مع انضمام المملكة العربية السعودية إلى مؤشرات رئيسية لأسواق الأسهم الناشئة، تشير التوقعات الى أن ذلك سيؤدي إلى جذب نحو 20 مليار دولار أي ما يعادل نحو 75 مليار ريال، من تدفقات الصناديق الخاملة.

وحسب ما أوردت وكالة "رويترز" العالمية، فإن المملكة تعد أكبر إضافة حديثة للمؤشرات العالمية وأكبرها مؤشر ام.اس.سي.آي للأسواق الناشئة الذي تنضم إليه في مايو وسيمنح ام.اس.سي.آي المملكة وزنا يبلغ 2.7 بالمئة، أي في منزلة بين روسيا والمكسيك.

وارتفعت البورصة السعودية 0.2 بالمئة اليوم الأحد، قبل يوم من انضمامها لمؤشر فوتسي راسل للأسواق الناشئة، بينما تباين أداء الأسواق الخليجية الأخرى حيث فقدت البورصة القطرية 0.8 بالمئة بسبب ضعف أسهم البنوك والشركات العقارية.

كما تأمل السعودية أن يعزز الانضمام الذي يبدأ الاثنين بدخول مؤشر فوتسي للأسواق الناشئة، مسعاها لأن تصبح وجهة رئيسية لرأس المال الأجنبي، وفقا لما تشير رويترز.

وقال محمد فيصل بوتريك رئيس البحوث في الرياض المالية "يمكن أن نتوقع تدفقات بين 90 و100 مليار ريال (24-27 مليار دولار)".

وأضاف أن من المنتظر أن ترتفع قيم التداول 14 بالمئة إلى 100مليون دولار يوميا في أعقاب ضم السعودية لمؤشرات الأسهم الرئيسية.

وتنقل رويترز عن ألكسندر ردمان، وهو رئيس استراتيجية أسهم الأسواق الناشئة العالمية في كريدي سويس، قوله: "الوزن التناسبي الأولي على المؤشر البالغ 2.7 بالمئة (بالنسبة لمؤشر ام.اس.سي.آي) أكبر كثيرا من عمليات الضم السابقة للمؤشر في العقد المنصرم.&

"في ضوء أن الأصول التي تديرها الصناديق الخاملة في الأسواق الناشئة أكبر بكثير منها أثناء انضمامات سابقة للمؤشر، فهذا يعني أنه سيكون هناك كم كبير من المشتريات الأجنبية الصافية للأسهم السعودية".

ويقول المحللون إن خطى المستثمرين لبناء مراكز مسبقة قبل بدء إجراءات الضم كانت بطيئة، لكن أرقام كابيتال تعزو ذلك إلى القلق بشأن تأجيل مشروعات عملاقة والقيود المالية في المملكة والتقييمات المرتفعة للشركات المدرجة في السعودية والمخاوف من أن يؤدي بيع أصول حكومية إلى فائض في المعروض بسوق الأسهم.

وقال إدوارد إيفانز مدير محفظة الأسواق الناشئة في مجموعة أشمور "كما لوحظ في كثير من الأسواق الأخرى الآخذة بالنهوض، فإن عملية الإصلاح ليست سلسة دائمة".

ويضيف: "رأينا ذلك في السعودية في الأسلوب غير التقليدي نوعا ما لصناعة القرار هناك في السنوات القليلة الماضية، ومن المأمول أنه مع اندماج المملكة أكثر في الأسواق المالية العالمية، ستصبح هناك إمكانية أكبر للتنبؤ بالسياسات".

وواجه مسعى المملكة لتنويع موارد الاقتصاد المعتمد على النفط بعض العثرات من بينها ركود في 2017 وتأجيل خطط إدراج أسهم شركة النفط العملاقة أرامكو.

ويملك صندوق الاستثمارات العامة، وهو صندوق الثروة السيادي للمملكة، وصناديق أخرى مملوكة للدولة نصيب الأسد من الاسهم السعودية بشكل غير مباشر.

ويُقدر المحللون أن الانضمام للمؤشر يعد فرصة لتلك الصناديق لبيع حيازاتها التي تصل لنحو أربعة بالمئة من السوق.

وزادت المشتريات الصافية للأجانب منذ بداية العام إلى 2.1 مليار دولار، لكنها تظل أقل من التدفقات المتوقعة للصناديق الخاملة والنشطة التي قد تصل إلى 60 مليار دولار بحسب أرقام كابيتال.

وقالت إن المخاوف من أن الحكومة قد تغالي في بيع الأسهم بالسوق بشكل سيضغط على القيم كانت في غير محلها، إذ أن مبيعات المؤسسات المحلية، لاسيما صناديق الاستثمار، أقل بكثير من مشتريات الأجانب في الأيام الأخيرة.

وقال فراجيش بهانداري مدير المحفظة لدى المال الكابيتال في دبي ”نتوقع أن تلبي الكيانات المرتبطة بالحكومة السعودية مثل صندوق الاستثمارات العامة الطلب اللازم على الأسهم بشكل محكوم“.