&ينقسم الأوروبيون حول الخروج اليوناني من منطقة اليورو، ويطالبون السلطات اليونانية بتحمل مسؤولياتها الجسيمة في هذا الوضع الحرج، بينما تدعو المفوضية الأوروبية للعودة إلى طاولة المفاوضات.

الرياض: أجمع زعماء ورؤساء حكومات الدول الأعضاء في منطقة اليورو على مطالبة رئيس الوزراء اليوناني اليكسيس تسيبراس بتحمل مسؤولياته، وتقديم مقترحات جدية تسمح بالعودة للتفاوض حول الديون المستحقة على بلاده.&وجاءت تصريحات الزعماء حين وصولهم إلى مقر إنعقاد قمة دول اليورو الاستثنائية الاثنين في بروكسل، معبرة عن إنقسام واضح في طرق مقاربتهم للأزمة اليونانية، خصوصًا بعد رفض الناخبين اليونانيين برنامج الاصلاح المقترح من قبل الدائنين.
&
اعتدال فرنسي
&
يعبر الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند عن تيار أكثر اعتدالًا في تعامله مع اليونان، إذ أكد أن الهدف هو الاحتفاظ بهذا البلد داخل منطقة اليورو. وبحسب وكالة آكي الإيطالية للأنباء، قال الرئيس الفرنسي: "الهدف هو الابقاء على اليونان داخل منطقة اليورو، لذلك لا بد من العمل بمسؤولية وإظهار التضامن والسرعة، والمسؤولية تعود لليونان التي أعلنت عن مقترحات، لكن لم يتم تحديدها وبلورتها بعد، ونحن ننتظر ذلك".
&
وأكد هولاند أن التعاون مع اليونان يتعلق بمدى قدرة دول اليورو على إعداد رؤية على مدى متوسط متعلقة بديونها، "إذ لا يتعين العودة إلى بحث هذا الموضوع كل ثلاثة أشهر، ويجب علينا تجاوز الصعاب بشكل نهائي، إن كان ذلك ممكنًا، كما يتعين تقديم مساعدة فورية لليونان واعداد مخطط عمل مستقبلي".&وأعاد التأكيد على أن زعماء منطقة اليورو ما زالوا بانتظار أن تحدد أثينا المقترحات التي تحدثت عنها، معبرًا عن أمله أن يتم التوصل إلى حل للأزمة خلال الأسابيع القادمة.
&
رأي آخر
&
لكنّ لرئيس الوزراء البلجيكي شارل ميشيل رأيًا آخر، فهو يتبنى نظرة متشددة تجاه اليونان، وتجاه تسيبراس تحديدًا. قال: "نريد أن نسمع من تسيبراس مقترحاته اليوم". واتهم ميشيل نظيره اليوناني صراحة بالمماطلة، وقال: "هناك شعور بالتعب من رئيس حكومة يماطل ويتهرب من اللحظة التي عليه فيها أن يتحمل مسؤولياته تجاه شعبه أولًا"، مشددًا على أن دول اليورو لا تستطيع إلزام أي طرف على فعل أي شيء، ومشيرًا إلى أن تسيبراس يغامر بموقع بلاده في منطقة اليورو إذا لم يعلن اليوم عن اقتراحات جدية ومقبولة وتتمتع بالمصداقية.
&
&ويظهر المراقبون تشاؤمًا بإمكانية أن تسفر القمة عن شيء محدد، في ظل الانقسام في المقاربات وعدم وجود مخطط مشترك لما يجب عمله تجاه اليونان.&وفي سياق متصل، أعلن البرلمان الأوروبي أنه سيستقبل رئيس الوزراء اليوناني لإلقاء كلمة أمام النواب في ستراسبورغ يطلعهم من خلالها على حقيقة الوضع اليوناني.
&
إلى المفاوضات
&
من ناحيته، عبر رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر عن رغبته في تفادي أي سيناريو يؤدي إلى خروج اليونان من منطقة اليورو، وذلك أثناء مداخلته في البرلمان الأوروبي، وقال: "حان الوقت للعودة إلى طاولة المفاوضات". وتلعب المفوضية الأوروبية دور الوسيط بين أثينا والدائنين (صندوق النقد الدولي والمصرف المركزي الأوروبي ودول مجموعة اليورو)، وكانت المفوضية ألمحت إلى أنها لا تستطيع التفاوض مجددًا مع اليونان من دون تفويض واضح من دول مجموعة اليورو.
&
وبدا يونكر متوترًا خلال مناقشته مع النواب البرلمانيين، الذين أخذوا عليه استمرار استعماله لهاتفه المحمول أثناء الجلسة، وقال: "أوقفوا هذه الثرثرة، أنا أتواصل مع رئيس الوزراء اليوناني أليكسيس تسيبراس عبر الرسائل النصية"، مطالبًا البرلمانيين الأوروبيين بتركه يقوم بعمله. وتعتبر مداخلة يونكر الأولى له علنًا منذ الرفض اليوناني.& وينعقد في العاصمة البلجيكية أيضًا مجلس استثنائي لوزراء مالية مجموعة اليورو، في ظل ورود أنباء عن نية أثينا تقديم مقترحات جديدة للقمة.&ويطالب الأوروبيون والأطراف الدائنة السلطات في أثينا التصرف بمسؤولية وشفافية وتقديم مقترحات جديدة لإعادة التفاوض بشأن إتفاق يمكن البلاد من القيام بإصلاحات مقابل الحصول على أموال لسداد ديونها ولتعزيز الحركة الإقتصادية المشلولة حاليًا، والعودة للنمو.
&