دشّنت مجموعة "رونو" الفرنسيّة للسّيّارات&مشروعًا جديدًا في المغرب بقيمة مليار دولار، وسيؤدّي هذا المشروع إلى إحداث 50 ألف وظيفة جديدة دائمة.&
الرباط:&ترأس العاهل المغربي الملك محمد السادس، اليوم الجمعة بالقصر الملكي بالرباط، حفل إطلاق المشروع الجديد لمجموعة "رونو" الفرنسية بالمغرب، والذي يعد منطقة للأنشطة من الجيل الجديد، ومشروعًا مهيكلاً سيعزز من تموقع المغرب كبلد رائد في مجال صناعة السيارات على الصعيد العالمي، وفي تموقعه أيضًا على درب الإقلاع الصناعي والحداثة، وفي تطوير تنافسية الصادرات المغربية.
وألقى وزير الصناعة والتجارة والاستثمار والاقتصاد الرقمي &المغربي مولاي حفيظ العلمي، كلمة بين يدي الملك استعرض من خلالها الخطوط العريضة لهذا المشروع الذي يعكس الثقة التي يحظى بها المغرب على الصعيد الدولي، والتي تعد ثمرة للاستقرار الذي تنعم به المملكة، وجاذبيتها وحكامتها الجيدة.
أوضح الوزير العلمي أن الاستقرار المستدام الذي تنعم به المملكة المغربية على المستويات السياسية والاجتماعية والاقتصادية، يمنح الفاعلين الاقتصاديين مناخًا اقتصاديًّا ومؤسساتيًّا مؤاتيًا لتنفيذ أنشطتهم، مشيرًا إلى أن المنطقة الصناعية الجديدة من الجيل الجديد لمجموعة "رونو" تعد تجليًّا واضحًا على ذلك.
وأضاف العلمي أن هذا المشروع الجديد، الذي رصدت له استثمارات بقيمة 10 مليارات&درهم( مليار دولار) ، يهمّ تطوير أرضية عالمية للتموين، مسجّلاً أن "هذا المشروع سيحدث رقم معاملات إضافي قيمته 20 مليار درهم (ملياري دولار) في السنة، بما يضاعف ثلاث مرات مبلغ مقتنيات مصنع رونو من القطع المصنعة على التراب المغربي.&
وأكّد العلمي أن هذه المنصة الصناعية ستمكن من مضاعفة مناصب الشغل المحدثة من طرف رونو بثلاث مرات، وذلك من خلال إحداث 50 ألف منصب جديد دائم، مشيرًا إلى أن تكوين الأطر الجديدة سيتم بمقتضى التدابير المتخذة سلفًا، والتي يتوفر عليها قطاع السيارات.
وأشار الوزير المغربي إلى أن هذا الالتزام الجديد لمجموعة "رونو" يندرج في إطار التوطين المشترك الذي ليس بوسعه إلا أن يعود بالنفع سواء على فرنسا أو المغرب، مبرزًا أن هذا المشروع سيمكن من بلوغ معدل اندماج محلي بنسبة 65 في&المئة.
وأكّد أنه "بمعدل اندماج مماثل، سنبلغ الحجم الضروري، والذي طالما انتظره مصنعو الآليات، وذلك من أجل الاستقرار على التراب الوطني".
وأضاف العلمي &"سنبدأ من اليوم، بطنجة، تنزيل هذا المشروع، من خلال إبرام اتفاقية (مصنعي آليات رونو)، والذي سيضم أزيد من 600 شخص ".
وأشار العلمي،&الذي سلط الضوء على الوقع الإيجابي لمخطط التسريع الصناعي وإعادة هيكلة القطاع الصناعي في شكل منظومات، إلى أن المملكة المغربية تمكنت، بفضل هذه الاستراتيجية الصناعية، من ولوج ، وفي ظرف قياسي، الدائرة المغلقة ل31 بلدا منتجا ومصدرا للمحركات.
وأكد أن المنظومات الصناعية الفعالة في مجال السيارات ستمكن من تعزيز مكانة القطاع الصناعي في اقتصاد المغرب، وهو ما سيتيح مضاعفة مناصب الشغل في أفق سنة 2020، عبر الارتقاء بها إلى أزيد من 160 ألف، فضلا عن صادرات السيارات التي ستصل إلى أزيد من 100 مليار درهم في السنة.
من جانبه، أشاد مدير العمليات لمنطقة إفريقيا - الشرق الأوسط- الهند بمجموعة رونو &بيرنارد كامبيي، برؤية ماك المغرب التي مكنت من تسريع وتيرة التصنيع في البلاد من خلال تطوير الأوراش الكبرى، من قبيل ميناء طنجة- المتوسط والبنيات التحتية الحديثة وجيدة الأداء.وقال إن مجموعة رونو سعيدة وفخورة بإشراكها كأحد الشركاء في هذه التنمية.&
وترأس الملك محمد السادس بهذه المناسبة &مراسم التوقيع على ثلاث اتفاقيات تتعلق بالمشروع الجديد لرونو.
وتتعلق الاتفاقية الاولى بإنشاء منظومة صناعية من الجيل الجديد تابعة لمجموعة رونو، وقّعها محمد بوسعيد وزير الاقتصاد والمالية، ومولاي حفيظ العلمي ، وبيرنارد كامبيي.
اما الاتفاقية الثانية فتتعلق بالعقار الصّناعي، وقّعها كل من &محمد حصاد وزير الداخلية، ومحمد بوسعيد، ومولاي حفيظ العلمي، وبيرنارد كامبيي، وخالد سفير والي ( محافظ) جهة الدار البيضاء- سطات، ومحمد اليعقوبي والي جهة طنجة- تطوان- الحسيمة، ومصطفى الباكوري رئيس مجلس جهة الدار البيضاء- سطات، وعبد اللطيف زغنون المدير العام لصندوق الإيداع والتدبير، وفؤاد البريني رئيس مجلس الرقابة للوكالة الخاصة طنجة- المتوسط.
وتتعلق الاتفاقية الثالثة بتكوين الأطر والتكوين المهني في قطاع السيارات، وقعها محمد بوسعيد، ومولاي حفيظ العلمي، وبيرنارد كامبيي، ورشيد بن المختار وزير التربية الوطنية والتكوين المهني، ولحسن الداودي وزير التعليم العالي والبحث العلمي وتكوين الأطر، وعبد السلام الصديقي وزير التشغيل والشؤون الاجتماعية، والعربي بن الشيخ المدير العام لمكتب التكوين المهني وإنعاش الشغل، ومارك ناصف المدير العام لرونو المغرب، وحكيم عبد المومن رئيس شبكة معاهد التكوين في مهن صناعة السيارات.&
التعليقات