تهاويل القمر
وحدَها الأيامُ تسردُ لنا القصص،
ستُلقي بنا في الغياهبِ كيما تتلاطمُ الأفكار..
حيث إنَّ الجميعَ للواحدِ والواحدَ للجميع.
إنَّ هؤلاء الذين تنحتهم الرياحُ على الصخور
تراهم يحتسونَ أدمُعَهم، ويلعقونَ جراحهم.
ستسدلُ السماءُ ستارَها الأسود،
وهم لا يزالون في تباريحهم.
ها هي الأيامُ تنهبهم كي تأفلَ الأرواح..
لم تعدِ الأضواءُ تتراءى لنا،
لم نعدْ نشهد تهاويلَ القمر..
ها نحنُ نمرّغُ أجسادَنا في التراب، ونتفيّأُ ليلاً مدلهمّاً..
متى تموتُ الحياةُ ويحيا الموت؟

غربة الروح

(هو)
فاقداً للوعيِ ظلَّ طوال الوقت،
والدموعُ تتلألأُ على وجنتيه.
ها هو ذا تجرفهُ الذكرياتُ بعيداً.

(أنا)
إنَّ الكلمات تقتلُ المعاني، حين ينطفئ ضوءُ القمر
أجراسٌ لا تُقرع،
أرانبُ تموتُ في أوكارِها
الخيولُ الأصيلةُ لم تصهلْ بعد..
لقد تجمّدتِ المياهُ فجأةً،
ولم أسمعْ خريرَها الذي كان يُطربني.
أضواء محمومة، وظلالٌ مذعورة..
لعلَّ الرياحَ تنتهبُ قمصاني، فتجتزُّ صمتيَ المميت..
كنتُ مُقيّدةً بالسلاسل
كطفلٍ يولدُ باكياً ويموتُ غريباً.


الطفل المدلّل
ماضية أبحثُ عنكِ الساعة، لعلّما أرى شجرتكِ..
لتكنْ هي أرضي أو عالمي المثقف،
حين أتركُ الأوطانَ مسافرةً معك إلى جزيرة.
فلتفعلْ ما تشاءُ الأيامُ لتعزَّزَ الفكرة.
تعالَي لنُذيبَ معاً أحزانَنا عابرينَ نهرَ الأوجاع،
ولتكنْ يدُكِ ينبوعَ حنان يا أمَّ بهائي.
المحبّةُ الدائمةُ أن أحرسَ قصرك،
فالبحثُ عنكِ مثل قصّةٍ خياليّة..
أكثرُ الأقمارِ ابتهاجاً هو قمرُكِ،
فأنا من غيركِ لستُ سوى قبضِ ريح.