تجربة الجامعة الافتراضية في العالم الواقعي :
تعليم إفتراضي.. شهادة إفتراضية.. سوق عمل إفتراضي ؟
إيلاف" : .. ثم دخلنا إلى الجامعة الإفتراضية، خلاصة تفترض سلفا تسلسلا منطقيا لتطورات تقنية وإقتصادية ومعلوماتية لا بد أن تم تخطيها للوصول إلى عصر الجامعات الإفتراضية. تجربة تخوضها سورية،ومصر تخطو خلفها بخطوات واسعة نحو تحقيق الهدف نفسه.
.. وهكذا إلتحقنا بركب الثورة المعلوماتية من أبوبها الواسعة ودخلنا إلى عالم "التعليم الإفتراضي" بعد أميركا وأوروبا و أفريقيا.وإن كانت المقارنة فيما مضى بين عدد مستخدمي الإنترنيت في العالم العربي و الغربي غير عادلة لإعتبارات عدة، فإنها وبعد الإنطلاق بالمشروع الإفتراضي والذي يقوم على إستخدام الإنترنيت.. باتت أكثر منطقية.
يبلغ عدد مستخدمي الإنترنيت في العالم العربي 0.7 % أي 200,000 من 300 مليون شخص مقابل 88% في الدول المتقدمة.. و هكذا نرى الفرق الشاسع بين الدول العربية و الدول المتقدمة في نسب مستخدمي الإنترنت و مثال ذلك دولة الإمارات العربية المتحدة التي تتربع برأس القائمة بنسبة 10.2% و تليها لبنان 8% و الكويت 5.5% و الأردن 2% وتأتي المملكة العربية السعودية و دولة مصر بنسبة 0.8% من تعداد سكان كل بلد. نسبة لعلها لن تؤثر على مسيرة الجامعات الإفتراضية إذا إفترضنا أنه من المسلم به جدلا أن الفئة التي تتوجه اليها الإفتراضية، من مستخدمي الإنترنيت.
*ما هو التعليم الإفتراضي..
داية وقبل الغوص في حسنات و سيئات الجامعة الإفتراضية لا بد من تعريف بسيط لهذا المصطلح.. التعليم الإفتراضي لا يختلف في تعريفه عن مصطلح التعليم إلا من ناحية الأسلوب المتبع لإيصاله، فهو طريقة لإيصال العلم والحصول على المعلومات والتدريب عن طريق الشبكة (الإنترنت) وعبر مجموعة من الأدوات التعليمية المتطوّرة التي تستبدل الكتاب والصف االتدريسي التقليدي. كما يؤمن التعليم الالكتروني، وقفا للتعريفات التي طرحتها الجامعات الإفتراضية، خيارات إضافية متنوعة من التعليم لطلابها، مع مناهج مستقاة من عدد من الجامعات العالمية المعترف بها دولياً، تدعمه مجموعة من التجمعات الإفتراضية الخاصة من الأساتذة الجامعيين والعلماء في العالم..فالجامعة الإفتراضية تقدّم فرصة الحصول على إختصاصات جامعية معتمدة في مختلف أنحاء العالم من دون الحاجة إلى السفر إلى تلك البلد.
اما كلمة إفتراضية والتي هي ترجمة للمصطلح الانكليزي: (Virtual)، وتعني أن الجامعة بما فيها من محتوى وصفوف ومكتبات وأساتذة وطلاب وتجمعات ومرشدين.. جميعهم يشكلون قيمة حقيقية موجودة فعليا لكن تواصلهم يكون من خلال شبكة الإنترنت. حيث يمكن أن يتألف الصف الافتراضي من طلاب موزعين ما بين أستراليا واليابان والهند وسوريا والولايات المتحدة يتابعون محاضرة لأستاذ في بريطانيا ويتفاعلون معه افتراضياً إما مباشرةً أو من خلال وسائل اخرى.
*مستلزمات الجامعة الإفتراضية
ل ما يحتاج اليه الطالب الراغب بالإلتحاق بالجامعة الإفتراضية هو جهاز كمبيوتر وإتصال عبر الانترنيت ورسوم التسجيل التي لا تختلف عن اي جامعة اخرى، وبعد الحصول على الموافقة،ينضم الطالب بعد اختياره اختصاصه الى صفوفه حيث يتلقى محاضراته ويناقشها.
يقوم الاستاذ المحاضر بالقاء محاضراته في غرفة مجهزة بوسائل الاتصال امام عدسة كاميرا فيديو رقمية، وكأنه يخاطب طلابه. وتنتقل بعد ذلك الصورة إلتي يتم حفظها على شكل ملف فيديو، ضمن شروط معينة الى الموقع بعد أرشفتها وإعادة تهيئتها.
وبعد انتهاء دور الاستاذ يقوم الطالب، في اي وقت يناسبه، بالدخول الى موقع الجامعة وبتلقي دروسه، ويقوم بمناقشتها مع زملائه او استاذته عبر ارسال استفساراته الى منتدى للحوار مخصص لكل صف، او عبر التواصل المباشر (chatting –mails –audio and video conferencing).
باختصار فان الجامعة الافتراضية تقوم بنقل الجامعة الى الطالب و ليس العكس، وبالتالي فان أهمية اي حرم او بناء جامعي تتلاشى، ولا يعني ذلك بالضرورة كلفة أقل، وانما العكس تمام.
فالتكاليف الباهظة كانت احدى الاسباب الاساسية التي طرحها عدد من الباحثين الذين درسوا اسباب فشل او نجاح الجامعة الافتراضية.
نقاشات في نجاح اوفشل الجامعة الافتراضية
قامت الجامعة الافتراضية، كما كل "خطوة جديدة " قلبت عدد من المفاهيم، بخلق جدل كبير حول جدواها وبالتالي نجاحها بتقديم الجديد او فشلها. ومن الباحثين الذين قاموا بدراسات معمقة حول الجامعات الافتراضية، البريطاني neil Pollack.
"هي جامعات ناجحة من الناحية النظرية.. لا من الناحية العملية"..خلاصة توصل لهاPollack ومن الاسباب التي ناقشها :
اولا:التكاليف المادية الهائلة التي يتكبدها كل من الطلاب و الجامعة من اجل اعطاء و تلقي الدروس.
ثانيا:صعوبة الادراك الافتراضي.. فكيف بتلقي التعليم الافتراضي.
ثالثا:خلق عالم جديد، وبالتالي الحاجة الى قواعد جديدة.
رابعا:الانعدام الكلي للضوابط الضرورية والاهم انعدام الحياة الجامعية.
دراسة اخرى واستنتاج مغاير توصل اليه العالم tom Haskin عضو الجمعية العالمية للتدريب الاكاديمي والذي اعتبر ان الجامعة الافتراضية يمكن ان تفتح افاقا جديدة للطالب وتمنحه القدرة على التفاعل كما لم يتفاعل من قبل.. ومن الاسباب التي ناقشها :
أولا)الاستاذ المحاضر يحاسب الطالب على ما يمكنه ان يتذكر من دروسه،المدرب الافتراضي يضع الفكرة بين ايدي طلابه ويطلب منهم تطوير هذه الفكرة عير ربطها بفاهيم سابقة.
ثانيا)نظام الجامعة الافتراضية مفتوح على كل الاحتمالات، فالطالب يتحول الى باحث.. لا متلق.
ثالثا) الحياة الجامعية الافتراضية قد لا تكون بديلا عن الحياة الجامعية الواقعية، لكن الطالب يمكنه التعويض في مجالات اخرى.
*عالم جديد.. قواعد جديدة
"انا ما اتعلمه ".. مقولة شهيرة للعالم النفسي اريكسون.. مقولة لعلها تنطبق بقوة على الجدل القائم بين الافتراضية والواقعية. فما يتعلمه الطالب خلال حياته الجامعية لا يقتصر على تلقي الدروس فحسب، وانما يبدأ حينها بتكوين شخصية مستقلة خاصة به، بعيدا عن تأثير المدرسة والاهل.. فالجامعة الواقعية مرحلة اساسية "في التكوين النفسي " للانسان. وقبل التطرق الى "التأثيرات النفسية " على الطالب الذي "يستأصل " هذه المرحلة من حياته لا بد من عرض القواعد المختلفة التي تسير كلتا الجامعتين.
القواعد في الجامعة الواقعية موجودة منذ بدء التعليم العالي وان كانت لا تختلف في مضمونها عن "التصرف اللائق " في المجتمع بشكل أوسع، وهي محددة بعبارات واضحة لا لبس فيها.. واي خرق لها يستدعي عقابا من قبل الهيئات الادرية.. اما فيما يتعلق بالقواعد الافتراضية للتصرف فهي لا تزال مبهمة.. فما هو التصرف اللائق وما هو غير اللائق افتراضيا.
وعودا الى النقطة التي طرحها Pollack في ابحاثه حول الجامعات الافتراضية والتي تتعلق بالقدرة على استيعاب العالم الافتراضي، هذا العالم المتشعب بشدة والذي يضع الوافد اليه.. موقع المسيطر على ما يراه، فهو الذي يحدد الوقت الذي يناسبه وهو يحدد اي من المعلومات التي يريدها واي لا يريدها، وهو امر ايجابي في حال كان الشخص المعني يقوم بابحاثه الخاصة على الانترنيت. اما في حال ضرورة الالتزام من اجل التحصيل العلمي فان الامور تصبح اكثر تعقيدا. يميل Pollack ويشاركه في ذلك Haskin الى اعتبار عنصر الدافع والانضباط مفقودان في العالم الافتراضي.. الا انهما يختلفان في الاستنتاج، ففي الوقت الذي يرى فيه Haskin أن الطالب قادر على ضبط نفسه وخلق دوافعه وان كانت تتطلب وعيا كبيرا ومجهودا من الطالب، فان Pollack يصف الدوافع في الافتراضي اشبه بوضع طفل خلف مقود والزامه باتباع قواعد السير كافة وبالانطلاق بالسرعة القصوى.. الغلط ممنوع فاما الوصول الى المحطة المقبلة او الاصطدام باقرب شجرة او حائط.. حينها سيطلب منه العودة بسيارته المحطمة الى نقطة البداية والانطلاق من جديد.
اما أريكسون وفي جدله حول ضرورة اتمام المراحل "النفسية والاجتماعية" كاملة من اجل اجتياز "الحلقات" كاملة من اجل تكوين الشخصية بطريقة صحيحة يشدد على ضرورة "البدء والخوض والانتهاء" من "الحقبات العمرية" وما تتطلبه من اماكن تواجد.. من هنا فان المرحلة الفاصلة ما بين الحياة المدرسية والعملية تعتبر ضرورية جدا من اجل التخلي عن الطفل والالتزام بالرجل.. ولذلك فان اقصاء هذه المرحلة الحساسة جدا تعتبر قاتلة. وربطا بما تم عرضه من العلماء الثلاثة،فلنقم بمقارنة بسيطة،بين يوم في حياة تلميذ واقعي و آخر إفتراضي..
يستقيظ الطالب الواقعي صباحا و يستعد لنهار جامعي طويل، قد يصل باكرا ويتشارك في فنجان قهوة مع زملائه ويتبادل معهم الاحاديث المختلفة،وقد يصل متأخرا ويسارع للانضمام الى صفه. يجلس الطالب في احد المقاعد التي انتقاها وفقا لمزاجه او وفقا لمعرفته السابقة باي مقعد قد يشتت تركيزه عن المحاضرة. وعندها تبدأ الدروس فيسجل الطالب الملاحظات الضرورية، ويشارك في المناقشات حول الموضوعات المختلفة التي احيانا لا علاقة لها باي من الدروس. واحيانا يقوم الطالب بتصرفات غير لائقة او بمزحات "ثقيلة" او قد تتحول مناقشاته الى شجار ما،فيتم طرده من الصف.
وبعد انتهاء المحاضرات ينضم الطالب الى اصدقائه وزملائه الجامعيين.. او الى صديقته.. كون العلاقات جزء لا يتجزأ من مصطلح "الحياة الجامعية".
في المقابل، يستيقظ الطالب الافتراضي، في وقت، لا يمكن تحديده،اذ انه من المرجح ان موظف في مكان ما، او متفرغ للجامعة.. فلنفترض انه موظف.. اذا يستيقظ الطالب الافتراضي صباحا و ينطلق الى مكان عمله ليعود في وقت لاحق وينضم الى جامعته الافتراضية في الوقت الذي يناسبه.
ينقر الافتراضي طريقه عبر الموقع المخصص الى قاعة المحاضرات الافتراضية، بعد ان يكون قد اتطلع على ملف محاضراته. وهناك ينضم الى زملائه.. وذلك في حال تضمن برنامجه محاضرة "مباشرة" مشتركة مع زملائه. وبعد الانتهاء من محاضراته ينقر الطالب مجددا طريقه حول مبنى جامعته الافتراضي المؤلف من مكاتب للاداريين، وكافتيريا و مكتبة. وفي حال قرر الطالب الانضمام الى بعض الزملاء في الكافتيريا فان مهمة صنع فنجان القهوة تقع على عاتقه.. وخلف كمبيوتره يجلس الطالب و يرتشف قهوته مستمتعا باحاديثه الافتراضية مع زملائه.
وبعد الانتهاء من يومه الجامعي الافتراضي، وانهاء دروسه.. يطفئ الافتراضي جهاز كمبيوتره وينضم الى " عالمه الواقعي من جديد ".
فالتفاعل مع الزملاء واكتساب عادات جديدة، الخضوع لقوانين وقواعد، الالتزام وتطوير حس التمييز كلها عناوين عريضة لحياة اجتماعية جامعية.. اضافة الى تعميق القدرة على التعامل بشكل يومي و مكثف مع الجنس الاخر،وما ينتج عنه من علاقات مختلفة. امور تفاعلية واقعية لا تتواجد بالزخم نفسه في العالم الافتراضي.. اختيار لا بد له ان يترك تأثيرا سلبيا على شخصية الطالب المعني.. هذا في حال اعتماده الافتراضية كخياره الوحيد.
*الفعالية الاكاديمية
يشدد المدافعون عن الجامعة الافتراضية على النسبة العالية للتفاعل بين المدرسين والطلاب في هذا النطاق، الامر الذي يفترض سلفا ان نسبة التفاعل بين الطلاب و الاساتذة في الجامعات الواقعية قليلة أو أقل مما هي في الافتراضية. الا ان نسبة التفاعل تتعلق في معظم الاحيان بشخصية الطالب وقدررته على المناقشة، من هنا فان التفاعل "الواقعي" وما يتضمنه من تفاعل "شخصي "كفيل بكسر الحواجز ودفع الطالب "الغير قادر" على المشاركة الفعالة الى ان يصبح عضو مشارك وفاعل في الصفوف من خلال تركيز الاستاذ المحاضر عليه اومن خلال العمل على كسر حاجز الخجل عنده او عدم الثقة بما يريد قوله.. وتجدر الاشارة هنا الى ان الاستنتاجات الواقعية حول قدرات الطالب قد لا تأخذ الوقت الذي يتطلبه الاستنتاج الافتراضي، فالاستاذ قادر على تكوين فكرة عن شخصية كل طالب من اول لقاء، وقد يأخذ بعين الاعتبار طريقة جلوسه او المقعد الذي اختاره.. لتتطور بعدها من خلال مراقبة علاقته بزملائه وباساتذته.. اما في الافتراضي فكل ما يقوم به الطالب هو طباعة ما يريد قوله، وهو امر سهل نسبيا إذ ان التعاطي المباشر _وجها لوجه _ مفقود في هذه الحالة. وبالتالي فان استنتاج الخطوط العريضة لشخصية كل طالب قد تأخذ وقتا طويلا وفي معظم الاحيان قد تكون مضللة. فالتعليم في نهاية المطاف قائمة على تواصل انساني حيث يتم تحديد اطر هذه العلاقة في معلم وتلميذ.
اما النقطة الثانية التي يطرحها المدافعون عن الجامعات الافتراضية هي التوجه الجديد الذي لا يحاسب الطالب على قدرته على حفظ ما يتم تقديمه له من معلومات وانما "إمتحان "قدرته على التفاعل و تطوير الفكرة. هذا المبدأ الذي يفترض ان الطالب يقوم "كفرد" بالعمل على تطويرها من وجهة نظره. وفي ظل غياب الاثبات الواقعي على فردية هذا التطوير والبحث فانه وببساطة يمكن "لجهد مجموعة" ان تخرج فرد كما يمكن "لجهد فرد" ان يخرج مجموعة.
*الجامعة الافتراضية السورية
حددت الجامعة الافتراضية السورية اهدافها باحدى عشرة نقطة :
1) القيام باعمال التدريس الالكتروني عن بعد بمستلزماته كافة من خلال استخدام احدث الوسائل التقنية.
2) التنويع في تقديم المناهج التعليمية.
3) تقديم خدمات ادارية لطلاب الجامعة لتوجيههم وارشادهم وتسجيلهم في الاختصاصات المتنوعة التي تقدمها الجامعة.
4) تقديم خدمات الدعم الاكاديمي والتقني لطلاب الجامعة من خلال شبكة افتراضية منتقاة من العلماء والاساتذة السوريين والعرب والاجانب الذين يعملون في المؤسسات العلمية والجامعات العربية والاجنبية المختلفة.
5) تطوير برامج تعليمية الكترونية عربية محدّثة بشكل مستمر من خلال عقد اتفاقيات تعاون استراتيجي بين الجامعة ونخبة من الجامعات العربية والجامعات العالمية.
6 )تشجيع حركة التعريب والبحث والتطوير الالكتروني في الجامعات السورية والعربية والاجنبية.
7) الريادة والتجديد والتنوع العلمي والمرونة من خلال عمليات التطوير الذاتية المستمرة وعقد اتفاقيات تعاون علمي واكاديمي مع الجامعات العربية والاجنبية.
8) تطوير البحث العلمي الذاتي والمشترك بالاستفادة من خصوصية الهيكلية البنيوية للجامعة المستندة إلى التعاون المستمر والتواصل والتفاعل المباشر مع العلماء والاختصاصيين في اهم المؤسسات التعليمية والبحثية.
9 )خلق واحة افتراضية علمية وتقانية تقوم بتبادل ونقل المعرفة وتسريع عملية بناء اقتصاد المعرفة وزيادة مردوده.
10) توفير عملية التعليم المستمر والتعلم مدى الحياة والتدريب التخصصي المكثف وتيسير تقديمها للعاملين في مواقع عملهم واقامتهم دون اضطرارهم للتنقل وبما يتناسب مع التغيرات السريعة للمهن والعلوم وحاجات سوق العمل.
11) التعاون مع الجامعات السورية والمؤسسات العلمية والبحثية بما يكفل تحقيق أغراضها.
هذه الجامعة التي تعتبر الاولى والوحيدة في الشرق الاوسط، انطلقت من البلد "الاكثر" حداثة في مجال المعلوماتية والانترنيت.تضم الجامعة الافتراضية السورية التي تم تأسيسها في الثاني من ايلول عام 2002، 250 طالبا، و300 اخرين في سنواتهم التحضيرية، وقد تم تخريج 60 طالبا الى الان.
في الوقت الذي يعتبر فيه البعض ان القفز فوق الهوة البنيوية المعلوماتية التي يعاني منها الشرق الاوسط الى الجماعة الافتراضية اشبه بولادتها ميتة، يرى البعض الاخر ان انتظار "ردم" هذه الهوة والذي قد يستغرق وقتا طويلا، كفيل بافشال اي محاولة للتقدم في هذا المجال خصوصا وان وتيرة تقدم الثورة المعلوماتية عالميا يسير بخطى متسارعة.
وعلى نطاق اوسع، وفيما يتعلق بالتعليم الافتراضي والشهادة الجامعية بشكل عام، فان التساؤل الاكبر يتمحور حول القدرة العملية الفعلية لهؤلاء الطلاب. وبعيدا عن التقييم المعتمد في سوق العمل للطالب وفقا"لاسم الجامعة"،فان هذا الطالب الذي تلقى و تعلم و تخرج افتراضيا، لم يتخط، الى حد ما، العالم العملي الميداني. وان كانت بعض الاختصاصات قد تتطلب القيام بعمل ميداني على ان يقدم الطالب تقريره في وقت لاحق، فهل يمكن مثلا تدرس مهنة التمريض او الطبابة افتراضيا.؟ وهل السوق مهيأ او مستعد لقبول هذا النوع من الطلاب. ؟
التعليقات