الرياض: أكد عادل بن أحمد الجبير، وزير الدولة للشؤون الخارجية السعودية، عضو مجلس الوزراء ومبعوث شؤون المناخ، أن المملكة تعمل لوضع المعايير وليس اتباعها في مواجهة التغير المناخي.

وقال: "أهدافنا عالية جداً باعتبار دولتنا أكبر مصدر للنفط في العالم، ونحن نعمل مع الكثير من الدول في مجابهة التغيّر المناخي، وقدمنا العديد من المبادرات لايجاد الحلول في المجال البيئي، منها تصميم المدن وتحويل الهيدروجين الأخضر والأزرق والطاقة النظيفة وطاقة الرياح لصالح البيئة".

وبيّن الجبير خلال مشاركته في جلسة حوارية بعنوان "المملكة العربية السعودية والمعادن، محفزات للتنمية – منظور متعدد الأبعاد" ضمن فعاليات مؤتمر التعدين الدولي في نسخته الثالثة، أن المملكة تعمل وفقاً للمبادرات الدولية سواءً المتعلقة بالمحيطات أو التقليل من استخدام البلاستيك أو مبادرات التشجير لتحقيق التنوع الاقتصادي.

وقال إن المملكة لها تاريخ ممتد في الوساطة لحلّ النزاعات، وقد أدت دوراً مهما خلال العقود الماضية لتحقيق الأمن والاستقرار الإقليميين والعالميين، مبيناً أنها وضعت مبادرة السلام العربية قبل بضعة عقود، وتواصل العمل على الوساطة في مختلف الدول التي تواجه الأزمات انطلاقًا من شعورها بمسؤولياتها تجاه المجتمع الدولي، وإيمانها في تحقيق الأمن والاستقرار لتشجيع الاستثمار وتحسين جودة الحياة للسعوديين وللعالم بأسره.

مجابهة التحديات العالمية
وأفاد الجبير بأن المملكة تعمل مع دول العالم على مجابهة التحديات العالمية لتحقيق التطور الاقتصادي ولتشجيع الاستثمارات، مشيراً إلى أن الموارد الطبيعية والمعادن التي تسمح بتحقيق التحول في الطاقة وصولاً إلى الطاقة المتجددة، يجب أن تخضع لمعايير دولية في طرق استغلالها وتمكين الشركات من استخلاصها من المناجم.

وقال: "نحن بحاجة إلى الموارد المهمة والمعادن سواءً أكانت لأغراض التطوير أو التقنية أو لتحقيق التحول في الطاقة". أضاف: "من المهم أن يكون لدينا آلية عادلة تسمح بتحقيق دمج الاقتصادات عوضاً عن استغلالها، على مختلف المستويات. فالدول التي تملك هذه الموارد يجب أن تتلقى المساعدة كي تتمكن من اقتناص الفرص الوظيفية لاستغلال ثرواتها المعدنية من خلال مدّ الجسور بين الدول المستثمرة والدول الغنية بالمعادن لتحسين التجارة والاستثمار".

وإذ شرح أن شركة معادن تقوم بالتعدين على المستوى المحلي والعالمي من خلال التعاون مع الشركات والدول التي تحوي المناجم، قال: "نسعى لتحقيق سبل الاستدامة بدمج الاقتصادات سواءً على المستوى الإقليمي أو العالمي، ليكون التعاون مفيداً للجميع.. فكلما زادت عملية الاندماج ستقل النزاعات".

حلول التغيّر المناخي
وشدد الجبير على ضرورة اعتماد الحلول المبنية على أسس علمية بمنهجية عقلانية وشمولية في مواجهة التغير المناخي. وإذ لفت للعمل على "إعادة تصميم المدن الذكية لتكون أكثر فعالية بجهود التشجير أو حبس الكربون أو السيارات الكهربائية أو الطاقة الشمسية أو الطاقة الهيدروجينية"، قال: "كل هذه العناصر ستمكننا من مواجهة التحديات المناخية".

وأشار الجبير إلى أن "المملكة لديها أكبر البرامج الاقتصادية في العالم. وهي تبذل الجهود لمساعدة الدول النامية سواءً في القطاع الصحي أو في البنى التحتية أو القطاع التعليمي، إيمانًا منها بأهمية بناء جسور التواصل والتعاون مع دول العالم".