الرياض: أعلنت شركة "أرامكو" السعودية" الخميس أنها جمعت ستة مليارات دولار في أولى عملياتها لبيع صكوك متوافقة مع أحكام الشريعة الإسلامية مقوّمة بالعملة الأميركية، في خضم سعيها لتمويل مدفوعاتها الضخمة.

وأوضحت الشركة أن الإصدار يتكوّن من ثلاث شرائح من الصكوك الرئيسية التي تتراوح مواعيد استحقاقها خلال ثلاث وخمس وعشر سنوات.

وجاء في بيان للشركة أنها "نجحت في جمع 6 مليارات دولار بعد بيع صكوك متوافقة مع أحكام الشريعة الإسلامية ومقوّمة بالدولار الأميركي، إلى كبار المستثمرين المؤسسين".

ونقل بيان للشركة عن رئيسها وكبير إدارييها التنفيذيين المهندس أمين بن حسن الناصر وصفه عملية البيع هذه بأنها "إنجاز نوعي" قال إنه "الأكبر في تاريخ إصدار صكوكٍ بالدولار للشركات في العالم".

بدوره قال النائب الأعلى للرئيس للمالية والاستراتيجية والتطوير في أرامكو خالد الدباغ "نحن سعداء بالإقبال القوي على طرحنا الدولي الأول للصكوك والذي أدّى إلى تحقيق أكبر سجل طلبات على الإطلاق على مستوى العالم لصفقة صكوك مقوّمة بالدولار".

وأوضح الدباغ أن الإصدار استقطب "أكثر من 100 مستثمر جديد ومن دول مختلفة، منهم من لم يسبق له الاستثمار في الصكوك".

وتأتي عملية بيع الصكوك هذه بعد عرضين سابقين لبيع سندات لم يكونا متوافقين مع الشريعة الإسلامية، الأول بلغت قيمته الإجمالية 12 مليار دولار في 2019 والثاني 8 مليارات دولار في تشرين الثاني/نوفمبر من العام الماضي.

وتسعى الشركة إلى جمع الأموال للمساهمة في تسديد حصص أرباح سنوية قدرها 75 مليار دولار، وهي مصدر إيرادات رئيسي للحكومة السعودية، أكبر مالكي أسهم أرامكو.

وتعهدت أرامكو بتسديد حصص الأرباح قبيل طرحها العام الأولي في البورصة السعودية في كانون/الأول ديسمبر 2019.

لكن المالية العامة للشركة تعرضت لضغوط العام الماضي عندما تراجعت أسعار النفط الخام مع تراجع الطلب العالمي بسبب جائحة كوفيد-19.

وفي الشهر الماضي، أعلنت أرامكو عن قفزة بنسبة 30 في المئة في أرباح الربع الأول بفضل انتعاش أسعار النفط، لكن مستوى التدفق النقدي للشركة لم يصل إلى مبلغ الـ18,75 مليار دولار المتوجب توزيعه كأرباح في هذا الفصل.

وتسعى أرامكو إلى جمع السيولة بينما تواجه الرياض عجزا متضخما في الميزانية العامة للمملكة الساعية إلى تنفيذ مشاريع بمليارات الدولارات لتنويع اقتصادها المعتمد على النفط.

وفي نيسان/ابريل، قالت أرامكو إنها أبرمت صفقة بقيمة 12,4 مليار دولار لبيع حصة أقلية في أعمال خطوط أنابيب النفط إلى كونسورتيوم بقيادة شركة مقرها الولايات المتحدة.