كولونيا: توافد مئات الآلاف من محبي ألعاب الفيديو إلى مدينة كولونيا الألمانية حيث يُقام حتى الأحد معرض "غيمزكوم"، وهو حدث سنوي بارز لألعاب الفيديو في أوروبا وفرصة لاختبار الألعاب المرتقب إصدارها في نهاية العام.
وحضر مئات الأشخاص في وقت باكر من صباح الخميس أمام أحد مداخل كولنميسه حيث يقام الحدث، قبل فتح الأبواب عند الساعة العاشرة صباحا (الثامنة بتوقيت غرينتش). وقد ارتدى عدد منهم أزياء بعض شخصيات ألعاب فيديو أو شرائط المانغا اليابانية، بينما انشغل آخرون في أجهزة "سويتش" الخاص بهم بانتظار دخولهم المعرض.
وفي حديث إلى وكالة فرانس برس، قال مارك ناس (20 عاما) الذي كان يقف في الطابور منذ الساعة 6,30 صباحا برفقة أصدقائه "إنّ مانستر هانتر وايلدز ستكون لعبتنا الأولى"، ويضيف مازحا "سيتعيّن علينا الركض".
و"مانستر هانتر وايلدز" التي تشكل نسخة جديدة من سلسلة "مانستر هانتر" مرتقب إصدارها عام 2025، هي إحدى أكثر الألعاب التي ذكرها الحاضرون.
وقال فينجا (27 عاما) إنه حضر إلى المعرض لاختبار "إنزوي"، وهي لعبة تمثل محاكاة للحياة ابتكرها استوديو "كرافتون" الكوري الجنوبي، وتُعدّ منافِسَة للعبة "سيمز".
ولدى الحاضرين فرصة لمعاينة ألعاب قبل طرحها رسميا، منها مثلا "ستار وورز أوتلوو" من "يوبيسوفت" المرتقب طرحها في 30 آب (أغسطس)، و"دراغن بول سباركينغ! زيرو" من "بنداي نامكو" التي ستصدر في 8 تشرين الاول (أكتوبر).
ويجمع المعرض الذي يمتد على مساحة تزيد عن 230 ألف متر مربّع 1400 جهة عارضة بينها استوديوهات وشركات ناشرة ومتاجر متخصصة موزّعة كلها على عشر قاعات ضخمة.
واستقطب المعرض في نسخته السابقة نحو 320 ألف زائر، فيما يأمل المنظمون في العودة هذا العام إلى نسب الحضور التي كانت تُسجَّل قبل جائحة كوفيد-19، أي نحو 370 ألف مشارك.
وهذه النسخة الأولى من المعرض الألماني منذ الإعلان في كانون الاول (ديسمبر) عن الإغلاق النهائي لمعرض "ايه 3" E3 في لوس أنجليس، والذي لم ينجُ إزاء إلغاء نسخه في فترة الجائحة.
"أكبر جناح على الإطلاق"
بعدما كان 2023 عاما حافلا بالإصدارات الجديدة، مدفوعا بنجاحات كبيرة مثل "هاغوورتس ليغاسي" و"ذي ليجند اوف زيلدا: تيرز اوف ذي كينغدم"، وفي انتظار "غراند ثيفت اوتو 6" المرتقبة في العام المقبل، كان عام 2024 أقل ازدهارا لناحية الألعاب الواسعة الشعبية.
لكنّ نهاية العام تبدو أكثر حماسة لمحبي ألعاب الفيديو، مع انتظار صدور "أساسينز كريد شادووز" من "يوبيسوفت" بتاريخ 15 تشرين الثاني (نوفمبر) و"إنديانا جونز أند ذي غرايت سيركل" من استوديو "ماشينغيمز" في 9 كانون الأول (ديسمبر).
وفي ليلة افتتاح "غيمزكوم" الثلاثاء، كُشف النقاب أيضا عن ألعاب جديدة بينها "بوردرلاندز 4" و"مافيا: ذي اولد كانتري"، المرتقب إصدارهما عام 2025.
وتغيّبت شركتا ألعاب الفيديو اليابانيتان العملاقتان "سوني" و"نينتندو" عن المعرض هذا العام، إذ فضّلتا الإعلان عن ألعابهما الجديدة عبر الإنترنت.
وقد ترك غيابهما المجال مفتوحا أمام "مايكروسوفت" التي تشارك مع نحو خمسين لعبة و"أكبر جناح لها على الإطلاق" في هذا الحدث.
وترغب الشركة الأميركية الكبرى في طمأنة محبي ألعابها بعد أشهر شهدت إغلاقا لاستوديوهات ونهاية حقوق حصرية وارتفاع في الأسعار.
وقال رئيس "اكس بوكس" المملوكة لـ"مايكروسوفت" فيل سبنسر، خلال حدث ضمن "غيمزكوم": "نحن ندير شركة، وصحيح تماما أنّ التوقعات المتعلقة بالنتائج داخل مايكروسوفت مرتفعة جدا"، مضيفا أنّ "قطاع ألعاب الفيديو يواجه ضغوطا كبيرة، فبعدما شهد نموا مطردا لفترة طويلة، تبحث الجهات حاليا عن أساليب للتقدّم".
وكانت "مايكروسوفت" أعلنت الثلاثاء أنّ لعبة "إنديانا جونز أند ذي غرايت سيركل" التي كانت مُتاحة في البداية حصرا عبر أجهزتها، ستكون متوافرة في ربيع 2025 عبر أجهزة "بلاي ستايشن 5" لمنافستها "سوني". ويؤكد هذا قرار الخطوة التي بدأت في شباط/فبراير مع إتاحة أربع من ألعابها على أجهزة مُنافسة، مما يمثّل نقطة تحوّل في استراتيجيتها الرامية إلى جذب اللاعبين نحو أجهزتها مع ألعاب حصرية.
ويرمي هذا القرار أيضا إلى زيادة عائدات ألعابها، في ظل انخفاض مبيعات أجهزتها.
ويشكل "غيمزكوم" أيضا فرصة للشركات المطوّرة لاختبار ألعابها مع الجمهور.
وفي حديث إلى وكالة فرانس برس، قالت مارينا دييز الحاضرة لمواكبة عرض لعبة "ذي برلين أبارتمنت" من استوديو "بي تي اف" الألماني المستقل "هذه المرة الأولى التي نعرض فيها لعبة لنا في حدث كبير، قبل إصدارها العام المقبل".
وأضافت "من خلال عرض اللعبة في هذا الحدث، يمكنني أن ألاحظ ما الذي سيعجب اللاعبين أكثر، وما الذي يواجهون صعوبة فيه"، مشيرة إلى أنّ عرض لعبة في حدث بارز "يساعد على تحديد المشاكل التي يُحتمل أن تُسجَّل".
"مهرجان كان السينمائي"
يؤدي المعرض في خلفيته دورا آخر، إذ يشكل فرصة لجمع مبتكري الألعاب وناشريها والتناقش في ما بينهم، وإيجاد تمويل للبعض، وتحديد نجاح مستقبلي لآخرين.
وقال مدير استوديو "اومو لودينس" الفرنسي المستقل ديفيد رابينو "إن غيمزكوم مشابه إلى حد ما لمهرجان كان السينمائي من الناحية التجارية".
وأشار إلى أنّ "الميزانيات أصبحت راهنا أقل"، وأنّ الجهات الناشرة التي تموّل إنتاج الألعاب باتت أكثر انتقائية.
والتحديات كبيرة في ظل ما شهده مجال ألعاب الفيديو هذا العام مع إغلاق استوديوهات وصرف عدد كبير من الموظفين.
وبحسب إحصاء لموقع "غايم إنداستري لايوف"، خسر ما لا يقل عن 11 ألف محترف في هذا القطاع وظائفهم في مختلف أنحاء العالم خلال الأشهر السبعة الأولى من العام 2024، في رقم أعلى مما سُجّل سنة 2023 بأكملها (حوالى 10500 شخص).
التعليقات