إيلاف من بغداد: يواصل العراق جهوده من أجل النهوض بقطاع النفط والغاز حرصا من حكومته برئاسة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني على الاستثمار الأمثل لثروات العراق، وسعيا وراء تحقيق الاكتفاء الذاتي من الكهرباء والقضاء على ممارسة حرق الغاز التي تهدر مليارات الدولارات فضلا عن اضراراها الصحية على المواطنين.

فقد رعى السوداني في بغداد توقيع اتفاق تأهيل وتطوير حقول كركوك الأربعة، بين شركة نفط الشمال التابعة لوزارة النفط، وشركة بريتش بتروليوم/BP البريطانية.

ويأتي هذا التوقيع بعد الاتفاق مع الشركة البريطانية العملاقة بشأن القضايا الفنية والشروط التعاقدية، ومن بينها الموديل الاقتصادي للمشروع، استناداً إلى مذكرات التفاهم التي جرى توقيعها في لندن خلال الزيارة الأخيرة لرئيس الحكومة العراقية إلى بريطانيا، والتي استهدفت ضمان أفضل الشروط والمنافع التعاقدية للجانب العراقي.

وقد جرت مفاوضات تفصيلية مطولة مع وزارة النفط،، من أجل الاستثمار الأمثل للطاقة وتوفير النفط الخام لمصافي الشمال وتقليل اعتمادها على نفط الجنوب، والاتفاق هو المرحلة الأخيرة قبيل توقيع العقد بشكل نهائي.

تطوير الحقول الأربعة
ويشمل الاتفاق، بحسب وكالة الأنباء العراقية، تطوير حقول كركوك الأربعة الرئيسة (باي حسن، وكركوك بقبتيه (بابا وأفانا)، وجمبور، و خباز)، بما يضمن استثمار الغاز المصاحب وكذلك تأهيل وتوسعة منشآت الغاز في شركة غاز الشمال وإنشاء محطة كهرباء بطاقة 400 ميغاواط لتحقيق الأهداف المرجوة من هذا المشروع الستراتيجي المتكامل.

كما سيوفر هذ المشروع استيعاب الأيدي العاملة بمختلف الاختصاصات، وتشغيل الشركات المحلية، وتنفيذ مشاريع المنافع الاجتماعية، وتطوير مهارات الموارد الهندسية والفنية، المساندة لملاكات شركة نفط الشمال، وشركة غاز الشمال، ضمن رؤية الحكومة لبرامج التدريب ورفع مستوى الكفاءات في إطار ما توفره بريتش بتروليوم، بالتنسيق مع وزارة النفط.

ويمثل الاتفاق انفراجة للعراق وتكليلا لجهود رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني في مجال النهوض باستثمارات العراق في مجال النفط بعد تراجع هذا القطاع بسبب سنوات من الحرب والفساد والتوترات الطائفية.

25 مليار دولار
وقال مسؤول نفطي عراقي كبير لرويترز في أوائل شباط فبراير شباط الجاري إنه من المتوقع أن تنفق بي.بي ما يصل إلى 25 مليار دولار على مدى عمر المشروع.

ويعد توقيع الاتفاق مع الشركة البريطانية شهادة من جانب واحدة من اكبر شركات النفط في العالم بأن العراق أصبح ملاذا امنا للاستثمار الأجنبي وهو ما أكده توقيع عقد الشراكة مع شركة توتال انيرجيز الفرنسية العملاقة للاستثمار في ثلاثة مشروعات للطاقة النظيفة في العراق.

ومنذ تسلمه مهام منصبه في أكتوبر تشرين الأول 2022 قطع السوداني شوطا كبيرا في مجال تطوير النفط والغاز والطاقة النظيفة في العراق الذي يتكبد مليارات الدولارات سنويا بسبب ممارسة حرق الغاز.

وعمل السوداني على على تنفيذ خطة لزيادة سعة مصافي النفط في العراق، بهدف وقف استيراد الوقود وتحقيق الاكتفاء الذاتي من المنتجات النفطية او على الأقل انتاج معظمها بحلول عام 2025 والتحول بعد ذلك إلى التصدير للخارج.

مصفاة كربلاء
وفي إطار السعي لتحقيق هذا الهدف افتتح السوداني في نيسان (ابريل) من العام الماضي مصفاة كربلاء النفطية بعد 9 سنوات من التعثر، في إنجاز يعد الأضخم بمجال التكرير في العراق منذ أربعين عاما.

كما افتتح السوداني الصيف الماضي مشروع معالجة الغاز المصاحب في حقل الحلفاية في محافظة ميسان، وذلك ضمن توجه الدولة لاستغلال الغاز المصاحب في حقول النفط.

وكانت الحكومة العراقية أعلنت في كانون الأول (ديسمبر) الماضي أنه مستويات حرق الغاز انخفضت بنسبة وصلت 67 % مع توقعات بإيقاف إيقاف للحرق بشكل تام في نهاية عام 2027"، بعدما كانت تسعى السلطات العراقية إلى وقف حرق الغاز المصاحب بحلول 2030.

وايضاً رعى السوداني بنفسه في مايو أيار من العام الماضي مراسم توقيع عقد مشروع مصفى الفاو الاستثماري، أحد مشاريع الميناء، بين وزارة النفط/ شركة مصافي الجنوب وشركة (CNCEC) الصينية، وذلك ضمن خطة الحكومة لزيادة الطاقات التكريرية في العراق واستقطاب رؤوس الأموال الأجنبية وتوفير المنتجات النفطية محلياً.

وأطلق رئيس الحكومة العراقية تراخيص الجولة الخامسة التكميلية وكذلك الجولة السادسة من مشاريع النفط والغاز في ١٢ محافظة عراقية في مايو الماضي أيضا لزيادة الاستثمارات في عموم محافظات العراق.

وفي ديسمبر كانون الأول الماضي وافقت الحكومة العراقية على مد خط لنقل النفط بين البصرة وحديثة بطاقة 2.25 مليون برميل، وبقيمة 4.6 مليار دولار، حسب ما أعلن مكتب رئيس الوزراء العراقي وهو مشروع واعد يهدف إلى تعزيز المنافذ التصديرية عبر دول الجوار تركيا وسوريا والأردن، ومنها مشروع طريق التنمية.

التوقيع على الاتفاق بين العراق وشركة بي بي يعد محوريا في زيادة وتعزيز تعاون العراق مع المجتمع الدولي مما سيسهم تنمية شاملة العراق وهي من اهم الملفات التي يوليها السوداني اهتماما كبيرا لدفع عجلة التنمية الاقتصادية، وتعزيز دور العراق كأمة واعدة تستشرف مستقبلا مزدهرا اعتمادا على امكانياتها واستنادا الى علاقات شراكة استراتيجية مع اللاعبين الدوليين.