنسا الدفع بهذا العقد العملاق الذي ينص على صنع 108 طائرات على الاراضي الهندية ما يعني نقلا غير مسبوق للتكنولوجيا. وبحسب الصحافة الهندية، فان المحادثات تتعثر عند تكلفة الطائرة.وبحسب صحيفة تايمز اوف اينديا فان الهند طلبت من مجموعة داسو للطيران الابقاء على السعر الاساسي واكد رئيس المجموعة اريك ترابييه مؤخرا ان "عرض داسو بقي على ما هو باليورو" وان الاتفاق "تم بنسبة 95 بالمئة".
غير ان عناصر مثل التضخم او كلفة عملية التجميع في الهند تحت اشراف مجموعة هندوستان ايرونوتيكس ليميتد العامة يمكن ان تؤثر على التكلفة الاجمالية بالنسبة للطرف الهندي.كما سيكون الموضوع النووي في صلب المحادثات حيث تامل فرنسا في تحقيق تقدم حول مشروع بيع الهند ست مفاعلات نووية من الجيل الثالث بطاقة اجمالية قدرها عشرة الاف ميغاواط.ووقعت اريفا بروتوكول اتفاق في شباط/فبراير 2009 حول تزويد موقع جايتابور بولاية مهرشترا بمفاعلين في مرحلة اولى لكن المحادثات تتعثر بحسب الصحافة عند التعرفة التي ستشتري بها الهند الكهرباء التي سيتم انتاجها.
وحذر سفير فرنسا في الهند فرنسوا ريشييه بانه "مشروع ضخم يشمل ستة مفاعلات لكنه لا يمكن ان يكون مرتبطا بزيارة محددة".وستقوم فرنسا بالترويج لشركاتها المتخصصة في الطاقة الشمسية وللمهارة الفرنسية على صعيد التنمية الحضرية.وتامل المجموعات الفرنسية في الاستفادة من مشروع الحكومة الهندية لتطوير مئة "مدينة ذكية" تملك بنى تحتية عالية الاداء على صعيد المواصلات والكهرباء والمياه.ويواصل مودي بعد ذلك الترويج لشعار "صنع في الهند" الاحد والاثنين في المانيا حيث سيفتتح معرض هانوفر، اكبر معرض صناعي في العالم، ويجري محادثات مع المستشارة انغيلا ميركل.
والمانيا هي الشريك التجاري الاول للهند في الاتحاد الاوروبي.ومع هذه الجولة ذات الطابع الاقتصادي في اوروبا يشدد مودي على الاولوية التي يعطيها لاعادة اطلاق الاقتصاد الهندي الذي يتوقع ان يحقق نموا بنسبة 8% هذه السنة.وقال سوجيت دوتا الاستاذ في الاستراتيجية الدولية في جامعة الملة الاسلامية في نيودلهي ان "الهدف الرئيسي بالنسبة لمودي هو تحسين قاعدته الصناعية واعطاء دفع للنمو".وارتفعت المبادلات بين الهند والاتحاد الاوروبي من 28,6 مليار عام 2003 الى 72,7 مليار عام 2013.&وبعد المانيا يتوجه مودي الى كندا التي تضم جالية هندية كبيرة.
التعليقات