بروكسل: تعهّدت ألمانيا الخميس بتقديم المزيد من المساهمات في ميزانية الاتحاد الأوروبي الذي يجتمع قادته بعد الظهر في قمة عبر الفيديو مخصصة لإيجاد حلول تُخرج الدول الأوروبية من الركود الناجم عن تفشي وباء كوفيد-19.

في هذا الوقت، حذرت منظمة الصحة العالمية من أن مكافحة فيروس كورونا المستجدّ ستكون طويلة الأمد، منبّهةً من أي تراخ في التدابير المفروضة في الدول المتحمّسة لإعادة إطلاق اقتصادها بعد اسابيع من تدابير العزل والإغلاق والحجر.

ويبدو القادة الأوروبيون منقسمين حول الحلّ الذي يجب تبنيه ما سيُرغمهم على تأجيل اتخاذ أي قرار مهم.

وتستمرّ الأضرار الاقتصادية لإجراءات العزل في التفاقم في القارة الأكثر تضرراً من الوباء في العالم بتسجيلها أكثر من 112 ألف وفاة جراء الفيروس من أصل 180 ألفاً هو إجمالي الوفيات في العالم منذ ظهور الفيروس في الصين للمرة الأولى في ديسمبر الماضي.

تراجع قياسي في النشاط

في منطقة اليورو، سجل نشاط القطاع الخاص انهيارا بوتيرة "غير مسبوقة" في أبريل، وفق تقديرات أولية لمؤشر مديري المشتريات المركّب أصدرها مكتب "ماركيت" للخدمات والمعلومات المالية الخميس.

ويرى الخبير الاقتصادي لدى ماركيت كريس ويليامسون أن هذه المعطيات "تنذر بانكماش فصلي في اقتصاد منطقة اليورو بنسبة 7,5%".

وفي محاولة لاستئناف النشاط الاقتصادي، بدأت دول أوروبية عدة بتخفيف تدريجي لاجراءات العزل التي فرضت على السكان منذ الشهر الماضي.

في ألمانيا، فتحت متاجر الأغذية والمكتبات ووكلاء السيارات وغالبية المحال التي لا تزيد مساحتها عن 800 متر مربع، أبوابها الاثنين. وتبقى الحانات والمطاعم والأماكن الثقافية والنوادي الرياضية مغلقة. وسيُعاد فتح المدارس الابتدائية والثانوية تدريجياً.

وبدأت النمسا والنروج والدنمارك أيضاً تخفيف إجراءات العزل مع الإبقاء على بعض قواعد "التباعد الاجتماعي".

كذلك، تستعد إيطاليا وفرنسا وسويسرا وفنلندا ورومانيا لتخفيف الحجر بحذر.

وإيطاليا حيث توفي 25 ألفا و85 شخصا، وإسبانيا (22 ألفاً و157 شخصاً)، هما البلدان الأكثر تضررا في أوروبا من الوباء، تليهما فرنسا (21 ألفا و340 وفاة) وبريطانيا (18 ألفا ومئة).

وقال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس ادانوم غيبريسوس الأربعاء في مؤتمر صحافي عبر الفيديو "لا يخطئن أحد: أمامنا طريق طويل. هذا الفيروس سيكون معنا لفترة طويلة". وعبر عن خشيته خصوصا من "خطر" "التهاون" أمام الوباء العالمي.

ورغم هذه التحذيرات، قررت ولاية جورجيا في الولايات المتحدة إعادة فتح مراكز رسم الوشوم ومحال العناية التجميلية وصالات الرياضة اعتبارا من الجمعة. وستعيد دور السينما والمطاعم فتح أبوابها الاثنين، وسيترتب عليها فرض تدابير صارمة من حيث المسافة الصحية اللازمة.

ورفض كثيرون القرار بينهم الرئيس الأميركي دونالد ترمب رغم أنه متحمّس جداّ "لإعادة إطلاق" اقتصاد أول قوة اقتصادية في العالم. وقال إنه "يختلف بشدة" مع حاكم الولاية الواقعة في جنوب البلاد، معتبراً أن المحال المعنية بالفتح لا تشكل جزءاً من التوجيهات المتعلقة بالمرحلة الأولى التي وضعها البيت الأبيض.

من المبكر جداً

وأضاف ترمب "من المبكر جداً، يمكن أن ينتظروا قليلاً بعد"، في حين سجلت الولايات المتحدة 46583 وفاة بالفيروس، وهي الدولة الأكثر تضرراً من الوباء في العالم. علما أن الأرقام مطلقة ولا تأخذ بالاعتبار المقارنة بين عدد الإصابات والوفيات وعدد السكان في كل بلد.

وتبدأ فيتنام التي تسجّل رسمياً أقل من 300 إصابة ولا وفيات لديها، بالخروج من العزل. ومنذ مطلع فبراير، كانت فيتنام علّقت كل الرحلات إلى الصين وأغلقت حدودها الأرضية مع الجمهورية الشعبية الممتدة على 1300 كلم.

في إفريقيا، أطلقت دول عدة أو قنوات خاصة تعليما عبر التلفزيون لمحاولة تعويض إغلاق المدارس والجامعات.

في هذا الوقت، عبرت الأمم المتحدة عن تخوفها من "كارثة إنسانية عالمية". وقالت إن عدد الأشخاص الذين يعانون من المجاعة يمكن أن يتضاعف ليبلغ "أكثر من 250 مليون شخص بحلول نهاية 2020"، على حد قولها.

في مدينة كومانا في فنزويلا، أُصيب سبعة أشخاص بجروح الأربعاء خلال تظاهرة للمطالبة بالطعام تحولت إلى عمليات "نهب" للمحال التجارية.

وقال فريدي ماغو، وهو مزارع انضم إلى المتظاهرين، لوكالة فرانس برس، "ليس لدينا غاز ولا ماء ولا طعام لنأكله (...) لا يوجد وقود للنقل".

ودعا رئيس طاجيكستان، الدولة التي تؤكد أنها لا تزال بمنأى عن الوباء العالمي، الخميس إلى عدم الصوم أثناء شهر رمضان لعدم التعرض "للأمراض المعدية".

وفي ظل إجراءات العزل، لن تكون هناك تجمعات لإفطارات رمضان ولا لصلوات التراويح ولا لقاءات للأصدقاء في وقت متأخر من الليل ولا رحلات إلى المدن المقدسة لمعظم المسلمين حول العالم.

وقال تاولانت بيكا، أحد المسؤولين في الطائفة المسلمة الألبانية، إن رمضان سيكون "للانفراد، كل شخص بعيد عن الآخرين وبعيد عن المساجد".

الصين تقدم المزيد لمنظمة الصحة

وأعلنت الصين الخميس أنها ستدفع ثلاثين مليون دولار إضافية لمنظمة الصحة العالمية بعد تعليق الولايات المتحدة مساهمتها المالية في المنظمة الأسبوع الماضي.

وقال ناطق باسم وزارة الخارجية الصينية غينغ شوانغ إن هذا المبلغ "سيستخدم في الوقاية من وباء كوفيد-19 ومراقبته ودعم تطوير الأنظمة الصحية في الدول النامية".

وانتعش السباق لتطوير لقاح في العالم بمشاركة كل الدول والمختبرات الكبرى وشركات الأدوية بعدما أعطت السلطات الاتحادية الألمانية المكلفة المصادقة على اللقاحات، الأربعاء الضوء الأخضر لمختبر "بايوتيك" والمجموعة الأميركية العملاقة لصناعة الأدوية "فايزر" لإجراء تجارب سريرية على البشر.

ويجري حاليا، حسب خبراء، اختبار خمسة مشاريع لقاحات على البشر في العالم. لكن يتوقع أن يحتاج تطوير مركب فعال وآمن بين 12 و18 شهرا على الأقل.