إيلاف من دبي: أكد المشاركون في آخر جلسات اليوم الأول من الدورة الرابعة من القمة العالمية للاقتصاد الإسلامي 2018 التي تنظم فعالياتها تحت شعار "معًا لريادة المستقبل" على أهمية الابتكار والتطبيقات التقنية الحديثة في تعزيز وتنمية الاقتصاد الإسلامي، إضافة إلى تفعيل دور المؤثرين لتحقيق التغيير الإيجابي في الاقتصاد الإسلامي مع تعزيز المكانة الاجتماعية والدور الكبير لريادة الأعمال في جميع قطاعات الاقتصاد الإسلامي.

فأشار الدكتور محمد أورانجزب، عالم البيانات الرئيس في شركة "KenSci Inc" من الولايات المتحدة الأميركية، إلى ضرورة التركيز على الأسئلة والمشكلات لتحقيق الابتكار". أضاف "التحدي الحقيقي ليس ابتكار التكنولوجيا، بل حث أفراد المجتمع على تبنيها، لأنها الأساس لأحداث التغييرات المطلوبة وابتكار آفاق جديدة للتطور والنمو في جميع القطاعات بما فيها الاقتصاد الإسلامي".

أما الدكتور جيمس فاغموس، العالم في مجال الكومبيوتر، في جامعة ستانفورد الأميركية فاعتبر أن "الاقتصاد الإسلامي هو اقتصاد عالمي، والفرص فيه ثرية وواعدة للابتكار، ويجب إطلاق مقدرات أصحاب الطاقات في المنطقة لابتكار الحلول المثالية للمشكلات، وبالتالي تعزيز الاقتصاد الإسلامي". أضاف: "قبل أن نحتفي ببيئة الابتكارات الجديدة، علينا أن نحتفل بإنجازات المبتكرين من المسلمين الموجودة مسبقًا".

وتحدثت سوفي ليندبلوم، الرئيس التنفيذي لشركة "Ideation360" عن أهمية مشاركة المرأة في قطاع صناعة التكنولوجيا لدفع عجلة الابتكار، ونشر ثقافة المساواة والاختلاف.

في جلسة "المؤثرون في المشهد الإسلامي عالميًا" أكدت الدكتورة لمياء الحاج، بروفسور مساعد في جامعة السلطان قابوس على أهمية التأثير الاجتماعي لإحداث التغيير الإيجابي والذي يتم من خلال تحديد ثلاث نقاط رئيسة هي السبب، والكيفية، والغاية.&

بدوره أشار كريس بلاوفيرت، الرئيس التنفيذي ومؤسس شركة لاونسن غود، في الولايات المتحدة إلى أهمية الأعمال الخيرية التي تقوم بها المجتمعات المسلمة في مختلف دول العالم لدعم المحتاجين من مختلف الأديان، وقد استطاع جمع تمويل من خلال شركته على مدى السنوات الخمس الماضية وصل إلى 55 مليون دولار يستخدم للقضايا الإنسانية في مختلف أنحاء العالم.&

أكد كريس أن الوقت قد حان للاقتصاد الإسلامي وأنه يجب العمل على تقوية دور ما سماه "المجتمع العالمي للمسلمين المتعلمين الذين يتحدثون اللغة الإنكليزية" والذي يبلغ تعداده في مختلف دول العالم 248 مليون فرد.

من جهته أشار مدثر أحمد، الشريك الإداري في يونيتاس كوميونيكاشنز إلى ضرورة التعريف بالإسلام بالشكل الصحيح، وخاصة في ظل التحديات وحملات التشويه التي يتعرض لها مشددًا على وجوب تحديد الفئة المستهدفة التي يجب أن يتوجه إليها الخطاب الإسلامي.

وأكد المشاركون في جلسة الدور الاجتماعي لريادة الأعمال أنه في ظل المتغيرات التي يمر بها عصرنا الحالي، من ثورة صناعية رابعة ومتغيرات تكنولوجية وتطبيقات الذكاء الاصطناعي، للاقتصاد الإسلامي فإن هناك فرصة ذهبية لدخول أسواق جديدة بقطاعاته المختلفة.&

وأشار عدنان الدوي رائد الأعمال من المغرب، إلى أن ريادة الأعمال المجتمعية يجب أن تعمل وفق منظومات عمل متكاملة تساهم في تحقيق مستهدفات التنمية المستدامة، منوهًا بأن الاقتصاد الإسلامي لديه القابلية للتصدي للعديد من التحديات التي قامت الأمم المتحدة بتسميتها، كمكافحة الجوع، وخلق فرص عمل على سبيل المثال، وتخفيض الاستهلاك، وتهيئة نظام بيئي متوازن.&

أضاف الدوي بأن البلدان التي تستثمر في ريادة الأعمال المجتمعية هي البلدان المتقدمة والأغنى... وهنا المفارقة لأن البلدان النامية يجب أن تحذو حذوها، وهي بحاجة أكثر إلى الاستفادة من مرونة الاقتصاد الإسلامي في التصدي للتحديات الاجتماعية.&

كاثرين بدث من شركة نيوموني، لفتت إلى أن هناك مجموعة كبيرة من المستثمرين من أنحاء العالم يعتقدون خطأً بأن الاقتصاد الإسلامي هو نظام مالي أو اقتصادي متعلق بمنطقة معينة أو بأشخاص معينين، "بينما أثبتت التجارب العالمية، وخصوصًا في البلدان الاسكندنافية والتي بدأت بتطبيق منظومات من الاقتصاد الإسلامي عكس ذلك.

من جانبه أكد يوسف كيرس من إكسبو 2020، أن ريادة الأعمال المجتمعية يجب أن توظف الابتكار كحل القضايا المجتمعية، مستندة بذلك إلى مرونة الاقتصاد الإسلامي، ولكنها بحاجة إلى دعم وتمويل وتمكين لكي تتمكن من النهوض بالمجتمعات التي تعمل بها.&

ناقشت جلسة تكنولوجيا الخدمات المالية جاهزية الاقتصاد الإسلامي لتبني مستجدات التكنولوجيا و تقنيات الـ "فنتك" في مجال الخدمات المالية والمصرفية. فقال رافي حنيف، الرئيس التنفيذي لمصرف CIMB، من ماليزيا: "السوق المالية والاقتصاد الإسلامي بشكل عام لا يزالان بحاجة إلى الارتقاء بمستويات البنى التحتية من أنظمة و تطبيقات، لكن هناك أنواعًا أخرى من التحديات في الدول التي تمتلك مقومات التطور حيث تشكل صعوبة إعادة توجيه الرؤى والتجديد في الأفكار لمواكبة التغيرات المتسارعة عقبات كبيرة أمام تطور الاقتصاد الإسلامي القائم على مبادئ محددة وتقليدية".

من جانبه اشار آفاق خان، رئيس مجلس إدارة مصرف الراجحي، من دولة الإمارات إلى أن "الاقتصاد الإسلامي يشهد الآن مرحلة من النمو الملحوظ في مختلف مكوناته التي تضع صناع القرار اليوم أمام تحدي إيجاد حلول لاستدامة هذا النوع من الاقتصاد وجذب المزيد من المتعاملين في المستقبل".