إلى الشاعر عبد الكريم كاظم ... هدية السنة الجديدة

على حافة وجهي مدينة ضبابية
وخلف جذع شجرة ميتة
يقف طابور ذكرياتي
وأنت تستلم بريداً من الله
يقلّم أظافركْ

*
معتوهة معاطفنا
تمتص كل هذا الدخان من الخارج
وكل احتراقاتنا من الداخل
ونستبدلها بمشاعر باردة

*
العام يقطع خطوته الأولى إلينا
هل أقدم لك وردة ؟!
الحرب التي ورّثتنا عدداً كبيراً من المفاقيد
علمتنا كيف نصنع من مظاريف القنابل زهريات
كيف ننحت من الرماد آلهة للخصوبة

*
كلما روّضت حبةُ الأسبرين وجعَ رؤوسنا
أصبحنا نقص قوالب الطباشير دوائر
ونكتب على الحيطان أعراضَ محبتنا ؛
صفرة المفردات ،
غثيانات مخارج الحروف ،
.......... والصمتْ

*
هل تعبر معي خريفاً أخر ؟
نزهة لنا أن نمشي على الأوراق الصفراء
كي ندهس العمرَ
وأحلامنا المؤجلة
*
السنوات الراكضة
تقذف الناس بالحلوى
ووجهي ووجهك بالتجاعيد
*
اللعبة أن تكون أنت (الفايننختمان)*
وأنا ناقوس المدينة
إذن ...
شجرة الميلاد ستكون مليئة بالمصابيح
والمدينة خالية من الغرباء ؟
*
خذ مني إصبعي
واترك سيجارة المارلبورو
خذ مني صفاء روحي
واترك سحابة من الدخان
كي ترسم لنا وطناً هذه الليلة أزرق ْ
*
ذاكرتي وجيبي
تحملان ثقوباً متفاخرة
كان المراقبون ليلة الميلاد يلحظون أن الأرض خلفي تنبت الوجوه
والفقراء يزدادون بؤساً
وأنت تحاول أن تعبر بي شارعاً يكتظ بالحالمين ْ
*
ثمة فتوق في الروح
وشقوق بالمخيلة
وشح بالدمع
فكيف تروف أصابعي منديلاً؟
*
مملوء بالبوح
لكنني درقيّ
*
وحدك
تتسلل من نافذة مفتوحة
نحو غربة قارصة
*
وحدك
تدخل من ثقب المفتاح
إلى عالمٍ ضيّق
وتعبر الجسر من تحته
ثمة عيون لا تريد أن تراها
*
وحدك
تشبه الهواء
تخترق كل شيء
يخترقك كلُّ شيء
وتنزف .... حين يشمك التافهون

*
وحدك
تعتقد أنك نبيٌّ
ضربته السماء بالمطر
ضربته المدينة بجهامتها
ضربته نبوءته بكثرة المكذّبين
*
متى ترتب أشياءك
وأنت شيء محير للمناضد
ومقلّق للكراسي ؟
*
المقاهي التي زودتك بالسرحان
كفيلة بلمّ محطات عمرك الفارغة
كفيلة بلمّ وجوه الأصدقاء
كفيلة بوصفك بالعابر ...
*
بعد 360 يوماً
سيحتفل العالم برأس سنة أخرى
وأنا وأنت نتسلق حوائجنا
ونكتسب تجاعيد جديدة
*
الناس يتبادلون الهدايا
هل الشعراء من الناس؟؟
أعني أنا وأنت ؟
شعرت أن قلبك خشبة مكسورة
فأتيتك بباقة من المسامير


4-1-2005
* الفاينتخمان \ الرجل ذو الرداء الأحمر الذي يحمل الهدايا ليلة عيد الميلاد