كتب ابن باز وابن عثيمين تثير أزمة سياسية في الكويت
فاخر السلطان من الكويت: منع كتب العالمين السعوديين الشيخ ابن باز والشيخ ابن عثيمين في معرض الكتاب الاسلامي في الكويت والذي نظمته جمعية الاصلاح الاجتماعي (حركة الاخوان المسلمين) الشهر الماضي، استمرت تداعياته لتصل إلى مجلس الأمة ولتنذر بتأزيم جديد وخطير في العلاقة بين السلطتين التشريعية والتنفيذية. فرغم ان النواب السلفيين اتهموا وزارتي الاعلام والاوقاف بأنهما وراء منع كتب الشيخين في المعرض، إلا أن هؤلاء النواب استهدفوا وزير الاوقاف فقط (المتهم من قبلهم بأن له توجهات صوفية). فقد استمرت حملتهم ضد الوزير عبدالله المعتوق، وطالبه بعضهم بالمبادرة الى تقديم استقالته، او الاستعداد لمواجهة استجواب بات تقديمه quot;حتمياquot; وهو ما يؤكد ان قطار التأزيم بين السلطتين قد انطلق بكل قوة.
وقال النائب السلفي وليد الطبطبائي ان المؤتمر الصحافي الذي عقده وكيل وزارة الاوقاف امس (الثلاثاء) واعلن فيه عن توجيه كتب الى وزارة الاعلام برفع الحظر عن كتب ابن باز وابن عثيمين دليل على الخطأ الفاحش الذي وقعت فيه وزارة الأوقاف لمنع هذه الكتب، مؤكداً أن quot;المعتوق مطالب بتحمل المسؤولية السياسية عن هذا الخطأ وتقديم استقالته، وألا يتشبث بالكرسي، وإلا واجه استجواباً سيتم تحديد موعد توجيهه الأسبوع المقبل وكل الخيارات مفتوحةquot;.
ورفض الوزير المعتوق التعليق على تصعيد نواب السلف ضده، مكتفياً في رده على سؤال لصحيفة السياسة بالقول: quot;خلونا نتأكد أولاً من موضوع منع الكتب، لأن هناك مخاطبات تمت حول هذا الأمر بين وزارتي الأوقاف والإعلامquot;، واستغرب مصدر إعلامي في تصريح لنفس الصحيفة مما اعتبره quot;مماحكات من وزارة الأوقافquot;، مؤكداً أن quot;الأمر بات منتهياً، خصوصاً بعد اعتراف وكيل وزارة الأوقاف في مؤتمره الصحافي بوجود كتاب سابق من وزارته الى الإعلام التي هي جهة تنفيذ فقط في هذا الشأن بمنع كتب ابن باز وابن عثيمينquot;.
لكن مصادر مقربة من السلف أكدت للصحيفة quot;أن التصعيد المستمر ضد وزير الأوقاف يقوده ثلاثي سلفي أحدهم نائب حالي والآخر نائب سابق والثالث هو أحد أقطاب التجمع الإسلامي السلفيquot;، موضحة أن هذا التصعيد يهدف الى إحراج الحكومة بسبب قراراتها التي تضرروا منها، نتيجة إبطال عقود تجارية (عقود الـ B.O.T ومن ثم فسخ عقدي شركتي الوسيلة والمخازن العمومية.)
واضافت المصادر ان quot;السلف كشروا عن أنيابهم خلال استجواب وزير الصحة السابق الشيخ احمد العبدالله الصباح، لكن الحكومة لم تستوعب الدرس وهم عازمون على ان تستوعبه جيدا هذه المرة عبر استجواب من العيار الثقيل سيقدم الى المعتوقquot;. واوضحت ايضا ان نائبا مخضرما هو المحرك الحقيقي للاستجواب والذي يدفع به بقوة كونه quot;تضرر كثيرا نتيجة استبعاد الوزير المعتوق مقربين منه كان له يد مباشرة في تعيينهم، بينهم وكيل مساعد في الامانة العامة للاوقاف، رفض المعتوق التجديد لهquot;.
وكان وكيل وزارة الاوقاف والشؤون الاسلامية المساعد لشؤون الثقافة الاسلامية وليد الفاضل أعلن الثلاثاء ان لجنة الكتب والمصنفات في وزارة الاوقاف رأت الافساح عن كتب الشيخين ابن باز وابن عثيمين رحمهما الله وازالت اللبس الذي ظهر خلال الفترة الاخيرة من خلال كتاب رسمي خاطبت فيه وزارة الاعلام.
وقال الفاضل ان اللجنة الفنية تلقت اكثر من 150 كتابا ومصنفا للشيخين منذ عام1992 عن طريق وزارة الاعلام بهدف الكشف عليها، واوصت اللجنة باجازة 146 كتابا وابدت ملاحظاتها على 4 كتب وهي التي حدث بشأنها اللبس، وبعد تغيير بنود ولوائح لجنة مراجعة الكتب والمصنفات الفنية وتعليمات وزير الاوقاف ارسلت الوزارة كتابا رسميا خاطبت فيه وزارة الاعلام وابلغتها فيه بالسماح لجميع كتب هذين الشيخين.
وتابع ان اللجنة كان لها رأي خاص حول بعض ما جاء في بعض الكتب التي بينت ان تارك الصلاة كافر وبناء عليه فإنه لا يحق له ان يدفن في مقابر المسلمين ولا يحق له الاستمرار بزواجه من المرأة المسلمة، لانها قد تثير الكثير من الامور السلبية بين ابناء المجتمع الكويتي الا ان الوزارة ارتأت اعادة السماح لهذه الكتب بالتداول دون اي ملاحظة او ابداء رأي بشأنها.
وقال: ان اللجنة ارتكبت خطأ كبيرا حين كانت ترسل كتبها التي تحمل ملاحظاتها الى وزارة الاعلام بصيغة المنع وهو امر ليس من اختصاصها لأن وزارة الاعلام هي الجهة المعنية بالمنع، خصوصا ان هناك تناغما وتفاهما كبيرين بين الاوقاف والاعلام اثمرا عن قرار الافساح الذي كان بمثابة قرار الدولة لأنه صادر عن وزيري الاعلام والاوقاف.
واشار الى ان المطلوب من الجمهور وابناء الشعب الكويتي تفهم عمل اللجنة التي لم ولن تحاول التضليل أو تخضع لاي تدخل خارج عن نطاق اعضائها، فنحن كويتيون نعمل من اجل مصلحة هذا المجتمع وتماسكه الامر الذي دعا جميع الاعضاء الى التدقيق على كل الكتب التي من شأنها اثارة الفتنة او الطائفية، فهناك الكثير من المواضيع الخاصة بالصوفية والشيعة والاشاعرة الا اننا نحرص على مناقشة الموضوع وعدم اخذه بعلاته فكل ما يهمنا ابعاد كل ما هو ضار عن المجتمع، لافتا الى ان اللجنة منعت مئات الكتب الصوفية في عهد عبدالله المعتوق.
التعليقات