كتاب تجري ترجمته الى مختلف اللغات العالمية

سلوى اللوباني من القاهرة: تقدم الدار المصرية اللبنانية كتاب quot;رسائل الى عقل الغرب.. وضميره عالمية الاسلام وإنسانيتهquot; بقلم عالم اسلامي مستنير ملأ الساحة الاسلامية طيلة 50 عاماً بفكر إسلامي وسطي وهو الدكتور quot;عبد الصبور مرزوقquot; الامين العام للمجلس الاعلى للشئون الاسلامية في القاهرة، وعضو المجلس التأسيسي لرابطة العالم الاسلامي quot;مكة المكرمةquot; وترجو الدار أن يتلقاه الغرب ويتقبله بعقل واع وقلب مفتوح، هذا الكتاب تجري ترجمته حالياً الى مختلف اللغات العالمية، وهو يحوي ثلاث رسائل حيوية الى المواطن الاوروربي والامريكي الذي يتعرض لعملية غسيل مخ بغرض الاساءة الى الاسلام وتلويثه، وذلك من قبل قوى الشر الاستعمارية بما تملكه من إمكانات تكنولوجية إعلامية هائلة ومؤثرة على حد تعبير الناشر.

الرسالة الاولى: حقوق الانسان
تناول المؤلف في الرسالة الاولى قضية تشغل الدنيا كلها الان، وهي حقوق الانسان حيث وضح موقف الاسلام من هذه القضية، فقد عقد لاول مرة مقارنة بين حقوق الانسان التي جاءت في الاعلان العالمي للامم المتحدة وما جاء من هذه الحقوق في الاسلام أي قبل أكثر من 14 قرناً من الزمان، كما تضمنت الرسالة الاولى فصلاً يحتوي quot;تساؤلات واجاباتquot; منها هل التفاضل في الرزق يناقض المساواة؟ هل حق المساواة يتنافى مع الابداع أو التميز؟ كما قدم مقارنة عن حقوق الانسان بين الاسلام والحضارات الغربية القديمة.

الرسالة الثانية: حقوق المرأة
كذلك ذكر المؤلف في الرسالة الثانية قضية حقوق المرأة التي طالما تشدق بها الغرب وأظهر كيف رفع الاسلام المرأة وحماها من مقولات السوء وكفل لها كل الحقوق السياسية والاجتماعية والمالية، فتطرق الى عدة موضوعات ومنها الحقوق السياسية للمرأة في الاسلام، وحق المرأة في اختيار زوجها، وحق المرأة أن تكون لها ذمة مالية مستقلة، وحماية عرض المرأة وسمعتها من مقولات السوء، وأيضا المرأة والعمل، ومكانة المرأة بين اليهودية والمسيحية والاسلام، وتضمنت الرسالة فصلاً عن شبهات ومقولات ظالمة والرد عليها منها.. منها شبهة أن quot;القرآن يأمر بضرب المرأةquot; ويقول المؤلف أن أصحاب هذه المقولة يستندون الى الاية الكريمة quot;والتي تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن فان إطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلاquot; ولتوضيح معنى الاية الكريمة قال المؤلف-حرفياً- أولاً: أن هذه الاية المصرح فيها بضرب المرأة ليست منطبقة على حالات كل النساء، وإنما خاصة بالمرأة الناشز وهي المرأة المشاكسة لزوجها والخارجة عما ينبغي من الطاعة والمودة بين الزوجين!! وثانياً: إنه إذا عادت المرأة الى ما ينبغي أن تكون عليه العلاقة بينها وبين زوجها من الطاعة والمودة فيحرم أي إيذاء بدني لها.. وذلك بصريح النص القرآني quot;فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلاquot;، وثالثاً: يلاحظ حسب نص الاية في ترتيب علاج حالة النشوز التي تكون عليها بعض النساء أن البداية في العلاج تكون بالموعظة الحسنة، وهي في لغة عصرنا تعني التفاهم الودي مع الزوجة ومحاولة معرفة سبب نشوزها، واذا كانت محقة فيما تبديه لزوجها فعليه أن يغير سلوكه الذي أدى الى نشوزها!!! رابعاً: هناك مرحلة دقيقة وخاصة جداً في العلاقة بينهما وهي أن يهجرها في فراشها (أي يعتزلها وينام بعيداً عنها) خامساً: إذا لم تنجح هاتان الوسيلتان يمكن إستخدام الضرب.. وهنا يجب التنبيه الى أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد بين صفة الضرب المأمور به في هذه الحالة، وأنه الضرب الذي لا يؤذي ولا يترك أي اثر على البدن ولكنه فقط بمثابة تحذير أو إنذار!!! سادساً: إذا اشتد النشوز quot;نفور المرأة من زوجهاquot; فلا بد أن يكون لاسرة الزوجين تدخل في محاولة الاصلاح بينهما قبل أن يصل الحال الى الفراق النهائي بالطلاق، ويكمل نلحظ في حرص الاسلام على استمرار العلاقة بين الزوجين أنه يشرع مختلف الوسائل التي يمكن أن تعيد العلاقة الى طبيعتها مودة ورحمة، أما إذا استحالت العشرة وأصبح استمرارها ضاراً بالزوجين وبمن بينهما من الاولاد فهنا يكون الطلاق هو الحل المشروع..إنتهى كلام المؤلف.. من الافضل لو قام المؤلف بتوضيح ما هو سلوك المرأة الناشز؟ فما يعتقده البعض نشوز قد يعتبره آخر ليس بنشوز وبالاخص إذا كان الكتاب يترجم الى مختلف اللغات العالمية يجب أن يتوضح للقارئ الغربي هذه السلوكيات الناشزة.. ولماذا يعتبرها quot;الاسلام وليس أي رجلquot; ناشزة، وأيضاً من الموضوعات التي أتت تحت عنوان شبهات ومقولات ظالمة quot;الطلاق أبغض الحلال الى اللهquot; وشبهة quot;تعدد الزوجات في الاسلامquot;، وquot;هل حقاً أن المرأة المسلمة مظلومة في الميراثquot;، ومقولة أن quot;النساء ناقصات عقل ودينquot;.

الرسالة الثالثة: الاسلام دين رحمة وحضارة وسلام
أيضا أشار المؤلف في الرسالة الثالثة الى أن الاسلام دين رحمة وحضارة وسلام لا دين إرهاب، حيث تصدى المؤلف الى ظاهرة العنف وأكد أن هذه الظاهرة ليست إسلامية كما وضح أن القتال في الاسلام هو من أجل الدفاع عن النفس وليس للاعتداء على الغير أو العدوان، وأتى تحت فصل بعنوان شبهات حول بعض التفاسير quot;شبهة آية السيفquot;، ويقول المؤلف أن كثيرون من المبشرين والمستشرقين الظالمين للاسلام يقولون أن الاسلام شرع القتال quot;الجهادquot; لحمل الناس على الدخول فيه بالقوة، ويستدلون بأن في القران آية تعارف المفسرون المسلمون على أن يسموها آية السيف، وأنها نسخت 120 آية من القران تسمح أو تدعو الى الرفق والمسالمة، وأكمل بانه أشار في الكتاب سابقاً في فصول أخرى أن الواقع في بلاد الاسلام يؤكد أنه دخل وانتشر في بلاد لم تدخلها أي جيوش مسلمة ولا حدثت فيها أي معارك قتال، ومنطقة شرق وجنوب شرق آسيا كلها خير شاهد على ذلك فهذه شهادة الواقع على بطلان هذه المقولة، ومن ثم قدم دلائل عديدة منها دراسة ليوسف القرضاوي حول عدم صحة هذا الاتهام، وأيضاً قدم في هذه الرسالة نماذج رفيعة للتحضر الاسلامي في معاملة غير المسلمين منهم السلطان محمد الفاتح، صلاح الدين، ابن تيمية.

كتاب ذو قيمة فهو طريقة حضارية جداً لتعريف الغرب بحقيقة الاسلام، واترك لأهل الخبرة في الدين والفقه للتعليق على ما تضمنه الكتاب، ولكن كان على الناشر أو المؤلف تخصيص عنوان بريدي أو الكتروني للمؤلف داخل الكتاب، حتى يستطيع قارئ الكتاب التواصل معه وارسال استفساراته عما تضمنه الكتاب سواء القارئ باللغة العربية أو بالللغات العالمية المختلفة، فاذا كان قارئ اللغة العربية لديه استفسارات حول كثير من الموضوعات التي وردت في الكتاب فما هو حال قارئ اللغات المختلفة الاخرى؟ إضافة الى أن ترجمة هذه النوعية من الكتب يجب أن تكون ترجمة دقيقة حتى لا يلتبس المعنى على القارئ الاجنبي.

[email protected]