باريس: تستعد فرنسا لإضراب سيكون من بين الأوسع نطاقًا في السنوات الأخيرة، حيث سيتوقّف الخميس عمال النقل المشترك ومعلمو المدارس عن العمل، في تحرّك يتوقّع أن يشلّ البلاد التي تشهد تصعيدًا في المواجهة بين الرئيس إيمانويل ماكرون والنقابات.

والخميس سيتوقف نحو 90 بالمئة من القطارات السريعة عن العمل، وستغلق غالبية قطارات الأنفاق في العاصمة الفرنسية، كما ستلغى مئات الرحلات الجوية، وستقفل غالبية المدارس أبوابها احتجاجًا على تعديلات ينوي ماكرون إدخالها على نظام التقاعد.

والإضراب المفتوح الذي قد يستمر لأيام يحمل أوجه شبه مع المواجهة التي وقعت بين نوفمبر وديسمبر من العام 1995 بين الحكومة والنقابات والتي شلّت البلاد لنحو ثلاثة أسابيع.

سيتعيّن على العاملين أن يعملوا من منازلهم أو أن يجدوا بديلًا من التوجه إلى مكان عملهم سواء بتشارك السيارات أو استئجار الدراجات.

سيشكل الإضراب اختبارًا حقيقيًا لماكرون، الذي فاز بالرئاسة إثر حملة انتخابية وعد فيها بإجراء تحوّل في فرنسا، وبإعادتها إلى مكانتها الرائدة على الساحة الدولية، ولقدرته على تنفيذ مشروعه.

ودعت نقابات عديدة لوسائل النقل المشترك العاملين فيها إلى الإضراب لإنقاذ نظام التقاعد الخاص بهم الذي يفترض أن ينتهي في إطار إصلاح يريده ماكرون.

ينص الإصلاح على إنهاء كل الأنظمة الخاصة التي يستفيد منها بعض الموظفين والعاملين في الشركات العامة الكبرى وقلة من القطاعات المهنية الأخرى (البحارة وموظفو أوبرا باريس وغيرهم...)، وفرض نظام عام للتقاعد يعتمد على النقاط.

وتعتبر الحكومة أنظمة التقاعد مكلفة جدًا. ففي قطاع النقل في باريس بلغ معدل سن التقاعد 55.7 عامًا في 2017 مقابل 63 عامًا لمتقاعدي النظام العام بحسب تقرير رسمي نشر في يوليو.

أما النقابات، فتؤكد أن هذا النظام الخاص يأخذ في الاعتبار "قيودًا محددة" و"صعوبات مرتبطة بطبيعة عملهم في الخدمة العامة".
سبب إضراب نفّذه قطاع النقل في العاصمة الفرنسية في 13 سبتمبر، احتجاجًا على تعديل نظام التقاعد، اضطرابًا كبيرًا في الحركة في باريس.

&&