بغداد: نعى الاتحاد العام للأدباء العراقيين في بغداد رحيل الناقد د. عبد الاله احمد، إذ بوفاة هذا الناقد العريقتكون الحركة الأدبية والأوساط الأكاديمية قد خسرت واحداً من النقاد البارزين وباحثاً اكاديمياً عريقا، له يد طولى في الكثير الكثير من البحوث والدراسات والأطاريح الجامعية التي انتجت عدداً كبيراً من الباحثين والدارسين والتدريسيين من طلابه الذين يرفدون جامعاتنا والجامعات العربية بعطائهم البحثي والتدريسي.
اما نقدياً، فالناقد د.عبد الاله احمد له فضل الريادة في توثيق الحركة القصصية العراقية بكتابه quot; نشأة القصة العراقية quot; الذي ظل وسيظل مرجعاً مهماً في ميدانه، وكذلك كتابيه quot; الأدب القصصي العراقي quot; و quot; فهرسة القصة العراقية quot;، فضلاً عن العديد من الدراسات والمقالات النقدية المهمة والمناظرات والمساجلات التي دأب الفقيد على نشرها في أمهات المجلات العراقية والعربية، وله محاضرات ومداخلات قيمة خلال مشاركته الواضحة في الندوات والحلقات الدراسية والمهرجانات والمؤتمرات الثقافية والأكاديمية التي عرف بها محاضراً غزير المعرفة ومحاوراً حصيفاً حماسياً مثيراً للجدل.
وظل د.عبد الإله احمد ذا مزاج نافر وحاد في أطروحاته النقدية ولم يتطامن يوماً مع سلطات سياسية او فكرية او أدبية منذ الخمسينيات وحتى رحيله في 16 / 5 / 2007 لكنه في الوقت ذاته لم يكن متصادماً مع أي من تلك السلطات،،، ولم ينفتح الفكر النقدي لدى د. عبد الاله احمد على المناهج والمدارس والتيارات الحداثوية في النقد بل بقي مشدوداً الى منطلقاته وأطروحاته الأول فلم يتقدم عنها منذ كتبه الأساس آنفة الذكر، لكنه كان يمتلك حضوراً بيّناً في الأوساط الأدبية، ولآرائه وقع كبير في محافلها وأنشطتها لما اتسمت به تلك الآراء من الجرأة وقوة الطرح مما لا يمكن تخطيهما، ومما يؤسف له ان اغلب هذا الجهد للفقيد في مثل هذه المناسبات لم يجمع في كتاب او ينشر في إحدى الدوريات، فمعظم جهده في هذا الجانب قاله شفاها ذهب بانتهاء مناسبته ولم يتخذ د. عبد الإله احمد في كتابيه المهمين quot; نشأة القصة العراقية quot; وquot; الأدب القصصي العراقي quot; نهج المؤرخ المكتفي بالتوثيق بل منهج الناقد المحلل والمستنتج فإستطاع ان يعكس تطورات القصة العراقية، وان يرصد رصداً دقيقا تياراتها الفنية وتنوعاتها وقيمها الفكرية والجمالية.
وتتضح عظمة جهد الفقيد في كتابه quot; نشأة القصة العراقية quot; جلية، اذا ما عرفنا ان أي جهد مماثل لم يظهر عن الفترة التي تركها دون ان يشملها في بحثه المذكور أي فترة ما بعد 1963 حيث ينتهي بحث د. عبد الإله احمد، لم يظهر كتاب او دراسة أكاديمية توثق وترصد تطورات هذا الفن والإحاطة بأساليبه المختلفة وإبراز ممثلي تلك التطورات الفنية والفكرية في المرحلة اللاحقة كما فعل د.عبد الإله احمد في كتابه آنف الذكر.
عزاؤنا في فقد الناقد الكبير انه ترك بيننا ارثاً كبيراً فدعوة صادقة للمؤسسات الثقافية أكاديمية وغير أكاديمية وكذلك الى تلامذته وزملائه بان يعملوا على حفظ مالم يحفظ من ارث الدكتور عبد الإله احمد والسعي الى نشره وتداوله.