سجلت شركة أرامكو السعودية، عملاق إنتاج الطاقة العالمي، أعلى أرباح منذ إدراجها في البورصة عام 2019، مع ارتفاع أسعار النفط والغاز حول العالم.
وشهدت عملاقة الطاقة المملوكة لحكومة المملكة، قفزة بنسبة 82 بالمئة في الأرباح، حيث تجاوز صافي الدخل 39.5 مليار دولار في الربع الأول من العام الجاري.
وتأتي بيانات الأرباح بعد أيام من استعادة أرامكو المركز الأول كأغلى شركة من حيث القيمة في العالم من شركة آبل الأمريكية، للمرة الأولى منذ ما يقرب من عامين.
كما أعلنت أرامكو يوم الأحد أنها ستصدر 20 مليار سهم منحة ربحية للمساهمين، أي بمعدل سهم واحد مقابل كل 10 أسهم مملوكة بالفعل.
وقالت الشركة في بيان صحفي، إنها تلقت دعما قويا من ارتفاع الأسعار، بالإضافة إلى زيادتها للإنتاج خلال الفترة الماضية.
وارتفعت أسعار النفط والغاز بصورة كبيرة عالميا منذ الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير/شباط الماضي.
أرامكو تسجل رقما عالميا في قيمة طرحها الأولي للتداول في البورصة
أرامكو السعودية تنتزع الصدارة من أبل
جونسون يدافع عن زيارة السعودية رغم سجلها في مجال حقوق الإنسان
وعزز من مكانة السعودية سعي الدول الغربية تقليل اعتمادها على روسيا، أكبر المصدرين في العالم، وإيجاد بدائل أخرى للحصول على الطاقة سواء من النفط أو الغاز.
أما بالنسبة للأسعار فقد بدأت في الارتفاع بالفعل قبل حرب أوكرانيا، ودخل الاقتصاد العالمي بداية تعافي من آثار جائحة فيروس كوفيد19، وكان الطلب على النفط قد تجاوز العرض.
وحققت شركات طاقة أخرى أرباحا أيضا، ومنها شل وبي بي وتوتال إنيرجي، وجميعها سجلت أرباحا في الربع الأول، على الرغم من تكبد العديد منها تكاليف مالية إضافية جراء الخروج من العمليات في روسيا.
أمن الطاقة "حيوي"
قال رئيس أرامكو ومديرها التنفيذي أمين ناصر، يوم الأحد، إن الشركة "تركز على المساعدة في تلبية الطلب العالمي على الطاقة، التي يمكن الاعتماد عليها وبأسعار معقولة ومستدامة بشكل متزايد".
وأضاف أن "أمن الطاقة أمر حيوي ونحن نستثمر فيه على المدى الطويل".
وتعهدت أرامكوا في مارس/آذار الماضي، بتكثيف الاستثمار وزيادة الإنتاج بشكل كبير خلال فترة من خمس إلى ثماني سنوات مقبلة.
وزار رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، السعودية أكبر مصدر للنفط في العالم في مارس/آذار الماضي، في محاولة لإقناعها بزيادة الإنتاج وضخ المزيد من النفط في الأسواق العالمية على المدى القصير.
وتعد السعودية أكبر منتج للنفط في أوبك (منظمة البلدان المصدرة للبترول) ومن خلال زيادة الإنتاج يمكن أن تساعد في خفض أسعار الطاقة عالميا.
لكن الرياض تواجه انتقادات بسبب مجموعة من انتهاكات حقوق الإنسان، وتورطها في الصراع في اليمن المجاور، وقتل الصحفي جمال خاشقجي في عام 2018، بالإضافة لسجن معارضين ووجود عقوبة الإعدام على نطاق واسع.
كما أن شركة أرامكو نفسها تواجه أيضا تحديات أمنية بسبب الصراع في اليمن، حيث استهدف المتمردون الحوثيون بعض مواقع وخزانات الشركة داخل الأراضي السعودية، وأوقفوا مؤقتا جزءا كبيرا من إنتاج السعودية النفطي.
التعليقات