تثير زيارة رئيس الوزراء اليوناني الكسيس تسيبراس الى روسيا الاربعاء والخميس في اوج مفاوضات حاسمة مع دائني اثينا الاتحاد الاوروبي وصندوق النقد الدولي، تكهنات كثيرة حول رغبة في التقارب بين اثينا وموسكو تبقى فرصها محدودة في الواقع.
&
وقال وزير المال يانيس فاروفاكيس في حديث نشرته الاثنين صحيفة نافتينبوريكي ان اثينا تدرس الامور: من جهة الازمة اليونانية يجب ان "تتم تسويتها في اطار الاسرة الاوروبية (...) والاتحاد الاوروبي"، ومن جهة اخرى "هناك العلاقات مع دول خارج الاتحاد الاوروبي" التي هي "في اطار مختلف تماما".
&
وتصريحات الوزير اليوناني واضحة جدا فان اليونان لا تبحث عن مساعدة مالية الا لدى شركائها الاوروبيين لكنها تحرص ايضا على الحفاظ على علاقات ثنائية مع دول اخرى.
&
الا ان الزيارات ليومين الى موسكو من قبل مسؤولين اوروبيين نادرة في ضوء الازمة الاوكرانية التي ساهمت في تدهور العلاقات بين الاتحاد الاوروبي وروسيا. ويلتقي تسيبراس في العاصمة الروسية الرئيس فلاديمير بوتين ورئيس الوزراء ديمتري مدفيديف للبحث في "التعاون الاقتصادي والتجاري في مجال الاستثمارات والطاقة والسياحة والثقافة" وفقا لمكتبه.
&
وكان وزير الخارجية اليوناني نيكوس كوتسياس زار موسكو في شباط/فبراير بعد اقل من ثلاثة اسابيع على فوز حزب سيريازا اليساري الراديكالي في الانتخابات التشريعية في 25 كانون الثاني/يناير وسيحل رئيس الوزراء مجددا ضيفا على الكرملين في ايار/مايو كواحد من القادة الاوروبيين النادرين لحضور الاحتفالات بالذكرى السبعين لانتصار الحلفاء.
&
ومن الصعب في هذه الاجواء اقامة علاقات دبلوماسية عادية حتى وان اظهرت اليونان في ظل مختلف الحكومات، تعاطفا مع روسيا.
&
ولم تتأخر التحذيرات، فقد طلب رئيس البرلمان الاوروبي مارتن شولز في حديث في نهاية الاسبوع لصحيفة هانوفرشي الغمايني تسايتونغ من تسيبراس "عدم اثارة استياء شركائه الاوروبيين" من خلال كسر اجماع الاتحاد الاوروبي حول روسيا.
&
وذلك في وقت تجري الحكومة اليونانية مفاوضات صعبة مع دائنيها، الاتحاد الاوروبي وصندوق النقد الدولي، للحصول على اموال ضرورية لتصحيح اوضاعها المالية.
&
وفي مقابلة لصحيفة راينيشي بوست فضل وزير الاقتصاد الالماني سيغمار غابرييل التقليل من شأن الغموض الجيوسياسي بالقول "لا يمكنني ان اتصور ان يكون اي شخص في اثينا مستعدا ليدير ظهره لاوروبا ويستعين بروسيا".
&
ويرى كوستانتينوس فيليس مدير الابحاث في معهد العلاقات الدولية في اثينا ان "حكومة تسيبراس تسعى الى ابقاء الغموض حول نواياها كما لو أنها تقول للاوروبيين +لا شيء مضمونا مسبقا+".
&
لكنه يعتبر انه "تكتيك" اكثر مما هو تغيير دبلوماسي في الموقف. واضاف ان "اليونان بحاجة الى الاتحاد الاوروبي وروسيا تحتاج الى اليونان في الاتحاد الاوروبي وحلف شمال الاطلسي لايجاد من يدعمها في وجه الانتقادات التي تتعرض لها (بسبب ازمة اوكرانيا) والعقوبات الاقتصادية".
&
واليونان من الدول الاوروبية المعارضة للعقوبات المفروضة على موسكو. واكد تسيبراس في مقابلة الاسبوع الماضي لوكالة انباء ايتار-تاس الروسية الرسمية انها "لا تجدي نفعا".
&
وقال فيليس ان اليونان ترى في روسيا "ورقة اضافية" في لعبتها الدبلوماسية "تسمح لها باظهار ان لاثينا العديد من الحلفاء" اكثر من كونها "بديلا" لهويتها الاوروبية.
&
وفي هذا الصدد تنتهج اليونان دبلوماسية اقرب الى اوروبا والولايات المتحدة التي يزورها وزير المال فاروفاكيس منذ الاحد، منها الى الصين.
&
ووراء لعبة التحالفات سيتم التطرق الى مواضيع ملموسة جدا خلال زيارة موسكو كسعر الغاز وامكانات مد الى اليونان مشروع "تركيش ستريم" لخط انابيب الغاز بين روسيا وتركيا والحظر على السلع الزراعية اليونانية والاستثمارات الروسية في اليونان خصوصا في البحث عن احتياطي نفطي في البحر وشركة ترينوز للسكك الحديد.
&
وقال تانوس فيريميس نائب رئيس مؤسسة الياميب اليونانية للابحاث الدولية "يتوجه تسيبراس ايضا الى ناخبيه. يريد ان يظهر بان حكومته تتحرك وتتخذ مبادرات".
&