برج الحوت
زميلنا الذي يعمل في قسم الأرشيف من مواليد برج الحوت.. وهو مولع بقراءة برجه لدرجة الأدمان.. قرر صديقي (الماكر) والمسئول عن تحرير الصفحة المنوّعة في (جريدتنا اليومية) التخابث والتلاعب بتفاصيل معلومات الأبراج التي يستقيها من (الأنترنت) فيضيف الى برج الحوت بعض (التوابل) مثل (مشاكل زوجية ndash; أخبار مزعجة تصلك اليوم ndash; أزمة مالية حادة ndash; خسارة لفرصة عمل ndash; مزاجك معّكر ndash; لا تقدم على أية مبادرة ndash; نكسة صحية ndash; حماتك تزورك اليوم..) وغيرها من الأخبار السيئة التي تجعل زميلنا المسكين يشتعل عصبية وحسرة.. وكلّما كانت ردة فعله أقوى كنا - صديقي وأنا ndash; نزداد شعوراً بالفرح والأنتصار.
ناقد
هذه أول تجربة له في كتابة النقد.. لقد تناول رواية لكاتبة شابة وبعد أن قرأها بصورة سطحية وسريعة كتب يقول: هذه الرواية (رشيقة) بسردها، وتتميّز بكلماتها (المكتنزة) وأفكارها (المثيرة) التي تدل على (خلفية) ثقافية لكاتبتها، وقابلية على(إحتضان) المفردات المبتكرة، والتعامل (بشاعرية) مع ردود أفعال البطل.. وأكثر ما أعجبني فيها ndash; الرواية ndash; (صدرها) أقصد مقدمتها الرائعة، ولولا بعض (الشامات) المطبعية على وجه وغلاف الرواية كان من الممكن إعتبارها (أجمل) عمل أدبي كتب على الإطلاق !
عيد الشجرة
سقطت مني آلاف الأوراق.. وأورقت مكانها الآلاف.. إمتصت جذوري مئات الأطنان من مياهكم الآسنة.. جلس تحت ظلي العشرات من عشاقكم.. وإستلهم مني شعراءكم قصائدهم في كل الفصول.. آويت بين أغصاني العصافير التي تنشد لكم.
كانت حجتكم أني لا أحمل ثمراً فقطعتموني بفؤوسكم الشهوانية، وأقمتم مكاني (كشكاً) لبيع السجائر!
قناع
عاد (فلاح)- وهو جندي مستجد ndash; من التدريب الليلي للوقاية من الضربة الكيمياوية في مركز تدريب المشاة.. كان منهكاً وقلقاً.. نزع (بسطاله) ووضعه تحت السرير بجانب قناع الوقاية.. بعد إنتصاف الليل سمع دوي إنفجارات في الجوار.. ومن شدة الخوف والأرتباك والظلام الدامس صاح أحد الجنود المذعورين بصورة لا إرادية (غاز.. غاز.. غاز)..
مدّ يده تحت السرير وحاول إرتداء القناع لكن دون جدوى.. اللعنة.. لقد لبس القناع أكثر من مئة مرة خلال الأيام الماضية، وها هو الآن مرتبك ومشوّش وقد يتعرض للهلاك بسبب تأخره سمع صوتاً هادراً وآمراً: (الى مواضعكم بسرعة).. حمل البندقية وركض بسرعة ورمى بجسده في الموضع الشقّي.. ظل هناك حتى إنبلج الفجر.. خرج من الحفرة وإنسحب الى القاعة بخطوات كسولة ممزوجة بالخذلان والذل.. حافياً يحمل بيده (البسطال) بدلاً من قناع الوقاية.
[email protected]
التعليقات